بتـــــاريخ : 3/16/2009 10:41:41 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2405 1


    تفسير الجزء الثالث

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : عبد الرحمن الشهري | المصدر : www.idaleel.tv

    كلمات مفتاحية  :
    تفسير الجزء الثالث القرآن

    بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أهلا وسهلا بكم مشاهدينا في حلقة جديدة من حلقات برنامجنا التفسير المباشر. موضوع  حلقتنا لهذا اليوم هو تفسير الجزء الثالث من القرآن الكريم والموضوعات التي اشتمل عليها الجزء الثالث من القرآن الكريم ويمكن الآن أن نستعرض هذه الموضوعات ويبدأ الجزء الثالث من القرآن من الآية 253 من سورة البقرة وينتهي بالآية 92 من سورة آل عمران وقد اشتمل على الموضوعات التالية:
    1- تفضيل الله بعض الرسل على بعض.
    2- ثناء الله على نفسه في أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي.
    3- ذكر محاجة إبراهيم عليه السلام للملك.
    4- الحث على الإنفاق في سبيل الله وفضل الإنفاق في أطول آيات عن الإنفاق في القرآن .
    5- بيان خطر الربا وأنه كبيرة من كبائر.
    6- بيان أحكام المداينة وكتابة الدين وأحكام الرهن.
    7- بداية سورة آل عمران وما فيها من توحيد الله وتعظمه. ذكر قصة مريم و زكريا عليهما  السلام وطرف من مجادلة النصارى.
    هذه أبرز الموضوعات في هذا الجزء وسوف نناقش في هذه الحلقة هذه الموضوعات بإذن الله تعالى معنا في هذه الحلقة فضيلة الشيخ الدكتور/ مساعد بن سليمان الطيار الأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود المتخصص في الدراسات القرآنية أهلا ومرحباُ بك يا دكتور مساعد.
    المقدم: يبدأ يا دكتور مساعد الجزء الثالث بآية عظيمة وهي قول الله سبحانه وتعالى "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات... " وهذه الآية تشير إلى موضوع مهم جداً يسأل عنه كثير من الناس. هل يجوز التفضيل بين الأنبياء ويقال أن موسى أفضل من عيسى أو أن محمداً أفضل من موسي فالله سبحانه في هذه الآية ينص على أنه فضل بعض الأنبياء على بعض فنود أن تلقي الضوء على الأصل والتوجيه الشرعي في هذا الموضوع؟
    الدكتور: نعم، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . كما ذكرتم هذه الآية نصت على التفضيل وفي آخر البقرة ورد قوله سبحانه وتعالي :" لا نفرق بين أحد من رسله، فالقاعدة في مثل هذا أننا نتبع النص فما نص عليه فإننا نصدقه أما أن ندخل العقل فلا يجوز ولهذا الآية لا تفرق بين أحد من رسله لا يستطيع المسلم أن يفضل فلان من الرسل على فلان على اعتبارات من عنده  وإنما الاعتبار هو تفضيل الله سبحانه وتعالى ولهذا الآية نصت على أن الله هو الذي فضل من عنده " تلك الرسل فضلنا " أي فضل الله سبحانه من عنده إذن فهذه القاعدة الكلية في هذا وقوله منهم هذا إشارة إلى بعض أسباب التفضيل فمنهم  الذين كلمهم الله سبحانه هو موسى عليه السلام خص بكلام الله الذي هو كلام النبوة أما غيره من الأنبياء فكان يكلمون من طريق جبريل عليه السلام ولكن وقع أيضا حكم الله لأدم عليه السلام ووقع أيضا لمحمد صلي الله عليه وسلم مع أن تكليم الله لمحمد صلي الله عليه وسلم يعتبر من أشرف ما وقع لأنه كان فوق السموات السبع عند سدرة المنتهي بناء على هذا نقول أن تخصيص موسى عليه السلام بكلام الله أنه أتاه التبليغ بالنبوة عن طريق الكلام من الله بدون واسطة.
