بتـــــاريخ : 3/13/2009 1:38:48 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1046 0


    الشيخ ناصر العمر ورؤية متزنة للجهاد في العراق

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : www.salafvoice.com

    كلمات مفتاحية  :
    الشيخ ناصر العمر ورؤية متزنة للجهاد في العراق

     

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

    العلاقة بين العلماء والمجاهدين ينبغي أن تتسم بالتكامل لأن كلاً منهم يؤدي دوره في نصرة دين الله -عز وجل-، وقد كان هذا هو الحال بين علماء المسلمين وبين الجهاد الأفغاني ضد الروس، والذي حظي بدعم وتأييد كبار علماء المسلمين وعلى رأسهم ابن باز والعثيمين -رحمهما الله تعالى-، ولكن المشكلة تكمن حينما يرفع بعض المجاهدين أو بعض المنتسبين إلى الجهاد شعار"لا صوت يعلو على صوت المعركة"، وربما تجاوز البعض فرفع شعار "القاعد لا يفتي المجاهد"، وكأن على الأمة وعلى علمائها أن يتركوا بلاد المسلمين التي وإن ابتليت بما ابتليت به من انحراف إلا أن عقد المسلمين فيها ما زال متماسكاً، والدعوة إلى الله فيها ما زالت يرد الله بها مخططات الأعداء من أن تنهش في جسم الأمة أضعاف أضعاف ما تنهشه الآن من دينها ومن أرضها.

    يرفع بعض المنتسبين إلى الجهاد هذه الشعارات ثم يجعلون القائد العسكري مفتياً لمجرد كونه قائداً عسكرياً، فتحدث الأخطاء والتجاوزات، فينكرها أهل العلم، حينئذ يزين الشيطان لبعض المنتسبين إلى الجهاد أن يسوي بين موقف العلماء وبين موقف من يوظف علمه في الصد عن سبيل الله، وربما ألحق بهم القوميين والعلمانيين واضعاً الجميع في سلة واحدة بدعوى أنهم ضد الجهاد، متناسياً أن هؤلاء -الذين يصدق عليهم وصف أنهم ضد الجهاد- هم قبل هذا "ضد الدعوة" أو على الأقل ضد "السلفية" أو"الأصولية" أو "الوهابية" كما يحلو للبعض أن يسميها، لأن "الأصولية" التي تؤصل لرفض التبعية للآخرين والخضوع لسلطانهم بأنواع الجهاد المشروع أخطر عندهم من الذي يحمل السلاح بالفعل ما لم يكن حاملاً لنفس الفكر، وإلا فكم من حامل للسلاح وفي صدره فكر يتسع لكل المتناقضات!

    ويزداد الأمر خطراً إذا ما شابت نصائحَ بعضِ المنتسبين إلى العلم حدةٌ أو مبالغة ٌ مما قد يرونه محققاً لدرجة أعلى من التنبيه والتحذير، وإن كنا نرى أن ذلك غالبًا ما يصب في الاتجاه العكسي.

    وتزداد الهوة إذا رأت بعض الفصائل العاملة في ساحات الجهاد الشرعية وفق رؤية أهل العلم، أن ينقلوا المعركة إلى ساحات لا يراها أحد من أهل العلم ساحة للجهاد الشرعي وإن رآها بعض المنتسبين للجهاد كذلك، كعمليات التفجير في بلاد المسلمين لاستهداف الرعايا الأجانب فيها لا سيما من ينتمون إلى بلاد تحارب الإسلام كأمريكا.

    وقد كان لعلماء الصحوة في مصر سجال مع التيارات التي كانت تتبنى هذه العمليات قديماً، مما كان له دور في مراجعة كثير منها لأفكارها، فكانت مبادرة الجماعة الإسلامية في مصر. وجاري الآن مبادرة أخرى لجماعة "الجهاد" بقيادة منظمها الأول د.سيد إمام.

    ولكن يبدو أن هذا السجال وهذه المناقشات لم تمنع بعض الحركات الجهادية في ساحات الجهاد المتفق على شرعيتها أن تتبنى نفس الأفكار التي كانت تتبناها جماعات العنف في مصر وغيرها، وأن تنقل المعركة إلى داخل  بلاد المسلمين.

