الحفاضات الصناعية انتشرت حتي كادت تحل محل الكوافيل القطنية التي تحتاج إلي غسيل وتنظيف مستمر, ومما ساعد علي انتشار الحفاضات الصناعية الإعلانات التليفزيونية التي تصورها علي أنها صحية بالرغم من أن خبراء طب الأطفال يحذرون من آثارها الخطيرة علي صحة الأطفال سواء خلال فترة استخدامها أو عندما يكبرون في السن, ويصبحون شبابا وفتيات.. فما هي هذه الآثار التي يحذرون منها؟
تنبه الدكتورة نوال أبادير أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة حلوان إلي أن الحفاضة الصناعية المنتشرة في الاستخدام الحالي بين الأمهات تهدد الطفل الذكر بالعقم أو بالضعف الجنسي لأن هذه الحفاضة مصنوعة من طبقتين من البلاستيك الأولي جلاتينية تمتص بول الطفل والثانية لمنع تسرب أي مياه, وبالتالي ترفع درجة حرارة الخصية التي تكون عادة في درجة23 مئوية لذلك خلقها الله خارج جسم الإنسان لأنها نسيج خلوي حساس جدا تصنع فيه الحيوانات المنوية للذكر, وبالتالي فإن ارتفاع درجة الحرارة وتسخين الخصية إلي أكثر من33 درجة يدمر خلاياها بمرور الوقت جزئيا أو كليا.
وقالت إن الحفاضة الصناعية تلعب دورا خطيرا في تدمير صحة الطفل, لأنه يوجد بها مادة بلاستيكية ملاصقة لجلد الطفل فتسبب له الحساسية أما المادة الجلاتينية فتتحول إلي سموم متراكبة ذات آثار خطيرة علي صحة الطفل لأنها تختزن البول الذي يتكون من اليوريا التي تتحلل إلي أمونيا وثاني أكسيد الكربون والأمونيا مادة قلوية تسبب تسلخات وتقرحات بجلد الطفل وتنمو عليها فطريات وبكتيريا ضارة إضافة للحساسية الجلدية من مادة البتروكيماويات المصنوع منها الحفاضة فيقع الطفل بين خطورة البلاستيك ورفع درجة الحرارة بهذا الجزء الحساس والتهابات الأمونيا الشديدة, وفي هذه الحالة يجب علي الأم التخلص من هذه الأعراض باستخدام حامض ضعيف نسبته5.5 وبتوافر في شامبوهات معينة وتستخدم مادة الجلسرين لخفض نسبة الأمونيا التي ترتفع بها نسبة التركيز إلي8 درجات.
وأضافت الباحثة أن الحفاضة الصناعية تسبب أيضا حساسية للجلد بالاحتكاك والتهاب الجلد نتيجة تفاعلة مع المواد الملاصقة لجسمه والموجودة بالحفاضة فتخترق الجسم مادة الهيدروجين الناتجة عن البول وتتفاعل مادة البلاستيك أيضا مع الجلد المبتل مما يهيئ الظروف للإصابة بمرض السرطان وتدخل هذه المواد إلي الخصية لتزيد احتمال الإصابة بالعقم أو الضعف الجنسي, ولا يفيد في ذلك استخدام مادة الزنك لخفض نسبة التسلخات بالجلد خاصة إذا كانت مدة استخدام الطفل للحفاضة الصناعية أكثر من3 ساعات, لأن الشئ الطبيعي في رعاية الطفل أن يتم تنظيف جسمه بمجرد حدوث البلل لأن ترك الحفاضة يؤثر عليه صحيا ونفسيا إضافة لارتفاع الحرارة بجسمه عامة دون مبرر مما يوهم الآباء بأنه مصاب بارتفاع في الحرارة التي سرعان ما يتخلص منها الطفل ويرتاح نفسيا بمجرد خلع الحفاضة.
وحول أخطار الحفاضة علي الفتيات تقول الدكتورة نوال أبادير أنها تسبب سوادا واضحا علي المنطقة التي توجد بالحفاضة نتيجة التسلخات المستمرة التي تتعرض لها البنت في هذه المرحلة, وهو ما دعا بعض السيدات اللاتي لديهن الوعي الصحي إلي استخدام زيت زيتون لخفض هذه التسلخات وأحيانا يستخدم زيت البرافين أو فزلين ولكنها ليست طرقا ناجحة تماما لارتفاع حرارة الجسم نتيجة استخدام الحفاضة الصناعية, وفي الوقت نفسه فإنها تسبب انفراجا للقدمين سواء للبنين أو البنات لأن الحفاضة تساعد علي ابتعاد الساقين لفترات طويلة مما يشوه العضلات والعظام معا فينشأ جيل مصاب بخلل صحي واضح ويظهر ذلك في الأجيال الجديدة مما يعيق الشاب عن الالتحاق ببعض الكليات التي تتطلب لياقة بدنية عالية أو المشاركة في مسابقات مرتبطة بتناسق الجسم أو جماله أو المشاركة في أنشطة رياضية.
