بتـــــاريخ : 3/13/2009 2:08:16 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 661 0


    الإرهاب الإسلامي في الفكر الغربي (1)

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : ياسر عبد التواب | المصدر : www.salafvoice.com

    كلمات مفتاحية  :
    الأرهاب الأسلامي الفكر الغربي
    الإرهاب الإسلامي في الفكر الغربي (1)

    كتبه/ ياسر عبد التواب

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

    ينبغي ألا نكون ضعفاء، وأن نتحمل الحقيقة بدلا من التهرب منها، وبدلا من إقناع أنفسنا بأنه ليست هناك مشكلة. فمشكلة الإرهاب وتعميمه على الإسلام التي تتنامى في الفكر الغربي سببها: أنهم ينظرون إلى الإرهاب على أنه ( إسلامي )، فطبيعة الإسلام من وجهة نظرهم أنه دين إرهابي؛ لذا فيستدلون بكل عمل عنيف يقوم به بعض المسلمين على أنه دليل جديد على وجهة نظرهم، فليست فكرة وليدة ساعة، ولا بنت حدث أيا كان نوعه وحجمه؛ بل هذه فكرة قائمة وموجودة من قديم تخبو أحياناً، وتشتعل أخرى، لكنها لا تخمد أبدا؛ لأنها تغذوها المناهج التربوية – التاريخية والجغرافية على وجه أخص –، وينفخ فيها الإعلام المتعصب غالباً، ويذكي ذلك كله مزيج من الجهل بالإسلام، والتعصب ضده، والخوف منه.

    فلقد دأبت تلك المناهج التعليمية والأخبار على الترويج المنظم والقديم لتلك الصورة، كثأر تسعى من خلاله للانتقام من الخبرة السابقة لهم في التعامل مع مشكلتين ضخمتين مرتا بالعلاقة الإسلامية – الغربية : الحروب الصليبية – والعثمانيين.

    وينبغي ألا ننسى بحال تصريحات بوش عن الحرب الصليبية، ولا ذلك الإلحاح على تشويه العثمانيين، والادعاء بارتكابهم مجازر ضد النصارى سواء، ضد الأرمن في اليونان، أو ضد رعاياهم في داخل الدولة.

    ولقد صارت تلك الإشاعة متداولة، وضخمة داخل الفكر الغربي، وتتجدد كل حين. وقد قرأت مؤخراً كتاباً اسمه: ( تاريخ حقوق الإنسان- الرؤى ) فوجدته يعيد نفس الشبهة مشفوعة بصورة مرسومة باليد نقلها عن ( التايمز ) ويظهر فيها جنود أتراك على أحصنتهم، ويرتدون الطربوش الشهير، ويرقد أمامهم رجل يحتضر بعدما قتلوه، وبجواره زوجته وابنته الصغيرة ينتحبان، بينما يوجه أحد الجنود بقسوة رمحه إلى الصغيرة في الوقت الذي تلوح فيه آثار الدمار والحرائق في الخلفية.

    إنها صورة درامية قاسية – لا تنس أنها مجرد رسم – تلعب بعواطف من يراها، وتؤكد المعاني المتعددة التي يروجون من قسوة العثمانيين – المسلمين –. وهو ما دأبت أجهزة الإعلام على الإلحاح عليه. إما بمنطق الإعلام البرجماتي الذي يهدف إلى الترويج للتوزيع عن طريق الإثارة والإغراب، أو بطريقة حاقدة موتورة تسعى للانتقام.

    ولقد بلغ أثر تلك الدعاية شأواً كبيراً حتى في محاولات تركيا للدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وبعد طول تردد، وتعليقات متعصبة من ألمانيا وفرنسا. إذا بأحد مطالبهم التي لا تنتهي أن يعتذر الأتراك عن تلك المجازر المزعومة! والتي ينفيها كل من له علم بالواقع والتاريخ وطبيعة الأمة. فهم إذن يكذبون ثم يصدقون كذبهم.

    فلابد أن نعي تلك الخلفية الثقافية الموروثة.

    وفي إطلالة على الواقع المعاصر نجد آثار تلك الخلفية في التعامل مع الإسلام تعمم ما هو خاص، وتطلق ما هو مقيد، وتتناسى قضية ردود الأفعال في تجاهل لا يمكن أن يخفى على سياسي أو مثقف.

    ففي موقع البي بي سي على الإنترنت : يصرح رئيس وزراء إسبانيا  "ثاباتيرو" الاشتراكي الذي تسلم  مقاليد السلطة من حزب الشعب المحافظ بعد ثلاثة أيام من وقوع هجمات مارس / آذار التي أدت إلى مصرع 191 شخصاً.

    يقول: إن الإرهاب الإسلامي هو الذي يقف وراء هجمات مدريد، وهو نفس الإرهاب الذي خطط ونفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 بالولايات المتحدة، وهجمات الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2002 في بالي، وهجمات السادس عشر من مايو/أيار 2003 بالدار البيضاء، وهجمات الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2003 بإستانبول.

    وأخيرا يصرح مبرئا الانفصاليين في بلاده من التهمة، وكأنهم لم يسبق لهم القيام بأي أعمال عنف، فيقول بأن التحقيقات أثبتت بأنه لا توجد علاقة ما بين تلك الأعمال الإرهابية الدولية ومسلحي إيتا من انفصاليي الباسك.

    وأخيراً يصرح بأن حكومته قد وضعت العديد من الضوابط من أجل دعم حرب أسبانيا ضد الإرهاب.

    وقال: "بلدنا يتمتع بحماية أفضل وأكثر لمكافحة الإرهاب الإسلامي، ولديه وعي أكثر بالخطر الذي يتهدده، وهو ما كنّا نقلل من شأنه من قبل". )

    فما زالت سياسة الكيل بمكيالين، والنظر الضيق، وتبرئة النفس من الخطأ بينما يتم تعميم الاتهام على الآخرين بصورة منظمة وعنصرية. وكل ذلك يزكي ردود الأفعال...  وللحديث بقية.


    كلمات مفتاحية  :
    الأرهاب الأسلامي الفكر الغربي

    تعليقات الزوار ()