بتـــــاريخ : 3/16/2009 10:40:07 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1806 0


    تفسير الجزء الرابع

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : عبد الرحمن الشهري | المصدر : www.idaleel.tv

    كلمات مفتاحية  :
    تفسير الجزء الرابع

    بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيناً محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة المشاهدين ..
     السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم اليومي التفسير المباشر وسوف نتناول اليوم بإذن الله تعالى تفسير الجزء الرابع من أجزاء القرآن الكريم وسف نتناول فيه أبرز القضايا ونستقبل فيه أسئلتكم واستفساراتكم حول هذا الجزء .. أرغب في التنبيه إلى أرقام الهواتف التي يمكنكم الاتصال عليها من داخل السعودية 012085444 ومن خارج السعودية 009612085444 أو من داخل السعودية 014459666 ومن خارج السعودية 009614459666 وكالعادة في البداية نشير إلى أبرز الموضوعات التي تحدث فيها هذا الجزء الجز الرابع يبدأ في القرآن من الآية (93) من سورة آل عمران وينتهي عند الآية (24) من سورة النساء ومن أبرز موضوعاته :

    1- بيان أولية الكعبة والمسجد الحرام على غيره من المساجد.
    2- الحث على التقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان خيرية هذا الشعيرة.
    3- مجادلة أهل الكتاب من النصارى وبيان خطر كيدهم للمسلمين.
    4- ذكر معركة بدر وما فيها من النصر للمسلمين.
    5- الأمر بالمسارعة للعمل الصالح لنيل مغفرة الله.
    6- مشاهد من معركة أحد وما وقع فيها للمسلمين.
    7- قسمة تركة الميت والواجب فيها في أول سورة النساء.

     ويسرني في هذه الحلقة باسمي واسمكم أن أرحب بصديقي وأخي العزيز الشيخ الدكتور/ عمر بن عبد الله المقبل «الأستاذ المساعد بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم والمعني بالدراسات القرآنية وتدبر القرآن» فحياك الله يا أبا عبد الرحمن ونشكر لك الاستجابة للدعوة وأريد أن نبدأ في الجزء الرابع أن أشير إلى مسألة وهي أننا في هذا البرنامج أننا قسمنا الحلقات على حسب الأجزاء في كل يوم نتناول جزء وهناك إشكالية في مسألة الأجزاء وهي أننا نأخذ جزء من سورة وجزء من سورة أخرى في الجزء الواحد وأظن أن من قسم القرآن أجزاءاً حتى تكون متوافقة مع الشهر فبداية يا دكتور عمر كمدخل لهذه الحلقة كون الجزء الرابع جزء منه في سورة آل عمران وجزء الثاني منه في سورة النساء فهل هناك ترابط بين السور في رأيك؟