    المقدم: جميل يا دكتور لكن هناك من لا يري التفضيل ويحرمه ويقول السبب في ذلك أنه يوهم بالإساءة إلي المفضل عليه لذلك النبي صلي الله عليه وسلم نهى وقال لا تفضلوني على يونس أليس كذلك؟ لأن هذا الموقف الذي نص على تفضيل النبي صلي الله عليه وسلم يوحي بتنقص يونس!! ولكن تفضيل الله سبحانه وتعالى.
    الدكتور: الله أعلم حيث يجعل رسالته وقلنا التفضيل مرتبط بالنص الشرعي.
    المقدم: لدينا أسئلة دكتور مساعد عن الحلقة الماضية سألها بعض المشاهدين ولم نتمكن من الإجابة عليها ومنها ما هو الفرق بين الختم والطبع؟
    الدكتور: جيد أحب أن أنبه القارئ على أن هذه الألفاظ بينها معنى مشترك بمعنى أنها تخضع في معنى هو الستر والتغطية فهذا هو المعنى الجامع ولكن قد يكون هناك معنى في الطبع لا يوجد في الختم وقد يكون هناك معنى في الختم لا يوجد في الطبع وكيف نعرف هذا طبعاً هناك طرق وأنا أنصح بقراءة  الفروق اللغوية لابن هلال العسكري وضع فيها كيفية اكتشاف الفروق بين الألفاظ فقد أبان قضية استعمال الأضرار فهل تستطيع أن تستخدم كلمة الختم في كل مواضع الطبع، طبعا لا فأعلم أن هناك فرقاً وكذلك لا أستطيع أن استخدم الطبع في كل أماكن الختم لكن في بعض المواضع يمكن أن استخدم الختم أو الطبع  والطبع كما أشار إليه هلال العسكري وابن تيمية وغريهما من العلماء أنه أبلغ من الختم وأشد لأن الطبع كما يقول أبو هلال العسكري هو أثر يثبت في المطبوع على الثبوت والنزول أكثر من دلالة الختم فالختم مرتبط بالنهايات ثم يأتي الطبع بعده أي قفل عليه مثل قوله تعالي :" ختامه مسك" أي نهايته.
    المقدم: أيضا في سؤال آخر يسأل السائل ويقول هناك في القرآن وردت نصوص تبين عظم كتمان الحق كقوله تعالي :" إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون" فيقول لو يكون هناك تنبيه على مثل هذه الآيات وورودها في القرآن الكريم؟
    الدكتور: حقيقة قضية كتمان الحق أو البيان فيه درجات فمثلا لو كان هناك قضية أو مشكلة في هذه الأمة وكان هناك من يعلم وكتم ولم يبين فإنه يصيبه هذا الوعيد الذي ذكرنه الآية وهو وعيد شديد (يلعنهم الله ولعنهم اللاعنون) وهذا الوعيد الحق باليهود لأنهم كتموا نبوة النبي محمد صلي الله عليه وسلم وهم مرجع في هذا لأنهم أهل الكتاب وكذلك أريد أن أقول إذا احتيج إلى معلومة ما ووقع الكتم بحيث تتأثر مصالح الناس بها أو دنياهم فهذا أيضا يصيبه هذا الوعيد أما إذا كان في أمر آخر كان تسألني سؤال وأنا أقول لك أني لا أعلم وأنا أستطيع أن أفتيك فهذا لا يدخل في الوعيد لأنك تستطيع أن تسأل فيه غيري فيجيبك.
    المقدم: أيضا يا دكتور عبر عن اللعن بالفعل المضارع دلالة على أنه يقع مرة بعد مرة كلما تجدد منهم الكتمان.