وتنصح الباحثة الآباء بضرورة استخدام الملابس القطن المتوافرة حتي ولو كانت قديمة, وضرورة إعادة استخدامها بعد الغسل وتعريضها للشمس لأن أشعتها تقتل البكتيريا وتضمن التعامل الصحي مع استخدامات الطفل وأدواته, وفي الوقت نفسه تكون غير مكلفة كما تنصح بشراء كوافيل قطنية تمتص المياه أو استخدام فوط صغيرة للحمامات وهي منتشرة ورخيصة الثمن بل وأرخص من الحفاضات الصناعية فضلا عن إمكان إعادة استخدامها وغسلها إضافة الي تجنب الحفاضات بمنع تلوث البيئة بسبب المواد البلاستيكية ونفاياتها التي تدمر أي منطقة توضع بها فهي لا تتحلل إلا بعد نحو50 عاما مما ينتج عنها بوار لأي منطقة توضع فيها, وفي حالةحرقها تسبب نسبة تلوث عالية وتسمما بالهواء والبيئة المحيطة بها.وفي الوقت نفسه فإن الاتجاه العالمي حاليا رافض لاستخدام الحفاضات الصناعية حتي إنها أصبحت في لندن تباع بربع الثمن بينما الاقبال يتزايد علي الحفاضات الطبيعية من قماش القطن
ويحذر د.يوسف زكي جرجس أستاذ طب الأطفال من أن الالتهابات الناتجة عن الحفاضة الصناعية البلاستيكية لها آثار مباشرة وغير مباشرة وهذا يستوجب الاسراع باستخدام كوافيل من القطن لأنها تخفف آلام الطفل وبكاءه غير المعروف أسبابه والناتج عن التسلخات.وفي الوقت نفسه لابد من استحمام الطفل يوميا حتي ولو في أيامه الأولي باستخدام المياه الدافئة والصابون الطبي لإزالة آثار الأمونيا ونواتج الاتساخات علي جسمه, واستخدام مراهم علي كل المنطقة المحاطة بالكافولة القطنية, ومنع أي بلل علي جسمه ومنع أي التهاب جلدي ناتج من تلامس الكافولة المبتلة بالبول والبراز, وما يترتب عليه من فطريات إضافة إلي العرق وناتجه, ونصح بضرورة تحديد موعد مناسب كل يوم للاستحمام في بانيو صغير مع استعمال صابون جلسرين, أو شامبو مخصص للأطفال أو بصابون بوريك حامضي خفيف نسبته5.5% وألا نضع أي ديتول أو فينيك علي جلد الطفل لأنه سام جدا, ويجب وضع سائل ترطيب, ومنع استخدام الميكروكروم الذي ثبت ضرره, ويمكن الاعتماد علي كريم أو مرهم البانشنول للطفل لأنه فيتامين وحامض في الوقت نفسه أو استخدام مرهم لا يذوب في المياه ونبذ الحفاضة الصناعية تماما لأنها تمنع حركة الطفل وقدميه بطريقة صحية ويصبح مثل المقيد من قدميه دون ذنب مع ارتفاع الحرارة المحيطة بالجزء السفلي والكلي والحالب لدرجة عالية قد تضر بهذه الأجهزة وعملها. وأضاف د.يوسف زكي أن استحمام الطفل له شروط منها أن يكون الماء مناسبا له وسنه, وألا يكون الصابون ملوثا لأن الألوان بأنواعها ضاره له وألا تكون الصابونة ذات رائحة حتي ولو كانت رائحة الفراولة أو رائحة جذابة لأنها كلها ضارة وهي مصنوعة من الاسانسات البترولية ومن الاستر ومواد كيماوية تسبب حساسية للجلد والجسم والجهاز التنفسي.
ويضيف د.رجب عرفة استشاري جراحة النساء والولادة أن الحفاضة الصناعية المنتشرة في الصيدليات ذات خطورة علي الفتيات فتؤثر علي منطقة الحوض عندما تكبر في السن ولا تساعدها علي الولادة الطبيعية, فالطفل يولد مستقيم الجسم متوازنا إلا أن تقييده بعد ذلك بهذه الحفاضة بسبب له أخطارا بالعظام والتواءات في الوقت الذي تستسهل فيه السيدات, استخدام هذه الحفاضة معتقدات أنها تجفف عنه وتخفف البلل في حين أن البلل يظل موجودا ويتعذب الطفل دون أن تدري أمه