بتـــــاريخ : 7/5/2008 12:21:37 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1647 0


    مفتاح الخلافات الزوجية .. ليته كان .. و ليتها كانت ..

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : العفيفة | المصدر : www.startimes2.com

    كلمات مفتاحية  :

    "ليتها مثل أمي..ليته في حصافة أبي.. ليتها تملك ذكاء أختي.. ليته في مرونة أخي"


    إذا ما توقف الزوجان قليلاً ليراجعا الحديث الذاتي أو المونولوج الداخلي لكل منهما ، سيتبين أنهما يرددون هذه العبارة كثيراً ، ليته كان وليتها مثل.. ،
    وهذه العبارة لو علم الكثيرون هي بوابة المشكلات الأساسية وربما اليومية التي تحدث في كثيرٍ من البيوت..حيث يخلق كل منهما نموذجاً خيالياً يقيس عليه تصرفات شريك الحياة ، ويبدأ في المقارنة الدائمة..وعادة ما تكون هذه المقارنة في غير صالح الطرف الآخر ، مما ينتهي بحدوث التصادم والخلافات الزوجية..

    الخطبة وحلم المثالية الأول..

    عادة ما تكون فترة الخطبة فترة رومانسية حالمة ، يستبعد فيها الطرفان التفكير العقلاني الذي يقوم على دراسة الطرف الآخر ، وإدراك مميزاته وعيوبه ، بل إن التفكير في الطرف الآخر يكون دائماً على اعتبار أنه النصف الآخر الذي سيحقق السعادة المفقودة ، ويكمل جوانب النقص غير المحمودة ، يتم التفكير فيه على اعتبار أنه طرف حالم مثالي يخلو من العيوب والسقطات والزلات ولا يستحق غير الحب والود والتقدير..
    وكلما كانت فترة الخطبة خيالية.. حالمة.. بعيدة عن الواقع ومنطقه ، تكون فترة الزواج صادمة ومبددة لهذه الأفكار الخيالية..

    الزواج ومرآة الواقع:

    وبعد الزواج ، ومع مرور الوقت ، وطول المعاشرة تهدأ المشاعر ، وتتوازن الأحاسيس ، ويعلو صوت العقل.. ويفرض الواقع حقيقته فتتضح الرؤية..
    فإلى جوار المميزات ثمة عيوب ، وإلى جانب المتشابهات هناك اختلافات ، وعلى قدر المساحات المشتركة هناك فجوات وثغرات ومناطق فاصلة..
    ولعل البعض يدرك هذه الحقائق ويتعامل معها بوضوح وروية ، فيعمل على إذابة الاختلافات وتقبل العيوب ، مع السعي الحثيث لتغييرها وتقريب المساحات المشتركة لتجتاز الفوارق والفجوات..
    لكن البعض قد يسقط في اضطراب الصدمة أو ما بعد الصدمة..ليتصور أنه كان ضحية خدعة طويلة المدى ، وأنه بدأ يكتشف تفاصيلها بعد الزواج ، والأخطر أن يسلم كل منهما نفسه لتيار الانفصال والانعزال الشعوري الذي يرمي بكل طرفٍ في جزيرة منفصلة من الانشغالات والاهتمامات الخاصة..أما الأشد خطورة هو أن يقع في أسر النموذج الافتراضي..

    النموذج الافتراضي لشريك الحياة:

    وهو مجموعة الصفات الطيبة التي يفتقدها كل طرفٍ في الآخر ، وتتجلى بصورة واضحة في أحد الأقارب أو الأصدقاء أو الزملاء أو حتى في نموذج وهمي من صنع الخيال..
    فكثير من الرجال عندما تظهر من زوجاتهم سلوكيات غير مرغوبة ترتد إليه بوضوح صورة أمه أو أخته أو إحدى قريباته ممن يتميزن بهذه الصفات ، ويحدث ذلك عند بعض النساء كذلك ؛ حيث يتجسد في خاطرها صورة الأب أو الأخ أو الخال أو العم..وينسى كل منهما أن صاحب هذا النموذج لم يكن إنساناً كاملاً متكاملاً ..بل كانت له ميزاته ..وله عيوبه وزلاته ، وأن هذه الصفات لم تكن بهذا الإبهار في السابق.
    إلا أنه بهذه المقارنات يلجأ لحيلة دفاعية نفسية ليقنع نفسه بخطأ وتقصير الطرف الآخر ، ويبرر لنفسه أي سلوك عدائي وجاف تجاهه..
    فهي ناقصة لأنها لا تطهو مثل أمه ، ومهملة لأنها لا تتزين وتتهيأ مثل أخته ، وجاهلة لأنها لا تملك ثقافة ابنة عمه..وهو بخيل لأنه ليس بجود وكرم أبيها ، وهو جاف لأنه ليس بهشاشة وجه أخيها ، وهو عصبي لأنه ليس في هدوء خالها..
    وكلما حدث الصدام أو الخلاف اختبأ كل منهما وراء نموذجه الافتراضي ، الذي يتصور فيه في هذه اللحظات الكمال.
    بل إن الأخطر أن يبحث أي منهما أو كلاهما عن نموذجه عبر الصداقات الخارجية والتعارف مع الجنس الآخر عبر الشات والجوال وخلافه..ليتصور أنه بهذا يجد ضالته المنشودة ويسد منابع الجفاف والحرمان في حياته.. -

    تعامل مع الواقع وحرر نفسك من أسر هذا النموذج:

    - فالزواج لا يعني تطابق أو تمثل في الصفات والميول والعادات والتقاليد..الزواج رحلة مشتركة بين طرفين يتطلب حداً أدنى من التوافق في الأسس والمبادئ ..ويتقبل الاختلافات التي يمكن التعامل معها بمرونة وتقبل..

     

    - حاول أن تتناسى في التعامل مع شريك حياتك النماذج المحيطة بك ، لأنك لا ترى فيها إلا ما تفتقده في شريك حياتك ، بينما قد تجد لديهم من العيوب ما لا تتقبله ، ولا تتحمل التعايش معه..فالكمال لله وحده..

     

    - شريك حياتك بشر له من المميزات مثلما له من العيوب ، لديه من الجوانب المشرقة مثلما لديه من الزلات والهنات والأخطاء..فضع قاعدة أساسية لديك وهي القبول..فالقبول أول أبواب الحوار والتجاوز ، وعبور المسافات الفاصلة..
    فقد لا تكون زوجتك بمهارة أمك ولا بجاذبية وأناقة أختك ولا بثقافة زميلتك ، لكنها لم تخلُ من الجوانب المضيئة والمشرقة التي جعلتك تختارها شريكةً لحياتك وأماً لأولادك..وزوجك قد لا يكون جواداً ولا رومانسياً هاشاً ولا هادئاً حكيماً ، لكنه قد يحمل من الصفات والإيجابيات الأخرى ما يجعل الحياة تسير ولو بشيء من الصعوبة..

     

    - ثق إن الإغراق في هذا النموذج سيقف حائلاً بينك وبين الشعور بالآخر ، وسيجعل الحياة سلسلة من الصراعات التي لا تنتهي..والثمن عندها سيكون باهظاً..
    وتذكر قول الشاعر:
    كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه..

     

     

    منقووووووووووووووووووول من الموقع هذا

    http://www.najahteam.com/node/4750

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()