    الضيف : بسم الله الرحمن والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله أما بعد :
     فإن الأمر كما ذكرت فإن تناول السورة بموضوعية أفضل وأجود بل ظروف الزمن والبرنامج بل الرؤية القديمة في تقسيم الأجزاء على هذه القسمة لوحظ فيها هذا المعنى فلا حرج في ذلك لكن أعود على سؤالك وهو سؤال رائع في الحقيقة لو تأملنا السنة النبوية وجدنا أن النبي  قرن بين سورتين في أكثر من موضع ومن ذلك حديث النواس بن سمعان  في صحيح مسلم «يؤتى يوم القيامة بقرآن وأهله الذين يعملون به تتقدمه سورة البقرة وآل عمران» هناك نصوص أخرى أيضاً في هذا السياق المهم أن المتأمل سيلاحظ ويجد هناك ترابط قوي في مجموعة من الموضوعات خصوصاً فيما يتعلق بالأديان السماوية الثلاثة والكون وهي اليهودية والنصرانية والإسلام ولكن لو تأملنا أيضاً في سورة البقرة فقد كان الحديث مركزاً على بني إسرائيل من اليهود والدليل على ذلك تسمية السورة بسورة البقرة والواقعة هذه وقعت في بني إسرائيل لكن إذا تأملت أيضاً الحديث في آل عمران وجدت الحديث تركز على بني إسرائيل من النصارى وذلك في قصة عيسى ابن مريم وقصة الحواريون معه ثم جاء الحديث عن الإسلام لكن ما الرابط بين هذه الأحداث والموضوع طبعاً يقول لكن ألخصه حتى لا يخور على بقية المحاور في سورة البقرة جاء التركيز على بني إسرائيل من اليهود في تذكيرهم بنعمة الله عليهم ونعمه الكثيرة وكان هناك تذكير ولوم وعتاب على تبديلهم لشريعة الله سبحانه وتعالى وتذكيراً لهم بالشريعة التي أنزلها الله على موسى عليه وما كان من بني إسرائيل وكيف انقسموا فريق استجابوا وأناس أعرضوا فلما حصل من بني إسرائيل هذا العناد وهذا الفساد وهذا القتل للأنبياء عليهم الصلاة والسلام جاء الحديث عن النصارى في سورة آل عمران كونهم أقرب بنص آية المائدة وكون النصارى ووضع عنهم من الأغلال بسبب كونهم أقرب إلى اتباع عيسى من اتباع اليهود لموسى عليه السلام وجاء الحديث بعد ذلك يذكر المسلمين بما وقع للأمتين الكتابيتين اللتين سبقتهما كأنها تقول لهم انظروا يا أمة محمد إلى بني إسرائيل من النصارى قد قصصنا عليكم خيرهم في آل عمران فإن استقمتم فلكم العزة والنصرة [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا .... ] {آل عمران:103} وكذلك [وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ] {آل عمران:101} والتذكير أيضاً في آخر سورة آل عمران بهذه النقطة بأخذ العهد والميثاق على هذه الأمة والتذكير بقضية الكتم والثناء على من استجاب من أهل الكتاب وهي قضية نمر عليها بإذن الله تعالى فقد جاءت في أواسط سورة آل عمران وفي أواخرها وأيضاً الحديث عن قصة أحد ليس أجنبياً عن أهل الكتاب أبداً جاء متناسباً مع السياق فقصة أحد كما لا يخفى وقع فيها مخالفة من الصحابة  الذين كانوا على حبل الرماة ليس كلهم بل الأكثرية في هذا رسالة للأمة إن كانت تريد العزة وتريد السؤدد والمجد والغلبة فلتستقم على أمر الله ورسوله والحديث عن السمع والطاعة والالتزام بأوامر الله والأنبياء والرسل وعدم مخالفتهم ولذلك تلاحظ في قصة البقرة جاء التركيز [وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً] {البقرة:67}  وفي آيات كثيرة يأمرهم موسى بأوامر ثم يحصل منهم التنكير ثم جاء الحديث عن النصارى في آل عمران حتى تلاحظ هذا السياق ويلمح بهذا جدياً في قوله تعالى [فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الكُفْرَ] {آل عمران:52}  [قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ] {آل عمران:52}  بدأ بنو إسرائيل من النصارى ينشقون فكانت هذه كلها مقدمات وتمهيدات لهذه الأمة أن تحذر أن تسلك مسالك المعاندين من الأمم الكتابية السابقة وأنه لا ينفعهم كون عندهم نبي ونزل عليهم كتاب فهذا لم ينفع من سبق عندما عاندوا وحادوا عن الصراط المستقيم.

    المقدم : رائع هذه لفتة جميلة يا دكتور عمر عن الربط بين السور وأيضاً هناك لفتة وتظهر ظهوراً جلياً في سورة آل عمران وهي الثبات .. الثبات على هذا الدين يعني كأنه والله أعلم عندما جاء الحديث في سورة البقرة عن الشريعة بكل تفاصيلها وأنه ينبغي للمسلم الاستجابة لكل أوامرها جاء الحديث في سورة آل عمران عن الثبات على هذا المنهج وتلاحظ حتى من أولها [نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ] {آل عمران:3} إلى أن قال في الآية الثامنة [رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا] {آل عمران:8}  ثم في أخر السورة ي[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ] {آل عمران:200}  وما بين هاتين الآيتين الحديث عن قصة أحد والتذكير بما حدث فيها.

    الدكتور : نعم بدر لم يختلف فيها ولم يقع فيها خلاف ولكن أحد بدا فيها خلاف مع أنه بتأويل أيضاً ومع ذلك حصل ما حصل.

