بتـــــاريخ : 3/15/2009 12:27:12 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 941 0


    نداءات الإيمان ... الأدب مع الله

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : www.salafvoice.com

    كلمات مفتاحية  :
    نداءات الأيمان الأدب الله
    نداءات الإيمان ... الأدب مع الله

    قال ابن مسعود -رضي الله عنه- إذا سمعت (يا أيها الذين آمنوا) فأرعها سمعك. وهذا النداء الذي بين أيدينا نداء ما أحوجنا إليه، يقول -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6)

    قال ابن عباس -رضي الله عنه- في تفسير قوله -تعالى-: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً) أي: أدبوهم وعلموهم.

    والأخلاق والآداب هي الغاية التي بعث لأجلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق)

    ولذلك أولى سلفنا الصالح الآداب عناية خاصة حتى قال ابن القيم -رحمه الله- الأدب هو الدين كله.

    وقال ابن المبارك: نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم، وأرقى الآداب وأكدها الأدب مع الله.

    ولقد كان للصفوة -عليهم الصلاة والسلام- النصيب الأعظم من ذاك الأدب، فهذا آدم -عليه السلام- يتأدب مع ربه قائلاً: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (لأعراف:23)، ولم يقل كما قال إبليس: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (الحجر:39)

    أما أدب الخليل -عليه السلام- فتجده في قوله: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ)(الشعراء:78-79) ثم لم يقل: (وإذا أمرضني فهو يشفين)، وإنما عدل عن ذلك تأدباً مع الله فقال: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (الشعراء:80)

    أما المسيح -عليه السلام- فقد كان الأدب شعاره ودثاره حتى في أصعب اللحظات وأشدها، وذلك يوم أن يقول الله له: (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ)(المائدة: من الآية116)، فيقول: (سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ)(المائدة: من الآية116)، ولم يقل: أنا لم أقل ذلك.

    الأدب مع الله يتجلى في أبهى صوره عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساعة أن ارتفع إلى هذا المستوى الرفيع ليلة المعراج، ولقد كانت أسباب التفات البصر هناك يمنة ويسرة على أشدها، فلقد رأى من آيات ربه الكبرى، مع ذلك كان -عليه الصلاة والسلام- آية في أدبه حتى وصفه ربه بقوله: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) (لنجم:17) أي: ما تجاوز ما أمر به طرفة عين.

    ولقد نهل الصحابة الكرام من معين أدبه -عليه الصلاة والسلام-، وكان في سيرتهم آيات للسائلين عن الأخلاق والآداب والمثل. فهذا أبو بكر يصلي بالناس إماماً، وما أن يشعر بقدوم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يتقهقر إلى الوراء فيشير إليه رسول الله أن اثبت مكانك، فيرفع أبو بكر يديه حامداً الله -تعالى- ثم يعود إلى وراء، ويتقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم يسأل أبا بكر ما منعك أن تثبت إماماً فيقول أبو بكر في أدب جم: ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

    وهذا العباس بن عبد المطلب يُسأل: أأنت أكبر أم رسول الله؟ ومعلوم أن السائل يسأل عن السن، ومع ذلك يقول العباس:هو أكبر مني وأنا أسن منه.

    اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لحسنها إلا أنت، واصرف عنه سيئها لا يصرف عنه سيئها إلا أنت.  


    كلمات مفتاحية  :
    نداءات الأيمان الأدب الله

    تعليقات الزوار ()