    الدكتور: نعم
    المقدم: هناك اتصال وسؤال من الأخت السائلة تسأل سؤالان الأول في الآية السابعة والعشرين ضمن قوله تعالى في سورة آل عمران والله يرزق من يشاء بغير حساب وبعدها بعشر آيات في الآية السابعة والثلاثين ضمن بالتأكيد :" إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" فما الحكمة من ذلك؟
    السؤال الثاني: في الآية 35 من سورة آل عمران دعاء مريم عليها السلام "رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً" هل تستطيع أي أم حاملا الدعاء بهذا الدعاء وهل يدخل في النذر أي يجب عليها أن تدع ابنها لعبادة الله سبحانه وخدمة الدين؟
    ولكن يا دكتور قبل أن ننتقل إلى سورة آل عمران هناك وقفة في نهاية سورة البقرة ومنها آية الكرسي وهي أعظم آية في القرآن الكريم فما هو السبب في عظمة هذه الآية وألا تستحق وقفه؟
    الدكتور: صحيح. هذه الآية عظيمة كما ذكرتم وإذا تأملنا هذه الآية وجدنا فيها تعظيم لله سبحانه وتعالى وتوحيد الله وكل ما يتعلق بتوحيد الله لا شك أن يكون أعظم وأشرف ما تكلم عن التوحيد هو هذه الآية من مبدأها إلى ختامها كلها في التوحيد وخصوصاً ما يتعلق بأسماء الله تعالى وصفاته وهي بدأت بالاسم الأعظم وهو الله "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" ففيها مجموعة من أسماء الله سبحانه وتعالى وأيضا ذكرت أوصاف بين الإثبات والنفي مثل قوله :" لا تأخذه سنة ولا نوم" هذه دلالة على كمال القيومية لأنه قال الحي القيوم فدلالة على كمال الحياة والقيومية وكثير من العلماء قالوا إن جميع أسماء الله تعود إلي الحي القيوم.
    المقدم: ولو لاحظنا يا دكتور كما ذكرنا أن الله سبحانه وتعالى فضل بعض الرسل على بعض فكذلك هناك آيات في القرآن مفضلة على غيرها كهذه الآية وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فضل بعض السور على بعض كسورة الفاتحة فضلها على باقي السور وسورة الإخلاص قال إنها تعدل ثلث القرآن.
    الدكتور: نعم ولكن هذا التفضيل يرجع فيها أيضا إلي النص
    المقدم: السيوطي رحمه الله ذكر مسألة لطيفة يعني ما هو المقياس أو الضابط الذي يضبط التفضيل بين الآيات أو بين السور هل للمسلم أن يقول هذه السورة أفضل من هذه السورة أو هذه الآية أفضل من هذه الآية اجتهاداً؟ فقال السيوطي إنني وجدت السور التي فضلت على غيرها من السور أو الآيات كآية الكرسي وغيرها كلها تتحدث عن الله سبحانه وتعالى وعن توحيده فقال كل هذه المعاني تدور حول الله سبحانه وتعالى ولذلك يمكننا أن نقول أن الآيات التي تتكلم عن الله وتعظمه أفضل من الآيات التي لا تشتمل على هذه الموضوعات مثل "تبت يد أبي لهب وتب".
    الدكتور: وهذا مستنبط من النص وهذا لا شك أنه ضابط جيد ولكن يبقي عندنا أصل القاعدة ألا وهو النص ولهذا العلماء لما تكلموا عن لماذا "قل هو الله أحد" ثلث القرآن أشاروا إلى هذه القضية أن القرآن ثلاثة أقسام فالقسم الأول هو قسم التوحيد فكأن ثلث القرآن في التوحيد فجاءت هذه السورة تعدل ثلث القرآن لأنها تعدل ثلث موضوعات القرآن الكريم.