    المقدم : أيضاً لو تلاحظ يا دكتور عمر الحديث عن وفد نجران ولذلك يذكر أحد المفسرين يقول إن هذا أول حوار للأديان مع نصارى نجران عندما جاءوا إلى النبي  يحاولونه فسورة آل عمران فصلت هذا الموضوع.
    الدكتور : وما دمتم تفضلتم بذكر هذه القضية يجب أن نفرق في قضية الحوار بين الأديان بين مسألتين فالحوار الذي يقصد منه إيضاح ما لدينا من ثوابت وعقائد مستقرة من التوحيد وإفراد العبادة لله عز وجل والإيمان بالأنبياء جميعاً وأن خاتمهم هو النبي  وبيان هذه بالأدلة الجلية وكشف الشبهات الموجودة عند أصحاب الأديان الأخرى هذا لا إشكال فيه وهذا يشهد له ما تفضلت أما الحوار الذي يؤدي إلى التنازل عن المسلمات والثوابت حتى نقول كما يقال لحمه واحدة بسبب جامع صغيراً في معين فهذا لاشك أنه باطل ويؤدي إلى تحريف الأديان وهذا لا أظن أن يقول به أحد وهذا لا يمكن شرعاً لكنني أردت أن أفرق لأن بعض الناس يختلط عليه مسألة الحوار بين الأديان ولذلك أمر النبي  بالمباهمة دليل على ثقتنا بما لدينا ولذلك هم رفضوا المباهمة.
    المقدم : أيضاً الموقف من الأديان السابقة واضح في آل عمران هنا في قوله تعالى [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ] {آل عمران:85} .
    * طيب في بداية الجزء الرابع جاء الحديث عن بناء البيت في مكة المكرمة في قوله تعالى [إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ] {آل عمران:96}  أولاً ما معنى الأولية هنا والناس تسأل يا دكتور عن معنى بكة؟
    الدكتور : هذه من المواضيع التي حصل فيها ارتباط بين البقرة وآل عمران في سورة البقرة جاء الحديث عن شريعة الحج بتفصيل من غير إلزام على الدخول فيها على القول الصحيح من قوله تعالى [وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمْرَةَ لله] {البقرة:196}  بينما في سورة آل عمران جاء الأمر بفرض الحج وقضية بناء البيت ذكر في الصحيحين عن أبي ذر «إن أول بيت وضع في الأرض هو المسجد الحرام ثم بعد أربعين سنة بني المسجد الأقصى وهنا مسألة يتكلم فيها أهل العلم هل إبراهيم هو من أسسه أولاً في قوله [وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ] {البقرة:127} أم بني قبله وإبراهيم رفع القواعد وهذه مسألة معروفة وليس المقام مقامها هنا.

    المقدم : معذرة يا دكتور هناك اتصال تسأل فيه السائلة عن قوله تعالى في سورة آل عمران قوله تعالى [لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ] {آل عمران:92}  ما علاقتها بالآية التي بعدها والتي قبلها؟
    معنا اتصال آخر يسأل فيه السائل عن قوله تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ] {آل عمران:118}  ما معنى هذه الآية.
    * بمناسبة حديثك يا دكتور عمر عن قوله إذ يرفع إبراهيم وقضية هل إبراهيم من بني البيت أم أن هناك من فديناه قبله ثم رفع إبراهيم القواعد وأكمله أليس في قوله [وَإِذْ يَرْفَعُ] {البقرة:127}  دلالة على أنه هو من ابتدأ بناه.

    الدكتور : هل ليست صريحة وإن كانت صريحة لما اختلف أهل العلم حتى المفسرون منهم من يقول أن من بناه آدم عليه السلام وإبراهيم كان دوره رفع القواعد وتجديد البناء وإعادة تأسيسه من جديد على قواعد التوحيد.

    المقدم : جميل طيب لو نعود إلى سؤال السائلة التي سألت عن ما هي الرابطة بين قوله تعالى في سورة آل عمران في قوله [لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ] {آل عمران:92}  تقول ما علاقة هذه الآية بالآية التي قبلها والآية التي بعدها؟

