ارموهم بسهامكم في العشر الأواخر
الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
إلى كل مسلم غيور على دينه...
إلى كل مسلم محب لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-...
إلى كل مسلم يؤذيه ما يؤذي رسوله -صلى الله عليه وسلم-...
إلى كل مسلم غيور على عرض أمهاته أمهات المؤمنين...
لا يخفى عليك الحرب الشرسة التي يتعرض لها الإسلام، والتي تستهدف النيل من رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ومن هذه الحرب الفاجرة التي تقودها أمريكا، ويدق طبولها الفاتيكان، ويتسابق عبيد العبيد في أن يحجزوا لأنفسهم مقعداً في قطار الكفر والصد عن سبيل الله.
ولا يخفى عليكم أن أمضى أسلحة المؤمن هو الدعاء (الدعاء سلاح المؤمن) وهو الملاذ الذي كان يلوذ به -صلى الله عليه وسلم- إذا ما واجه قوى الباطل المتغطرسة المتحصنة في قوتها المادية تستخدمها في الصد عن سبيل الله والاستهزاء والسخرية -التي لا يملكون غيرها- في مواجهة نور الحق.
ومن المعلوم أن الصيام هو من أكبر أسباب إجابة الدعاء (للصائم عند فطره دعوة لا ترد) وقال -تعالى- في ثنايا آيات الصيام: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) (البقرة: من الآية186).
وكذا قيام الليل من أهم أسباب إجابة الدعاء، وسهام السحر لا تخطئ.
والمصابرة على الدعاء وتكراره تملقاً لله ورجاء فيما عنده من أسباب إجابة الدعاء .
وقد تعودنا على فضل الله -عز وجل- في رمضان لاسيما في العشر الأواخر، وكيف أرسل المجاهدون في كل عام إلي إخوانهم في العشر الأواخر من رمضان "وجدنا صدى دعائكم نصراً من عند الله، وفتحاً مبيناً".
ولعلكم تذكرون ليلة السابع والعشرين من رمضان من نحو من ست سنوات، حينما باتت كتيبتان روسيتان تتقاتلان طوال الليل، على سبيل الخطأ، فكانت تلك الليلة من الجهاد الشيشاني من نصيب المجاهدين في محاريبهم .
فلتكن دعواتنا من قلوب محبَّةٍ لله مخبتةٍ إليه.
ولتكن دعواتنا من قلوب مجروحةٍ مستشعرةٍ للألم، ممتلئةٍ بالغيرة على حرمات الله.
ولا يخفى على أحد أن هذه الحملة الأمريكية الأوربية الصليبية على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد صاحبتها حملة شيعية على عرض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمهات المؤمنين وعلى رأسهم عائشة -رضي الله عنها-.
ولا شك أن هذا مما يؤذي النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال لمن آذاه في أحب أزواجه إليه: (ما بال أقوام يؤذونني في أهل بيتي ) وأنزل الله -عز وجل- غضباً منه لغضب حبيبه -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً) (الأحزاب:69) . فرجع من أشركه الشيطان من المؤمنين عن إيذاء زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما علموا أنهم آذوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنه سبب في غضب الجبار عليهم، وبقي المغموس بهم في النفاق الذين قال الله فيهم: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلاً مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً) (الأحزاب 61:60) فامسك المنافقون خوفاً وفزعاً.
والآن وقد اشترى الشيعة بمباركة أمريكية أقلاماً مأجورة، وأحزاباً سياسية للإيجار، وصحفاً تخصصت في نشر الرذيلة والفجور. ونحن لا نملك لهم من رادع إلا أن نستجلب لعنة الله عليهم، ونسأله بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
فلتكن سهامنا في هذه العشر الأواخر المباركة موجهة إلى كل من آذى الله ورسوله ولنعلم أن سهام الليل لا تخطئ
أتهزأ بالدعاء وتزدريه ولا تدري ما فـعـل الدعــاء
سهـام الليل لا تخـطئ فلها أجل، وللأجل انقضاء
كما ينبغي أن نضيف إلى ذلك الاعتذار إلى ربنا جل وعلا- عن حال هؤلاء الذين يملكون وسائل الدفاع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأزواجه ولم يستخدموها كسلاً، أو إيثاراً لمصالح دنيوية، أو مصالح دينية متوهمة، فكل هؤلاء مما يجب أن نعتذر إلى الله من حالهم، كما قال أنس بن النضر -رضي الله عنه-: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع هؤلاء -يعني المشركين-، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني الفارين من المعركة-"
فاللهم منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم يا رب العالمين.