    المقدم:  قبل الإجابة عن الأسئلة السابقة نأخذ اتصال من الأخ "محمد" يريد الأخ أن نذكر اللطائف في القرآن الكريم من حيث أطول آية. أقصر آية وهكذا وجزاكم الله خيراً.؟
    نعود إلى الإجابة على أسئلة السائلة التي سألت عن آيات في سورة آل عمران تقول ما الحكمة في أن الآية السابعة والعشرين من آل عمران ختمت بقوله تعالى :" والله يرزق من يشاء بغير حساب" والآية السابعة والثلاثين ختمت بالتأكيد " إن الله يرزق من يشاء بغير حساب". فما الحكمة من هذا التأكيد دكتور مساعد؟
    الدكتور: هذا سؤال يدل على التدبر في القرآن الكريم فلو تأملنا هنا السياق جيداً ففي الآية الأولى كان الخطاب موجهاً للنبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله تعالى :" قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء " إلى قوله تعالى "وترزق من تشاء بغير حساب" إذن هو عندنا أفعال مضارعة متعاطفة فهي خطاب من العبد إلى الله سبحانه فلا تحتاج إلى تأكيد في الأخبار أما لما جاء كلام مريم وهنا حدث غريب لأنه إذا تأملنا قال :" كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً "  هو الآن مكفل بها إذن من الذي يستطيع أن يدخل عليها غير زكريا ؟ لا أحد فاستغرب عندما دخل عليها ووجد عندها رزقها ولا أحد يدخل عليها غيره فأثار عنده استفساراً فسألها" أنى لك هذا" فاحتاج الأمر إلى تأكيد فقالت " إن الله يرزق من يشاء من غير حساب" لأن الحدث يحتاج إلى تأكيد لأن فيه غرابة.
    المقدم: قبل أن نأخذ السؤال الثاني هناك اتصال وسؤال أخ يقول  في قوله تعالي " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع الناس وإثمهما أكبر من نفعهما". فما المقصود بقوله تعالي :" أثمهما أكبر من نفعهما".
    نعود يا دكتور للسؤال الثاني للسائلة وهو أن دعاء مريم فأنا لا أعلم ما الذي تقصده بدعاء مريم فهل تعلم الذي تقصده والتعليق عليه؟
    الدكتور: هي تقصد أم مريم وهي امرأة عمران في قولها :" رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً" هناك شيء أريد أن ننبه له قارئ القرآن حينما تأتي قضايا مرتبطة بالشرائع السابقة ننتبه هل يوجد في شرعنا ما يدل عليها أم لا؟ فالنذر عندنا لا يوجد فيه ما يوجد عندهم أنه يأتي الأب أو الأم وتنذر هذا الطفل الذي في بطنها لخدمة البيت لأنها الآن نذرته لخدمة المسجد الأقصى فهذا لا يوجد عندنا في شرعنا.
    المقدم: هنا سؤال الأخ أبو محمد يسأل فيه عن آية الدين وهي أطول آية في القرآن
    الدكتور: أحب أن أذكر  فائدة وهي أن آية الدين في بعض الحد منقسمة إلى اثنين وأحب أن ينتبه السامع لذلك والآن مجمع الملك فهد رحمة  الله تعال بدأ يطبع المصاحف على هذا الحد فإن لكل مصحف له عندنا الحد الكلي والحد المدني والحد المدني الثاني والحد الكوفي الأول والثاني والحد الشامي فننتبه إلي أن بعض المصاحف طبعت على حسب حد معين فلا يقع عند البعض هذا الإشكال فهي أطول آية بالنسبة للحد عندنا وأشير هنا إلى أن الخلاف في مواضع أرقام الآيات فقط وإلا فالقرآن كامل في جميع الروايات سواء عندنا أو الكوفي والشامي أو المدني فهو كامل.
