يعد « ملتقى تطوير الموارد البشرية 7 « الذي نظمته غرفة الشرقية بالتعاون مع الشركة السعودية للكهرباء والجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية نقلة نوعية في قدرة الجهات السعودية على تنظيم مؤتمرات وملتقيات عالمية , كما أنه يدل دلالة واضحة على تحسن ملحوظ في الإجراءات القنصلية والتسهيلات , التي أصبحت تمنح للمتحدثين العالميين في مثل هذه المؤتمرات . بعد أن ظللنا سنوات طويلة نعاني من هذه العقدة, التي كانت ترغم الجهات السعودية على تنظيم مؤتمراتها ومعارضها في دول مجاورة.
وهذا الملتقى الذي يعد السابع من نوعه حسب الترتيب الذي اقترن باسمه عقد في مبنى غرفة الشرقية للفترة من 17 – 19 مايو الجاري , وكان بعنوان « التطوير الاستراتيجي للموارد البشرية .. رؤية تقود الرسالة» ومع أن المصطلحين اللذين وردا في مؤخرة هذا العنوان « الرؤية والرسالة « مصطلحان إداريان كثر تداولهما مؤخراً , إلا أن التركيز في هذا الملتقى كان على أهميتة تطوير العنصر البشري كونه المحرك الأساس للتنمية. وهذا بالضبط ما جسدته كلمة راعي الملتقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية , التي ألقاها نيابة عن سموه صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب امير المنطقة الشرقية , الذي افتتح الملتقى , وكان مما ورد في تلك الكلمة « حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين والحكومة الرشيدة على تجنيد الطاقات والامكانات كافة لتطوير المواطن السعودي كونه اللبنة الأساسية لخطط التنمية الشاملة في مملكتنا الحبيبة» .
ومع تنوع حلقات النقاش وأوراق العمل , التي تخللت جلسات ذلك الملتقى , إلا أن المحور الأساسي الذي كانت تدور حوله هو العنصر البشري ودوره الرائد والكبير في إدارة عجلة التنمية الإدارية والاقتصادية , وأفضل السبل المتاحة لتوفير بيئة عمل ناجحة تحقق وفراً في الإنتاجية وتطوير العاملين في المؤسسات وجهات العمل العامة والخاصة . وقد شارك في مداولات ومحاضرات الملتقى متحدثون عالميون متخصصون في مجال تطوير الموارد البشرية قدموا الكثير من الرؤى والتصورات عن أحدث الدراسات المتعلقة بإدارة الموارد البشرية , ودور القائد في إيجاد بيئة عمل منتجة ومحفزة , وكيفية قياس كفاءة إدارة الموارد البشرية في المنشأة , ودور الموارد البشرية في إدارة التغيير , وأفضل السبل لبناء جيل قادة المستقبل . إن الأمم تنهض بأبنائها وبناتها فهم - بعد الله – عدتها للبناء والتعمير وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية . وما توليه القيادة السياسية وجهات العمل العامة والخاصة من أهمية للعنصر البشري, سيثمر بإذن الله ويحقق أهدافاً طموحة في الرقي والنجاح والتقدم . فقد أثبتت التجارب أن الدول التي أولت عناصرها البشرية من الاهتمام ما تستحق هي التي تقود العالم الآن. كما إن الاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال وتوظيفها بما يناسب قيمنا الدينية والاجتماعية والاقتصادية سيدفع بعجلة التنمية الاجتماعية في بلادنا قدماً إلى الأمام . وإن كان من كلمة لا بد منها في الختام فهي الإشادة بالجهات المنظمة لهذا الملتقى وبالجهات الراعية له , وهي جهات عديدة من شركات القطاع العام والخاص وجهات إعلامية تم تكريمها في حفل افتتاح الملتقى . كما شاركت بعض تلك الجهات في المعرض المقام على هامش ذلك الملتقى
|