بتـــــاريخ : 9/11/2008 9:14:43 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1234 0


    العنف بعيون الأطفال

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : محمد مصطفى | المصدر : www.meshkat.net

    كلمات مفتاحية  :
    العنف الأطفال

     

     

     

     

     

    لكل وجود بداية، وطفولة الإنسان بدايته التي يعيش فيها فترته الأولى بعطالة غريبة؛ تجعله معتمدا على غيره في كل تصرفاته وخطواته؛ وذلك بناءاً على ما يستقيه من تلك المؤثرات الخارجية التي تعمل على بلورة شخصيته وصقلها؛ ومن أهم هذه المؤثرات وأخطرها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها!!.. وسوف نتناول هنا أثر التلفاز والفيديو على الأطفال.

    يرى البعض أن التلفاز قد أفسد عقول الأطفال بما يعرضه من أفلام ومسلسلات عنف وجريمة، وحلقات الكرتون الخيالية القائمة على قواعد غير عملية وواقعية؛ فالطفل يحب الصور المعبرة، ويجذبه اللون الجميل، ويتفاعل مع قصص الخيال الشيقة، وحكايات البطولة التي تتجسد في تلك الأفلام؛ في معظم ما تطرحه من مشاهد عنف كثيرة؛ لتكون شديدة الخطورة على الأطفال.. وتأثير مشاهد العنف يختلف من طفل لآخر؛ علماً بأن الأطفال الذين يتصفون بالعدوانية والميل إلى العنف يكونون أشد تأثراً بمشاهد العنف.. ومن الشائع أنها تساعد على إفراغ المشاعر العدوانية داخلهم، إلا أنه قد أثبت علمياً عدم صحة هذا الأمر!؛ بل على العكس تؤدي هذه المشاهد في كثير من الأحيان إلى ترسيخ مفهوم (القوة للأقوى) في أذهان الأطفال.. وإذا نظرنا نظرة متفحصة إلى الرسوم المتحركة المقدمة لأطفالنا نستطيع اكتشاف تقصيرنا الكبير في استخدام هذا الفن الخطير؛ فمعظم أفلام الكرتون والصور المتحركة المقدمة لأطفالنا أفلام أمريكية أو غربية الصنع والهوية، وصممت لأطفال غير أطفالنا، وبعقلية غير عقليتهم، وتشجع عادات وأخلاقا تتنافى مع أخلاقنا؛ وعلى سبيل المثال: الساعات الطويلة التي يقضيها الطفل وهو يتابع مسلسل (البيكمون) القائم على الصراع والتحدي، وجذب (الطفل) إليه باعتماد تقنيات في الحركة والتصميم للأشكال الغريبة التي تجسد صور أبطال المسلسل دون تكريس أي هدف تعليمي وتربوي؛ فلا يقدم للطفل إلا المساهمة في تشويه وتشويش ذهنيته.

    في نتيجة لبحث ميداني أجراه مؤخراً أحد مراكز البحث الاجتماعي تم التحذير من تزايد معدلات العنف بين الأطفال؛ نتيجة تعرضهم لساعات طويلة من بث القنوات الفضائية وما تقدمه من مشاهد عنيفة.. وأكد الإحصاء أن هناك خمسة أحداث عنف نشاهدها كل ساعة ترتفع إلى نحو 20 أو 25 حادثاً في برامج وأفلام الأطفال.. وأشار البحث إلى ميل الأطفال إلى التحول من مجرد الإعجاب بأبطال العنف في هذه القنوات إلى مقلدين أو محاكين لهم، ثم منفذين.. وكثيرة هي الحالات التي أدت بالأطفال لإيذاء أنفسهم، بل تطور الأمر في بعض الحالات إلى فقدان الحياة كما حدث في (مصر) بقيام أحد الأطفال بتقليد شخصية (سوبرمان) والقفز من الطابق التاسع لتودي بحياته.. والأمثلة كثيرة في هذا المجال.. وعن التأثير النفسي لهذه المواد العنيفة التي تعرض على الأطفال قال البحث: إن الطفل يستشعر بحكم تكوينه الجسماني والعقلي أنه ضعيف وصغير، ولديه قدرة محدودة على التحكم بالبيئة الخارجية؛ لذا فهو يستمتع، ويشبع رغبته، ويطلق لخياله العنان في الحصول على هذه القوة من خلال التوحد اللاشعوري بما يشاهده من النماذج الشخصية التي تعكس مظاهر القوة البدنية والعقلية للبطل الذي لا بد أن ينتصر على الآخرين.

    إن الأطفال أهم بكثير من المرافق والمنشآت والمشاريع؛ لذلك فلا بد من استيراد التقنيات الحديثة، والخبرات الفنية؛ لصناعة سينما متخصصة في فن الرسوم المتحركة؛ سينما حديثة، ومتطورة؛ تنفذ نصوصاً مدروسة مسبقاً؛ بإشراف فني وعلمي؛ لا تجاري رديء؛ كل اهتمامه هو الربح السريع.. كما لا بد من زيادة الرقابة على دخول الأعمال التلفزيونية والسينمائية الأجنبية التي من شأنها إثارة الرعب والعنف بين الأطفال؛ للحد من تداولها، والتشديد أيضاً على رقابة كل ما يستورد من ألعاب الفيديو والسي دي لما لها من تأثير سلبي على الأطفال أيضاً.

     

    ولا بد للشركات الفنية المنتجة لبرامج الأطفال من العمل على إيجاد بيئة صحية؛ خالية من البرامج التي تحتوي على العنف، وتقديم البرامج الموضوعية والتعليمية والتثقيفية؛ التي تحاكي البيئة والمجتمع الذي يعيشون فيه.. وقد يكون من المفيد تشكيل لجان مختصة تقوم بمهمة الرقيب على البرامج المستوردة الأجنبية؛ واختيار ما يناسب أطفالنا.

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    العنف الأطفال

    تعليقات الزوار ()