    المقدم: آية الدين مليئة بالفوائد والاستنباطات وتنص على حفظ الدين ففي بدايتها " يا أيها الذين أمنوا إذا تدانيتم بدين إلى أجل مسمي فاكتبوه... الخ الآية" وفصل الله فيها كيفية الكتابة فهل لديك تعليق حول هذه الآية؟
    الدكتور: في الحقيقة الأخ طلب فوائد ولطائف وهذه كثيرة ولذلك نأخذ منها قوله سبحانه وتعالى :" ولا يضار كاتب ولا شهيد" هذه يضار لو فككنا الشد  لا يضار أي لا يضار الكاتب ولا الشهيد ولا يضار الكاتب والشهيد إذا طلبوا للكتابة فلا يضار وأيضا الكاتب والشهيد لآيات إليه في وسط الليل  وتطلب منه أن تكتب ويأتي الآن ويشاهد فلا يضار عليها ولا يضرون أيضا فالكلمة الواحدة دلت على معنيين وليس بينهما تضاد وهذا عده بعض العلماء من إعجاز القرآن في اللقطة الواحدة الدالة على أكثر من معنى.
    المقدم: يظهر لي أيضا دكتور مساعد فائدة لا أعلم هل توافقني عليها أم لا وهي قوله :" يا أيها الذين أمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى" يعني هناك من يأخذ منك مبلغ من المال ويتركه إلى أجل غير مسمى فتنتظر أنت كلما رأيته يمر العام والعامان وأنت تنظر إليه وهو ينظر إليك لا هو رد عليك المال فقوله تعال :" إلى أجل مسمى" فيه أدب في أداء الدين فيجب أن تقول إني أريد  منك مبلغ من المال وسأعيده لك في يوم كذا أو بعد سنة ولكن البعض يقول من باب المباينة من عسرك إلى يسرك ويبدو أنه في يسر طيلة العمر.
    المقدم:  لو نظرنا هنا  أيضا دكتور مساعد إلى موضع هذه الآية فقد ذكرت بعد أن تكلم الله سبحانه في الوجه السابق عن الربا وحكمه ثم قال فإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة فيقول الواحد إذا كان ذو عسرة فأين يذهب فليجأ إلي الربا فيقول الله لا بل إلى الدين ثم يسوق سبحانه آية الدين. فسبحان الله فيجب على الناس الميسورين أن يعينوا إخوانهم المعسورين حتى لا يلجؤا إلى الربا.
    الدكتور: ولكن لا يمكن أن يكون المال كريما إن لم تكن النفس كريمة فالبخيل لا يمكن له أن يجوز على الإطلاق؟
    المقدم:  بارك الله فيكم دكتور مساعد قبل أن نكمل الأسئلة هناك اتصال من الأخ أحمد تفضل أخ أحمد قوله تعالي :" إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا" ما معنى ازدادوا كفراً بارك الله فيكم؟ نعود بعد الفاصل
    "كتاب والتعريف به"
    " تيسير المنان في قصص القرآن" مؤلف هذا الكتاب هو الأستاذ أحمد فريد جمع فيه كل ما ورد في القرآن الكريم من القصص وقد اشتمل على تسع وعشرين قصة. وقد حرص مؤلفه على اختيار أصح الأقوال في تفسير القصص في القرآن الكريم وتنقية القصص مما علق به القرون والأجيال من الخرافات المكتوبة عن الأنبياء وهو يبدأ بتفسير الآيات التي وردت فيها القصص وينقل كلام المفسرين المعتبرين في بيان معانيها ثم يعقب على ذلك بذكر الفوائد والآثار الإيمانية من هذه القصص وقد صدر الكتاب في إصدار التاج على دار ابن الجوزي في مجلد واحد عام 1429 للهجرة وهو كتاب قيم يحتاجه من بريد معرفة قصص القرآن الكريم وكلام المفسرين في معانيها.
    المقدم: أهلا بكم من جديد أيها الأخوة الأعزاء فالأخ السائل سائل عن الخمر والميسر فقال في قول تعالى :" قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما" ما معنى هذه الآية.
