بتـــــاريخ : 3/14/2009 3:35:20 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 474 0


    محور الشر (2-2)

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : علاء بكر | المصدر : www.salafvoice.com

    كلمات مفتاحية  :
    محور الشر
    محور الشر (2-2)

    كتبه/ علاء بكر

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،

    إبليس اللعين هو العدو الأكبر والدائم للإنسان، الذي جعل هدفه الأكبر هو إضلال بني آدم جميعهم، منذ بدء الخليقة إلى الآن وحتى قيام الساعة، وهو لا يرضى منهم إلا بالكفر الأكبر المخرج من دائرة الإسلام، كما قال -تعالى- عنه: (إنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)(فاطر: 6)، وهذه هي الطاعة التامة للشيطان التي يسعى إليها، أما طاعته فيما هو دون الكفر فهذه ليست بطاعة تامة، فلا يكفر بها الإنسان، وإن انتقصت من إيمانه وعرضته عند ارتكاب الكبائر من الذنوب للوعيد بدخول النار مع عصاة الموحدين.

    والشيطان في لغة العرب اسم يطلق على كل عاتٍ متمرد، من شطن إذا بَعُد عن الخير، وشطنت داره أي بعدت، والشطن يطلق على الحبل، لبعد طرفيه وامتداده، وكل عاتٍ متمردٍ من الجن والإنس يعد شيطاناً، قال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً)(الأنعام: 112)، وسُمي الشيطان باسم "إبليس" لكونه أُبلِس من رحمه الله، والبَلَس من لا خير فيه، وأبلس تحير ويئس.

    وقد جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تحذر من عداوة الشيطان، قال -تعالى-: (إِنَّ الشَّيْطَانَ للإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ)(يوسف: 5)، وقال -تعالى-: (إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً)(الإسراء: 53)، وقال -تعالى-: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً)(فاطر: 6)، وقال -تعالى-: (وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)(الزخرف: 62).

    ورغم معرفة البشر بذلك فإن كثيراً منهم -إلا من رحم الله- قد وقعوا في المحذور وسالموا الشيطان، وأطاعوه فيما يدعوهم إليه من الكفر والفسوق والعصيان -وإنا لله وإنا إليه راجعون-.

    ولم يقتصر الشرع على بيان عداوة الشيطان والتحذير منه، بل أرشدنا كذلك إلى السبل التي يسلم بها الإنسان من عدوه اللعين، ومنها:

    1- الاستعاذة بالله -تعالى- من الشيطان، فهي خير وسيلة للاحتماء من الشيطان ودفع شره فإن العبد إذا لجأ إلى الله -تعالى- أجاره الله وخلصه من عدوه، قال -تعالى-: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(لأعراف: 200)، وقال -تعالى- موجها نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ)(المؤمنون: 97)، وهمزاتهم هي نزغاتهم ووساوسهم.

    وورد الترغيب في الاستعاذة من الشيطان في مواضع كثيرة، منها عند قراءة القرآن، وعند الغضب، وقبل دخول الخلاء، وعند الجماع وغير ذلك، وأفضل ما يُتعوذ به على وجه الإجمال قراءة المعوذتين سورة الفلق وسورة الناس.

    2- المداومة على ذكر الله -تعالى-، فإن الشيطان يخنس عند ذكر الله فهو"وسواس خناس"، يوسوس للعبد إذا غفل، ويخنس إذا ذكر العبد ربه، فعن أبي تميمة عن أبي المليح عن رجل قال: (كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته فقلت تعس الشيطان فقال لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول بقوتي ولكن قل بسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب)(رواه أبو داود وأحمد في مسنده وصححه الألباني)، ولهذا شرعت أذكار الصباح والمساء، والأذكار المتعلقة بأحوال العبد المختلفة المتكررة في ليله ونهاره.

    3- التمسك بالكتاب والسنة فهذا هو الصراط المستقيم، من سلكه نجا قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)(البقرة: 208)، والمراد الدخول في الإسلام كله، أي العمل بجميع شرائعه، فمن ترك من الإسلام شيئاً عرض نفسه لاتباع بعض خطوات الشيطان، ومن عمل بالإسلام كله اجتنب ذلك، ومدار ذلك على تعلم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، والعمل بهذا العلم.

    4- ملازمة العقيدة الصحيحة، ومشاركة أهل الإيمان في العمل الصالح، فلا نجاة مع الابتداع في الدين، ولا فلاح في مرافقة أهل السوء، فيلزم المرء عقيدة أهل السنة والجماعة، ويرافق العاملين بمقتضاها من أهل الصلاح، وفي الحديث (فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)(رواه أبو داود والنسائي وحسنه الألباني)، والشيطان هو الذئب بالنسبة للإنسان.

    5- المسارعة إلى التوبة والاستغفار عند اقتراف الذنوب فإذا نجح الشيطان في إغواء الإنسان وليس أحد بمعصوم، فعليه أن يسارع بالتوبة والاستغفار، فلا يخرج بذلك عن الصالحين المتقين قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)(لأعراف: 201)، أما الإصرار على المعاصي بلا توبة واستغفار والتمادي فيها، فإنه يعرض العبد لأن يكون من أولياء الشيطان والعياذ بالله -تعالى-.

    6- الحرص على مخالفة الشيطان بألا يتشبه العبد بالشيطان في أفعاله وما يتصف به، بل يخالفه في ذلك، فيأكل العبد بيمينه ولا يأكل بشماله لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ليأكل أحدكم بيمينه وليشرب بيمينه وليأخذ بيمينه وليعط بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله ويأخذ بشماله)(رواه ابن ماجه وصححه الألباني).

    والشيطان يحب الإسراف، وإضاعة المال فيما لا خير فيه، فيقتصد العبد ولا يكون من المبذرين الذين هم إخوان الشياطين، والشيطان يحب العجلة والتسرع ليقع الزلل والخطأ، فيتأنى العبد ويتروى، ويتمسك بالحلم والأناة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (التأني من الله والعجلة من الشيطان)(رواه البيهقي وحسنه الألباني)، ويكتم العبد تثاؤبه لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان) متفق عليه.


    كلمات مفتاحية  :
    محور الشر

    تعليقات الزوار ()