كثير منا يقوم بمساعدة من حوله وينتظر من الشخص الذي قام بمساعدته رد الجميل، وإذا لم يفي تقوم الدنيا ولا تقعد وتكون القطيعة بينهم أو على أقل تقدير الموقف الذي لا ينسى، أليس هذا ما يحدث؟؟؟
كم مرة قمت فيها بمساعدة الآخرين ولم تنل جزاءك منهم أليس العدد أكبر من أن يحصى؟ أليس شئ يبعث سريعا على الإحباط والغضب من الناس، ألم تعد فتقول لنفسك ليتني لم أفعل كذا لفلان فهو لا يستحق؟
(((من المخطئ؟ هو؟ أم أنت؟ أم أن خدمة الناس هي الخطأ؟؟؟؟)))
فلتقف وتتأمل ماذا كنت تبغي من الخدمة؟
أكنت تقدمها بهدف تحصيل جزاء من متلقي الخدمة؟
إذا كانت إجابتك بنعم فقد سلكت الطريق الخطأ والذي سيؤدي بك في النهاية إلى توقفك عن مساعدك للآخرين تماما، لذلك أنت تحتاج لاعادة النظر في الغرض من عملك، وإن العمل لوجه الله (أي إنتظار جزاءك من الله) لهو خير وأجزى وما ستتقاضاه نظير عملك من الله لن يستطيع إنسان أو مخلوق على وجه الأرض أن يعطيك إياه ومهما طال الوقت لن ينسى سبحانه عملك كما ينساه عباده، إخلص العمل لوجه الله ويساعدك على ذلك حفظ هذا العمل سرا بينك وبين الشخص الآخر.
وتذكر أنك تحتاج لعمل الخير من أجل صحتك النفسية، فأجمل شعور يكون للمرء حين يفرج كربة عن أخيه فيري في عينيه سعادة الفرج الذي اختاره الله ليكون أحد أسبابه.
لا تنظر لمساعدة الغير على أنها صعبة حتى لو كانت أكبر من قدراتك لأن معاملتك الطيبة لمن حولك وإبداء مشاركتهم في فرحهم وأحزانهم بكلمات قليلة أو ربما بصمت وإنصات جيد لهم قد تكون أكبر خدمة يمكن أن تؤديها فلا تبخل على أحد بها.
قد تمر الأيام وتنسى ما فعلته مع شخص ما ثم تدور الأيام ويردها لك في ما لا تتوقعه فتكون سعادتك أضعاف انتظارك لها.
ترجمة وتحرير داليا رشوان