    الدكتور: نعم هذه الآية نزلت في التدرج في تحريم الخمر وتعتبر الآية الثالثة على حسب الترتيب عند بعض العلماء وهذه الآية تعتبر وسيطة بين الآيات لما سائل النبي صلي الله عليه وسلم عن الخمر فأنزل الله هذه الآية ومنافع الخمر معروفة مثل المنفعة المالية والنشوة المؤقتة وقال بعضهم نسيان الواقع مؤقتاً ثم قال أكبر من نفعها والعاقل الذي يقيس بعقله يقول مادام أن إثمهما أكبر من نفهما إذن أتركها وهذه قاعدة في الشريعة أنه إذا كان الإثم أكبر من النفع فإنه يترك حتى جاءت الآية الثالثة التي دلت على تحريم الخمر وهي قوله تعالي " إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه".
    المقدم:  معنا اتصال  من ليبيا من الأخت منى قدري تفضلي :" وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكماً من أهلها". أرجو توضيح هذه الآية؟
    أيضا هناك سؤال أخر من المتصل يقول أريد بعض الوقفات مع آيات الإنفاق؟
    ومعنا اتصال آخر من الأخ من الإمارات يسأل عن قوله تعالى :" وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله " كيف إلا بإذن الله أرجو التوضيح".
    نعود يا دكتور مساعد إلى سؤال الأخ أحمد من السعودية سأل فقال :" إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً" ما معنى ازدادوا كفراً ؟
    الدكتور: فكما أن الإيمان درجات فالكفر أيضا درجات الكافر الذي لا يعاديك ولا يسبب لك الأذى ليس كالكافر الذي يعاديك ويظهر لك الأذى فهذا إخبار عن طبقة من طبقات الكفار أنهم كفروا وأيضا ازدادوا كفراً وأظهروا للمسلمين البغض الشديد والعداوة فهذا معنى زيادة الكفر وقد قسم الله الكفار
    المقدم: ومن العجيب دكتور مساعد أن ازدادوا كفراً بعد إيمانهم أي على علم كما كان إبليس.
     والأخت أم قدري تسأل عن آية في سورة النساء وهي :" وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكما من أهلها إن يريد إصلاحاً يوفق الله بينهما" فالأخت تريد تفسير لهذه الآية؟
    الدكتور: الخوف هنا بمعني علمتم وهذا من غرائب اللغة أي إذا علمتم  وقوع الشقاق بينهم أي بين الزوجين فعلى الأقارب أن يبعثوا حكماً من أهل الزوج وحكماً من أهل الزوجة حتى يصل بينهما فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً وإن نشزت  يحصل تدخل مرحلة الإصلاح إذن في المرحلة الأولي تكون في البيت يعني أن محاولة الإصلاح بين الزوج وزوجته إذا لم يستطيعا الصلح فسوف يضطران إلى تدخل من يصلح لذا قال :" إن خفتما" أي ظهر أو بان الشقاق فابعثوا حكماً من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحاً يجوز أن يكون الزوج والزوجة ويجوز أن يكون الحكمان وهذا شرط يجب أن ينتبه له أنه يجب إن يكون كلا من الزوج والزوجة يريد الإصلاح ويكون بينهما اتفاق ولكن إذا أخلوا بذلك فغالباً ما تتطور المشكلات.
    المقدم:  يحضرني هنا دكتور مساعد معنى لطيف في الخوف الذي يراد به العلم أنه عبر عن العلم بالخوف إذا كان هذا العلم يوجب الخوف يعني في الفراق بين الزوجين هذه مسألة عظمها الإسلام فأنت إذا وصلت إلي هذه المسألة وعلمت أنها تسير في طريق الانحدار وأنه لا يمكن الإصلاح من خلال الزوج أو زوجته أو العكس فكأن والله أعلم فيه إشارة بليغة أن لا تدخل أنت أحداَ في مشاكلك مع زوجك حتى تسوء لدرجة تصل إلى حد الخوف من انقطاع هذه العلاقة.
