حكم عليه بالقصاص قتلاً هل يصلى عليه أو لا ؟
نعم ، يصلى عليه إذا كان مسلماً يصلى عليه ، ولو أنه فعل هذه الجريمة ، والقصاص كفارة ، وهكذا من زنا وهو محصن ، أو زانت وهي محصنة ، فقتل بعد الرجم يصلى عليه ، سواءٌ ثبت ذلك عليه بالشهود أو بالإقرار، والنبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى على ماعز ، الذي زنى وهو محصن فأمر النبي برجمه ثم صلى عليه ، وصلَّى على الغامدية - عليه الصلاة والسلام - التي زنت وهي محصنة فأمر برجمها وصلَّى عليها - عليه الصلاة والسلام- ؛ لأن إقرارهم وتوبتهم له شأن عظيم ، التوبة يمحو الله بها الذنوب ، ثم الحد زيادة ، من أسباب الكفارة أيضاً. فالحاصل أن من قتل بحق وهو مسلم يصلى عليه ، فالقصاص حق ، وإقامة الحدود حق ، ويصلى عليهم ، وهكذا لو قتل إنسان ظلماً من باب أولى أن يصلى عليه. المقدم: بارك الله فيكم ، سماحة الشيخ ذكرتم أن القصاص كفارة هل هو كفارة في الدنيا والآخرة؟ الشيخ: نعم ، لكن يبقى حق القتيل ، هذا لحق الله ولحق الورثة ، أما حق القتيل فيبقى ، وإذا كان القاتل تاب توبة صادقة فالله - سبحانه - يرضي عن القتيل بما يشاء - سبحانه وتعالى-. المقدم: أما بقية المعاصي الأخرى فهي كفارة في الدنيا والآخرة؟ الشيخ: مثلما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أدركه الله ..... كان كفارة له ، ومن مات على ذلك مستوراً فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه - سبحانه -. المقدم: هذا يقع على كل المعاصي؟ الشيخ: نعم في كل المعاصي التي أدرك حدها في الدنيا أو تاب منها في الدنيا تغفر له ، أما من مات عليها لم يحد ولم يتب فهذا أمره إلى الله ؛ لقوله سبحانه وتعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء [(48) سورة النساء]. المقدم: بارك الله فيكم ، الواقع هذه بشرى إلى أصحاب المعاصي الذين أدركتهم إقامة الحدود في الدنيا إذا علموا أن هذا كفارة لذنوبهم لعل الله - سبحانه وتعالى - أن يهديهم بعد هذا ولا يقترفوا المعاصي مرة أخرى؟ الشيخ: نعم مثلما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بايع الناس أن لا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا قال بعد هذا : (فمن أدركه الله في الدنيا – يعني بالحد ونحوه – كان كفارة له ، ومن لم يقم عليه الحد في الدنيا - يعني من لم يدرك في الدنيا - فأمره إلى الله - سبحانه وتعالى-. إن شاء غفر له وإن شاء عاقبه - سبحانه وتعالى -.