بتـــــاريخ : 3/11/2009 12:59:38 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 745 0


    دماء الشهداء وقود انطلاق المسيرة

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : ياسر برهامي | المصدر : www.salafvoice.com

    كلمات مفتاحية  :
    دماء الشهداء وقود انطلاق المسيرة
    دماء الشهداء وقود انطلاق المسيرة

    كتبه/ ياسر برهامي

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

    "أكثر من ثمانين قتيلاً ـ إلى لحظة الكتابة ـ في غزة"، "مذابح مروعة للعشرات من أهل السنة في بغداد وحدها على أيدي الرافضة وقوات الاحتلال"، "عشرات القتلى من طالبان في أفغانستان" وأخيراً "مقتل شامل باسييف قائد المجاهدين الشيشان".

    كمّ كبير من الألم يعتصر قلب كل مؤمن على جراح الأمة ودمائها النازفة، ومع ذلك لا نجد غير الحمد لله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض، والله على كل شيء شهيد، الحمد لله صدقاً على نعمته حيث جعل في الابتلاءات والألم أنواع السعة والأمل وأسباب الانطلاق والعلو للإيمان والمؤمنين، إنها سنة الله التي لا تبديل لها  أنه لابد من التضحيات لتستمر المسيرة ومن يتصور من المجاهدين أو الدعاة أنه يمكن أن يتحقق نصر وظهور للحق من غير بذل فهو لا يعرف الطريق شرعاً وكوناً.

    تذكرت والأحداث تتلاحق بأسرع مما نحاول ملاحقتها الأخ/ إسماعيل الفلسطينى الذي لا أعرف الآن أين هو؟ ولا كيف هو؟ من موت أو حياة أو صحة أو مرض ـ لكنه صاحب زنزانة الترحيلات ليلة أو ليلتين وهو يحكى لي ما أيقنت أنه سبب صعود "حماس" في الشارع الفلسطيني، يحكى عن قادتها الأوائل الذين لم تدركهم التغطية الإعلامية وكيف أن كلهم سقطوا شهداء الواحد تلو الآخر ـ وكانوا في المقدمة ، تذكرت حكايته عن إبراهيم المقادمة الذي أخبر حراسه قبل اغتياله من قبل اليهود أنه لا يريد حراسة هذا اليوم، لأنه رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منامه ـ وكان صائماً ـ فقال له: إنك تفطر عندنا الليلة فقالوا له أتريد الشهادة وحدك بل نحن نريد أن نكون معك، وقد كان ضربت السيارة التي يستقلها بصاروخ إسرائيلي في ذلك اليوم.

    تذكرت كيف أن من كان يجتبيهم الله من الشهداء هم أفضل الناس علماً وعملاً وعبادة ـ من يحافظون على الصلوات  في الجماعة خاصة الفجر ـ ويحفظون القرآن ومنهم من يحفظ البخاري ومسلم، ومنهم من قرأ ابن كثير والقرطبي عدة مرات، وغير ذلك من صفات الرعيل الأول الذي ربما لا توجد هذه الصفات في أكثر المعاصرين، وإنما زاد الدخن وكثر من بعدهم لكن ببذلهم وتضحيتهم اجتمعت قلوب الناس عليهم وعلى من بعدهم، وإنما دماء الشهداء وقود الانطلاق إلى أعلى حتى ولو مع السلبيات والمخالفات، لكن الصادقين في ظل صدقهم يغفر لهم ما لا يغفر لغيرهم، وقد يكون عندهم من الأعذار ما يرفع عنهم الملام عند الله ـ عز وجل ـ وعند المؤمنين، وليس ذلك رضاً أو قبولاً بالمخالفة للشرع، ولكن من باب حب المؤمن لما عنده من الإيمان والطاعة ـ وإن أبغضنا وأنكرنا ما عنده من البدعة أو المعصية.

     وهذا بخلاف حال مرضى القلوب الذين يعمون عن كفر الكافرين ونفاق المنافقين في نفس الوقت الذي يضخمون فيه من سلبيات المسلمين ويقضون عمرهم في البحث عن زلاتهم والطعن في كل أحد ـ حتى الدعاة وأهل العلم ـ حتى لربما وصل الأمر إلى الفرح بقتل الكفار لبعض المسلمين والتهليل للتخلص منهم حتى سموا المجاهدين في الشيشان و أفغانستان والعراق خوارج على الأئمة، وهم يقاتلون الكفار المعلنين بكفرهم كأن العداوة قد انقلبت وصار الأولياء أعداء والأعداء أولياء.

    ووالله إن هذه الفتن لمن مواطن التمحيص العظيم (وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) فلن ينسى أهل الإيمان مواقف الشامتين في شهداء المسلمين ـ نحسبهم كذلك والله حسيبهم ـ الذين يجاهدون أعداء الإسلام واصطفاهم الله من بيننا للشهادة، ولن ينسى أهل الإيمان ثناء المنافقين وأتباعهم - وإن انتسبوا للدين بل وان انتسبوا للعلم والدعوة - على أعداء الدين الصادين عن سبيل الله، وإنها والله لكما قال عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (الأنفال: 36).

    وأما آلام المسلمين فهي في ميزان الحسنات مع الصبر والاحتساب والثبات على الدين ومواصلة الطريق، وليس من قضى نحبه من هؤلاء الشهداء بأفضل ممن سبقوهم كحمزة ومصعب وزيد بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة وأمثالهم، ومن هو أفضل منهم، ولم تتوقف المسيرة برحيلهم بل لم تتوقف برحيل الأنبياء عن عالمنا فهل يتصور عاقل أو مؤمن أن تتوقف المسيرة بموت هؤلاء، إنما تزداد قوة بإذن الله وعلى قدر التضحيات وتحمل الآلام على قدر ما تزيد قوة الدفع إلى الأمام وإلى أعلى بإذن الله.

    والله المستعان وعليه التكلان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

    اللهم أجرنا في مصائبنا واخلف لنا خيراً منها.


     

    كلمات مفتاحية  :
    دماء الشهداء وقود انطلاق المسيرة

    تعليقات الزوار ()