    الدكتور : أجلّ ما يبين معنى هذه الآية لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ] هو سبب نزولها فيما ثبت في الصحيحين أن النبي  لما نزلت عليه هذه الآية جاء إليه أبو طلحة النصارى وقال يا رسول الله إن أحب مالي إلى بيوجاء وكانت صديقة غناء جميلة يأتي النبي  إليها ويتوضأ منها ويشرب من ماء طيب فيها ومع ذلك يقول ضعها يا رسول الله بما أمك الله ولاحظ في هذا الموقف سرعة مبادرة الصحابة فلم يبدؤوا بالحسابات أو أنه مع الوقت قد يرتفع الثمين لهذه الحديقة أو فكر بأمور دنيوية أخرى أبداً بل كانوا سريعين في الاستجابة فهذه الآية تبين أن أعلى وأفضل الإنفاق أن ينفق الإنسان أحب ماله إليه وليس معنى هذا أن من ينفق من وسطية ماله ألا يقبل منه ولكن لاشك أن أعلى مرتبة هو من أنفق أحب ماله إليه ولكن الذي ينهى عنه أن يأتي الإنسان وينفق من أخبث ماله والله تعالى يقول [وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ] {البقرة:267}  هذا عرض مجمل.
    * الآية التي قبلها ليس عندي جواب قاطع ولكن من باب المذاكرة والله سبحانه أعلم أنه لما ذكر أن الله يثبت على هذا وعن درجات الإنفاق كان الحديث قبلها عن الكافر وأرجوا من الإخوة أن يتأملوا هذا المعنى الرائع ليدركوا نعمة الله عليهم بالإسلام هذا الكافر إذا أفضى إلى الله أو قدم ملء الأرض ذهباً ومع ذلك بسبب مانع الكفر يعني لو كانت هذه الكرة الأرضية سبيكة ذهبية وقدمها وقال يا رب أريد أن أفندي بهذه السبيكة الذهبية نفس ما قبلت منه فأنت يا مؤمن تأمل نعمة الله عز وجل عليك عندما هداك للإيمان حين تسبح لله وتكبر وتنفق ولو قليلاً يقبل منك.

    المقدم : جزاك الله خيراً يا دكتور ومعنا اتصال يسأل فيه السائل عن علاقة الآية السابعة عشرة في سورة النساء بما قبلها وأن نتحدث عن التوبة المذكورة في سورة النساء؟
    * في الحقيقة لقد استفدت مما ذكرت أكثر من فائدة يا أبا عبد الرحمن وهي أن سبب النزول سبباً من أسباب فهم معنى الآية وهناك ولله الحمد كتباً كثيرة ومختصرة في أسباب النزول.
    * الفائدة الثانية التي استفدتها من كلامك يا أبا عبد الرحمن هي سرعة استجابة الصحابة رضوان الله عليهم للقرآن فهذا هو الهدف من القرآن الكريم وهذا مما يميزهم رضوان الله عليهم.
    الدكتور : نعم ولذلك إجابة النبي  قائلاً هذه المرابحة هذه الرابحة ولذلك أنا أقول ونحن في هذا الشهر الكريم فالشيطان مصفد ومغل فلنرى الله عز وجل من أنفسنا خيراً في استجابتنا لأمر الله فكم تمر علينا من الآيات التي تقول يا أيها الذين آمنوا أفعلوا كذا ولا تفعلوا كذا فلماذا لا نكون كأبي طلحة في سرعة استجابته فإن كنت ستنفق فهذا شهر كريم ولكن لا تكلف إلا بالاستجابة لأمر الله عز وجل.

    المقدم : فلو نظرنا إلى حالنا اليوم حالي وحال الكثير اليوم فلو يرى اليوم شخص منا سائلاً فتجده يخرج حافظة النقود من جيبه ثم يبحث عن فئة الريال فإن لم يجدها ففئة الخمسة ريال فإن لم يجدها ربما يعتذر لأنه لم يجد سوى فئة العشرة ريال ويراها كثيرة مع أنه ربما يكون في الحافظة فئة الخمسمائة ريال فتقصد أقل المال وأردءه لتنفق منه ولكن انظر إلى فعل أبي طلحة فلاشك أن هذه مدرسة.
     إذن هذا وجه رائع جداً في الربط بين [لَنْ تَنَالُوا البِرَّ ....]  وما قبلها وهي سألت أيضاً عن علاقتها بما بعدها.

    الدكتور : لا يظهر لي وجه والله أعلم.