    اتصال وسؤال : هل هناك تفسير ميسر للقرآن الكريم؟
    المقدم: الأخ نايف سأل سؤالا يحتاج إلى وقفة فنأجله قليلا.
    الدكتور:  الأخ نايف بناءاً على طلبه وأثني عليه وإن كان هناك في إمكانية للقناة في هذا الشهر أن تقدم برنامج خاص بآيات الإنفاق فهذا جيد لأنها بالفعل تحتاج إلى وقفات.
    المقدم:  الأخ أحمد من الإمارات: يسأل عن آية السحر وقوله تعال :" وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله وهل السحر لا يضر إلا بإذن الله فكيف بإذن الله سبحانه بأن يؤثر السحر؟
    الدكتور:  هذا الموضوع كما نلاحظ موضوع قدري يرجع إلى قدر الله تعالى إذا شاء ينفذ هذا السحر نفذوا وأن لم يسأل يقع وهذا معنى الآية لكن يجب أن ننبه المسلم أنه من يحصن بالرقية الشرعية فإنه لا يصيبه السحر بإذن الله لأن هذه وقاية.
    المقدم:  هناك سؤال هل هناك تفسيرا مسيراً للقرآن الكريم؟
    الدكتور: هناك تفاسير متعددة مثل التفسير الميسر الذي طبع مجمع الملك رحمه الله تعالى وهو تفسير نافع ويصل إلى المعنى مباشرة وأيضا هناك تفسير للشيخ أبو بكر الجزائري وإن كان طويلاً ولكنه له عناية وهو من أيسر التفاسير.
    المقدم:  سؤال الأخ نايف عن آيات الإنفاق يا دكتور طبعا هو يقصد الآيات التي في سورة البقرة والتي تبدأ من 261وتنتهي عند 271 وتعتبر هي أطول آيات تكلمت عن الإنفاق في القرآن الكريم بدأها الله سبحانه وتعالي بقوله :" مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم... إلخ الآية نريد إضاءة على هذا مثل الذي ضربه الله في هذه الآية؟
    الدكتور:  سبحان الله البداية في هو المثل وكما سمعت الحلقات مع الشيخ الخضيري في سؤال في الأحداث التي جاءت عن المثل القرآني نقول ما يحتاج إليه والعناية به في القرآن لأن سبحانه قال :" وما يعقله إلا العاملون" فلاحظ أن بداية الحديث عن الإنفاق جاء يضرب هذا المثل وهو حسابي فقال مثل الذين ينفقون أموالهم كمثل حبة زرعت في الأرض فأنبتت سبع سنابل خرجت منها في كل سنبلة مائة يعني كم يعني سبعمائة حبة ثم قال والله يضاعف لمن يشاء إذن هذه ليست نهاية المضاعفة بل هي قد تكون أعلى منها والله واسع لا ينقص شيء منها وعليم بمن يستحق هذه المضاعفة.
    المقدم:  أيضا قوله تعالى :" الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا مناً ولا أذى" فيجب على المنفق ألا يتبع نفقته لا بالمن ولا بالأذى ولا بشيء من الإساءة إلى من انفق عليه الحقيقة أن الجزء الثالث مليء بالقضايا التي تستحق الوقوف عندها لكن هذا ما اتسع له وقت هذه الحلقة دكتور مساعد أسال الله أن يكتب لك الأجر والتوفيق على مشاركتك وباسمكم أيها الأخوة المشاهدين أشكر أخي فضيلة الشيخ مساعد بن سليمان الطيار على تفضله بالإجابة على أسئلتكم في هذه الحلقة وكما أشكركم أنتم على متابعتكم وأسئلتكم وأسال الله أن يجعلنا من أهل القرآن وأن يخص لنا في هذا الشهر الكريم وأن يتقبل منا ومنكم وإلى لقاء قادم بإذن الله في حلقة الغد نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    كلمات مفتاحية  :
    تفسير الجزء الثالث القرآن

    تعليقات الزوار ()