هل العزاء بعد الدفن لأهل الميت في مكان خاص لمدة ثلاثة أيام مشروع مع إحضار الطعام؟
ليس لهذا أصل، أما العزاء فليس له محل معين، يعزيه في الطريق يعزيه في المسجد يعزيه في المقبرة قبل الدفن أو بعد الدفن كل هذا لا بأس به، أما أنه يصنع طعاماً للناس للمعزين وغيرهم فهذا لا يجوز من عمل الجاهلية، ولكن لو جلسوا في بيته وجاءه المعزون من غير أن يحضروا طعاماً للناس فلا بأس، إذا جاءه المعزي في البيت فعزاهم وخرج في ليلٍ أو نهار فلا بأس بهذا، أما أنهم يصنعون طعاماً للناس ليكرموهم إذا جاءوا يعزوهم فهذا ليس له أصل، وهو من عمل الجاهلية، يقول جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه-: (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الذبح من النياحة) أما كون جيرانهم أو أقاربهم يصنعون لهم طعاماً ويرسلونه إليهم هذا لا بأس به، هذا مشروع؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما أتى نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يوم مؤتة حين قتل شهيداً رضي الله عنه في الشام لما جاء نعيه قال النبي لأهله: (اصنعوا لأهل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم) فإذا صنع الأقارب أو الجيران لأهل الميت طعاماً وبعثوه إليهم أيام المصيبة لأنهم مشغولون فهذا مستحب) ولا حرج فيه، إنما الحرج في كون أهل الميت هم الذين يصنعون، لكن لو صنعوا طعاماً لم ولأنفسهم أو لضيوفهم، جاءهم ضيوف فصنعوا لهم لا يضر، لكن لا يتعمدون شيئاً من أجل الميت، أو عادة من أجل الميت، لكن لو أنهم صنعوا طعامهم ما جاءهم من أحد شيء، ما أعطاهم أحدٌ شيء، صنعوا طعامهم لا بأس، أو نزل بهم ضيوف صنعوا الطعام من أجل الضيوف لا بأس.