    المقدم : طيب فلعل الأخت تراجع كتب التفسير ولدينا سؤال آخر هنا من متصل آخر يسأل عن قوله تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا] {آل عمران:118} يسأل ما معنى لا تتخذوا بطانة من دونكم؟

    الدكتور : البطانة لغوياً هي داخل الشيء ففي اللباس بطانة الشيء وهي خاصته ومعناها هم الذين يصطفيهم الإنسان أسراره وخاصة أمره وهذا النهي جاء لتحذير المؤمنين أن يتخذوا أناساً لا يألون المؤمنين خبالاً أي لا يبالون بما يصيبهم من العنت ولا من المشقة ولا من الضعف والخور وربما يكونون سببا في كشف الأسرار للأعداء ولذلك لما أرسل أبو موسى  كتاباً إلى عمر  وقال له إني لم أجد إلا كاتباً نصرانياً وأنت تعلم أن الكاتب يتلقى كتابته من أمير أو عامل عنده شيء من أسرار الدولة فقال لا أجد إلا كاتباً نصرانياً فماذا كان من عمر قال «مات النصراني والسلام» يعني افترض يا أبا موسى أن النصراني مات وابحث عن أفضل واحد من المسلمين فاتخذه فيمكن لهذا النصراني في أي لحظة أن يواصل قومه أو أهله أو .. أو .. إلخ وتحصل نكبات فهذا توجيه رباني من أجل أن من كان له شأن وأمر بدءاً من الولايات العظمى إلى من أقل شأناً من ذلك في أن يكون متخذون في خاصة الأمر والمستشارون هم الذين يكون فيهم النصح للأمة والصدق مع الوالي.

    المقدم : وهذا حقيقة يا دكتور كان له شواهد كثيرة في التاريخ الإسلامي يعني أذكر منها حادثة في الأندلس اتخذ منها الملك وزيراً يهودياً فأذل المسلمين إذلالاً كبيراً في البيرا لذلك ثار عليه الناس وكان سبب الثورة قصيدة قالها أبو إسحاق البيري لما فاض الكيل بالناس من إذلال هذا اليهودي فقال:
    لقد ذل صاحبكم ذلة في أعين الشامتين
     
     تخير كاتبه كافراً ولو شاء كان من المسلمين

    فعز اليهودية وانتخوا
     
     وتاهوا وكانوا من الأرذلين

     فقالوا فثار عليه أهل البيرا وقتلوا هذا الوزير اليهودي فاتخاذ مثل هؤلاء مخالفة لهذه الآية [لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا] {آل عمران:118} .
    * ومعنا اتصال آخر يسأل فيه السائل عن بعض القنوات المسيحية التي تتكلم عن الإسلام والمسلمين بصورة سيئة وأنا أتابع هذه القناة لأرى ماذا يكون في الإنجيل وأحياناً اتصل وأرد عليهم وأبين لهم فهل أنا أعتبر منافق؟
    * معنا اتصال آخر يسأل فيه السائل عن علم المناسبات في القرآن الكريم وهل هو من التكلف في فهم القرآن؟ والسؤال الثاني عن ورود آيات الربا في سورة آل عمران في ثنايا قصة أحد؟
    والسؤال الثالث عن قوله تعالى في سورة النساء بعد أن تكلم الله سبحانه عن آية المواريث قال تعالى [وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ الله] {البقرة:229}  ........... هل من يتعدى في الميراث يدخل في هذه الآية؟
    * بارك الله فيكم جميعاً. نعود يا دكتور إلى سؤال السائل الذي سأل عن قوله تعالى [إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ] {النساء:17} يقول ما مناسبتها مع الآيات التي تتكلم عن الذين يأتون الفاحشة منكم؟