    وتزداد الفجوة عمقاً بعد كل حدث من هذه الأحداث حينما يشعر المنتسبون إلى الجهاد بالفخر، بينما يشعر "دعاة الداخل" -إن صح التعبير- بالألم من جراء التضييق على الدعوة والاستغلال الإعلامي للأحداث، والتي لا تخلو غالباً من دماء أبرياء، فترتفع وتيرة الرد من العلماء إلى حد وصف منفذي هذه العمليات بالمفسدين أو التبرؤ من أفعالهم، فينبري المنتسبون إلى الجهاد ليصوروا أن هذا إنكار للجهاد ووصفٌُ له بالإفساد، ويلتقط الخيط "التكفيريون" وبعضهم مُندَسٌّ في صفوف الجهاد ليطبق قاعدة التسلسل التكفيري الشهيرة، بتكفير فلان ثم بتكفير كل من لم يكفره.

    ولما كانت أكثر ساحات الجهاد اشتعالاً الآن هي الساحة العراقية، ولما كانت من أكبر أخطاء المنتسبين للجهاد هي تصدير المعركة إلى بلاد المسلمين بدعوى الضغط على الأمريكان دون النظر إلى باقي العواقب، لذلك أصبحت المعركة الآن بين علماء هذه البلاد وبين المنتسبين للجهاد، وتبنى معظم علماء هذه البلاد خطاً حاداً في مواجهة هذه التصرفات مما كان له أثر بالغ في ازدياد الفجوة.

    ومن هنا تكمن أهمية الطرح المتوازن لهذه القضية لواحد من أشهر الدعاة بالمملكة العربية السعودية، وممن لهم رصيد كبير في نفوس أبناء الصحوة عموماً، وهو الدكتور ناصر العمر، والذي تعرَّض لهذه المسألة في ثنايا محاضرة له في تفسير سورة النصر، ونشرت هي بالإضافة إلى ملخص لأهم ما جاء فيها بشأن الجهاد على موقعه "المسلم".

    وقد أوضح الشيخ أن ما يدين به أن الجهاد في العراق ليس فرضَ عين، ودعَّم كلامه بنقل عن بعض مفتي الجهاد أنهم لا يحتاجون إلى رجال لأنهم يعتمدون الحرب الخاطفة، وبالتالي لو حضر لهم الرجال فأين يضعونهم؟

    وهذا التوضيح قد سبق لنا بيان مثله في مقالات سابقة حتى لا ينخدع الشباب بالفتاوى الصادرة من قادة بعض التنظيمات المعروفة، والتي يقولون فيها بأن الجهاد في العراق أو غيرها فرض عين، وأنهم في حاجة إلى الرجال بهدف ضم أنصار جدد لها دون اعتبار لمصالح الدعوة القائمة، ولا ما يلاقيه هؤلاء الشباب المستجيبون لهم من أنواع الحرج والعنت وشراك الأعداء بمجرد محاولة الاتصال فضلاً عن الوصول إلى أرض الجهاد، والذي غالباَ ما لا يحصل، بل ينتهي إلى أيدي أجهزة المخابرات العالمية، ثم إلى سجون طويلة الأمد في بلاد الأرض المختلفة، ونسأل الله أن يفك أسر المأسورين من المسلمين في كل مكان.

    ومعلوم أن هذه التنظيمات لها مشروعاتها الخاصة وأجندتها المستقلة التي ترى من خلالها أرض الجهاد مجرد وسيلة لتدعيم مشروعاتها الخاصة بها، دون النظر إلى مصالح المسلمين في العالم، ودون اعتبار لما تجرُّه عليهم مشروعاتهم الخاصة من مفاسد وأضرار، مع أن قادة الجهاد المحليين في كل أراضي الجهاد يؤكدون ما أكده ما نُقل عن الشيخ ناصر من أنهم لا يحتاجون إلى الرجال.

    ومن هنا أحببنا أن ننبه إخواننا الشباب في كل مكان إلى هذه الحقيقة ليس بلساننا هذه المرة، ولكن على لسان غيرنا ممن يرى نفس رأينا، ويدعم نظرته بنقل عزيز عن مجاهدين على أرض الواقع، حتى لا يتهم كل من يقول بذلك بأنه مثبط أو متخاذل أو قاعد عن الجهاد، ونسأل الله أن ينصر المسلمين في كل مكان، وأن يؤلف بين قلوبهم، وأن يهديهم سواء السبيل.

    وإليك رابط المحاضرة (اضغط هنا)، والملخص الذي نشر (اضغط هنا).

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()