    الدكتور : المناسبة هنا لمن تأمل السياق واضحة فلما ذكر الله شأن الفاحشة وعقوبة تعدي حقوق الله عز وجل ، بين الله عز وجل أن الإنسان مهما أتى من الذنوب والمعاصي فإنه مادام نفسه يتردد فإن باب التوبة مفتوح ولهذا قال السلف في قوله «من قريب» كل من تاب قبل أن يموت قبل أن يقرر فقد تاب من قريب وهذه بشرى في الواقع ورمضان فرصة عظيمة للتوبة فنقول لكل من أسرف على نفسه ولكل من يظن أنه ارتكب ذنوب عظيمة جداً نقول والله لو اجتمعت كلها فإنها ذرة يسيرة في سعة رحمة الله عز وجل فلنحذر من الشيطان ولا يقول الإنسان أنا زنيت أنا تركت الصلاة أنا أكلت الربا أنا سرقت أنا فعلت أنا .. أنا ... ثم يبدأ الشيطان بإعطائه قائمة كبيرة بالذنوب التي ارتكبها فأقول لك يا أخ الكريم هذه الآية وغيرها من الآيات الكثيرة التي تحدثت عن التوبة ونداء الله عز وجل لعباده وهو الغني عنا [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ] {الزُّمر:53}  فيقول وهو يتحنن على عباده «يا عبادي» الذين أسرفوا وبالغوا في الإسراف في اقتراف الذنوب لا تقنطوا من رحمة الله فأين المقبلون فهذه مناسبة الآية فيمن اقترف الفواحش وكذلك فيمن تعدى حدود الله فإن كان هناك حقوق للخلق فلنفرض أن هناك إنسان ظلم في قسمة الميراث لاشك أن هذا من تعدي حدود الله عز وجل ومن تعدى حدود الله فقد توعده بذلك والوعيد داخل تحت المشيئة قد ينفذه وقد لا ينفذه سبحانه وتعالى وقد تأتي موانع أخرى لعدم الوعيد فالله سبحانه وتعالى وعده لا يتخلف أبداً فإذا وعد الله أحداً بالجنة أو بالثواب أو بشيء لا يتخلف عن ما وعد به أبداً لكن إذا توعده بالنار أو بالوعيد أو خلاف ذلك قد تأتي أمور تحول دون هذا الوعيد بتوبة أو باستغفار أو بشفاعة أو برحمة أرحم الراحمين.

    المقدم : قبل أن نتابع في الإجابة على الأسئلة نأخذ فاصل للتعريف بكتاب هذه الليلة فابقوا معنا
    «ليدبروا آياته».

     يشتمل هذا الكتاب على أكثر من 720 فائدة واستنباط من آيات القرآن الكريم لأكثر من مائة وعشرين عالماً وطالب علم من القدماء والمعاصرين وقد أرسلت هذه الفوائد على هيئة رسائل نصية للهواتف المحمولة للمشتركين في خدمة جوال تدبر الذي يشرف عليه مركز تدبر القرآن وبعد هذا الإصدار باكورة إصدارات مركز تدبر في خدمة المتدبرين لكتاب الله تعالى وإعانة الراغبين في توثيق صلتهم بكتاب الله تعالى، وقد اشتمل الكتاب على نفائس من الاستنباطات العلمية والتربوية من آيات القرآن الكريم.
     والكتاب يباع في المكتبات بسعر التكلفة وهو (12) ريالاً سعودياً يعود ريعه لدعم مناشط جوال تدبر والارتقاء بخدماته.
    * أهلاً ومرحباً بكم مرة أخرى إلى التفسير المباشر أحب أن أشكر أخي الدكتور عمر على إشرافه على هذا الكتاب ولمن يرغب بالاشتراك به وأنا أحبذه على ذلك فالرقم هو 81800 أن يرسل الرقم 1 إلى 818000 ويمكنه الاشتراك في هذا الجوال وقبل أن نواصل الإجابة على أسئلة المتصلين معنا متصل يسأل عن قوله تعالى في سورة الشعراء [وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ] {الشعراء:109}  قالها جميع الأنبياء ما عدا إبراهيم وموسى عليهما السلام فما السبب؟ وأسال عن معنى مشتبهاً ومتشابهاً؟
    * معنا اتصال يسأل السائل ويريد أن نتحدث عن التقوى المذكورة في بداية سورة النساء والحديث عن التقوى في هذا الشهر المبارك بارك الله فيكم؟
    * مرة أخرى يا دكتور نعود إلى سؤال السائل الذي يسأل عن متابعته لقنوات نصرانية وهذه مشكلة الآن يا دكتور عمر مع انفتاح القنوات الفضائية هناك قنوات نصرانية كثيرة وقنوات أيضاً مخالفة للإسلام سواء نصرانية أو غيرها تبث إلى العالم الإسلامي وإلى العالم العربي بوجه خاص وتبث الشبهات فالأخ المتصل حفظه الله يقول وأنا أتابع القناة وهم جالسون في قبرص ويتحدثون عن الإسلام فأسألك أن تجيب على هذا ؟؟؟
    الدكتور : أما مسألة المشاهدة فقد فصلها العلماء قديماً في النظر في الكتب التي تتعلق بالزندقية والإلحاد إلخ ونصوا على تحريم النظر فيها إلا لعالم يريد أن يرد عليها ويكشف ما فيها من شبهات وما دام أن أخونا ليس من أهل العلم الشرعي وليس عالماً وليس حتى متخصصاً في هذا الباب فأنا أنصحه أن يدع هذا الأمر ولا ينجرف وراءه لأنه قد يؤدي إلى استنباط أحكام قد تكون خطأ محضاً.

    المقدم : هذا حقيقة في غاية الخطورة ولعلنا نتحدث عنه بعد أن نأخذ هذان الاتصالان فالأخ الأول يسأل عن تفسير سيد قطب وعن تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي.
     والمتصل الآخر يسأل عن قوله تعالى في سورة النساء آية (74) في قوله تعالى [يَشْرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ] {النساء:74}  وفي موضع آخر [يَشْتَرُونَ]  فأشكلت على فأرجو التوضيح؟
     نعود يا دكتور إلى قضية القنوات النصرانية وأن الأخ السائل يقول أنه يقرأ الآيات فيلهمه الله سبحانه معناها فأذكر قصة حدثت لي جاءني رجل وقال أنا متخصص في الدراسات القرآنية وأريد أن ألتقي بك فاستضفته عندي في المنزل وكان معي بعض الزملاء المتخصصين فجاء الرجل وقال أنا عمري 60 عاماً واشتغلت 53 عام بغير القرآن كنت أعمل في المقاولات وفي البناء ثم في يوم من الأيام شعرت ورأيت نوراً فقذف في نفسي حب القرآن فأخذت مباشرة القلم وبدأت أفسر في سورة العاديات ثم بقية السور فأراني ما كتبه فلا تسأل يا شيخ عمر عن الغرائب والعجائب والتناقضات والكلام على الله بغير علم فقلت له: أين أصول التفسير فليس لأي أحد أن يأخذ المصحف ويقول معنى هذه الآية كذا وكذا فهذا ليس من أصول التفسير والرؤى ليست من مصادر التفسير فلابد أن تتعلم يا أيها السائل علوم القرآن وأصول التفسير وتسأل المعنيين ثم يمكن بعد ذلك أن تجادل ولذلك أنا أثني على كلامك في الابتعاد عن مثل هذه القنوات نهائياً لأنها تقذف الشبهة في القلوب ولا تستطيع أن تدفعها.
    * معنا متصل يسأل عن قوله تعالى [وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى] {النساء:36}  لماذا ذكرت الباء هنا ولم تذكر في سورة البقرة وكذلك قوله تعالى [وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ] {المائدة:6}  ذكرت في موضع آخر بدون ميم فأرجوا التوضيح.
    * معنا اتصال آخر يسأل فيه عن قوله تعالى [وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا] {آل عمران:146}  فما الفرق بين الضعف والاستكانة؟

    المقدم : نعود للإجابة على الأسئلة يسأل السائل عن علم المناسبات بين السور يا دكتور هل له أصول هل له كتب؟

    الدكتور : هو أشار في ثنايا سؤاله وقع للجواب وأذكره باختصار لاشك أن علم المناسبات علم قائم وألفت فيه الكتب ولعل من أشهرها كتاب «نظم الدرر» واعتنى به طائفة كابن الزبير الغرناط وغيرهم كملاك التأويل ولكنه ينقسم إلى قسمين قسم لا يشك فيه يترابط آية مع آية وسورة مع سورة فمن يشك في ارتباط سورة الشرح مع الضحى لا أحد يشك ومن يشك في ارتباط سورة الأنفال بالتوبة ولكن هناك قسم آخر وهذا يقع فيه التكلف كثيراً ولعله يكون القسم الأكبر الذي ظهر في كلام من تحدث في هذا الباب والتكلف الشديد في الربط بين الآيات والسور وهذا لا ينبغي فإن ظهرت المسألة فالحمد لله وإن لم تظهر فلا داعي للتكلف.

    المقدم : وبالمناسبة يا دكتور عمر هو علم اجتهادي يعني كل المناسبات التي تلتبس من السور هي اجتهادات والسؤال الثاني الذي سأله عن ورود آيات الربا في قوله تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] {آل عمران:130}  في ثنايا الحديث عن غزوة أحد فما هي العلة يا ترى؟
    الدكتور : هذا ملفت للنظر فإذا تأملت المؤمنين [وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] {آل عمران:121}  ثم بدأ الحديث عن قصة أحد ثم ذكر آيات الربا يشعر الإنسان بأن هناك فاصل أتى والواقع أن هذا الكلام ليس فاصلاً أو أجنبياً عن الآيات بل هو تنبه للمؤمنين إلى تصحيح الجبهة الداخلية كما يعبر عنه بالأسلوب المعاصر فنحن والمسلمون عندما يواجهون أعدائهم لديهم قضيتان قضية الإعداد للقتال ويتعلق بأدوات القتال وغيرها وجانب تقوية العلاقة بين المسلمين وبين الله عز وجل فأنت تلقى عدواً وتدعو الله عز وجل بالنظر وعلاقتك مع ربك أصلاً فيها خلل وأنت حين تأكل الربا ما حقيقتك فأنت تحارب الله ورسوله فكيف ترجوا النصر وأنت تحارب قوماً أكثر منك عدداً وعدة إذن هذا درس للأمة إذا كانت تريد أن تنتصر على عدوها الخارجي فلابد أن تصحح أوضاعها الداخلية وتصحح الجبهة الداخلية فتزيل الربا من معاملاتها فكلام في الواقع متناسب تماماً.

    المقدم : جزاكم الله خيراً لدينا أيضاً سؤال آخر سائل يسأل في سورة الشعراء أن كل الأنبياء يقولون [وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ] {الشعراء:109}  إلا موسى وإبراهيم فيقول ما هي العلة يا ترى أو ما هو السبب؟

    الدكتور : لا يظهر لي جواباً الآن

    المقدم : إذا أذنت لي يا دكتور عمر أذكر أنني سبق أن بحثت في هذه المسألة فوجدت أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان يخاطب أباه فيستحي أن يقول هذا لأبيه وموسى عليه الصلاة والسلام تربى في بيت فرعون فكان من كمال أدب موسى عليه السلام ألا يقول لفرعون هذا [وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ] {الشعراء:109}  فيكون بذلك ناكراً للجميل.
     وسأل سؤالاً آخر وهو ما الفرق بين مشتبهاً ومتشابه ؟

    الدكتور : ما عندي أيضاً جواباً دقيقاً لهذا.

    المقدم : لا بأس. سأل أيضاً هنا سؤالاً من متصل آخر عن قوله تعالى [وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى] {النساء:36} ذكرت هنا الباء في وبذي القربى ولم تظهر في موضع آخر فيسأل هنا عن السبب؟

    الدكتور : سورة النساء لمن تأملها يجدها من أولها لآخرها تتحدث عن حقوق الضعفاء وذنب من أكل أموال الضعفاء وذنب اليهود .... الغريب تجد [وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالبَاطِلِ] {النساء:161}  ظلم تحدثت السورة من أولها عن اليتامى وجاء التحذير الشديد ولم يشبه تحذير آخر ورد في القرآن الكريم مثل ما ورد في سورة النساء ثم جاء الحديث عن الفرائض الذي تولى الله سبحانه قسمتها بنفسه حتى لا يتسلط أحد على حق مسكين قاصر ضعيف فالقرآن حمى حقوق هؤلاء الناس وحذرهم في قوله [وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ ....]  ثم جاء بعد ذلك الحديث عن حقوق المستضعفين في بلاد الكفر من المسلمين الذين لا يستطيعون الهجرة فالظاهر هنا والله أعلم أن الباء للتأكيد على حق الضعفاء.

    المقدم : نعم بصراحة الحديث في سورة النساء يا أبا عبد الرحمن ذو شجون والحقيقة أن الوقت أدركنا لعلنا في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى نعد المشاهدين في يوم غد أن نجيب على أسئلة الإخوة الذين لم نجب عليها وأن نركز الحديث عن سورة النساء بإذن الله شكر الله لك يا دكتور عمر على ما تفضلت به في هذه الحلقة وشكراً لكم أنتم استودعكم الله.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

    كلمات مفتاحية  :
    تفسير الجزء الرابع

    تعليقات الزوار ()