حلتي إلى دار المسنين !!!!!!
إلى من تحجر قلبه و ضعف عقله و هاجرت الرأفة فؤاده ...
إلى عيون ساهره ..و نفوس حائرة ..و قلوب خائرة..
إليكم انشر رحلتي لعلها تكون تذكرة لتلك النفوس
دخلت هناك حيث الإضاءة الخافته و السكون الرهيب ..كان الجميع يعلم بقدومنا و كانت ردودهم مختلفة .
منهم من ارتسمت البهجة على شفتيه و تهلل فرحا بقدومنا و آخر أغلق بابه على نفسه آبيا لقائنا . دخلنا لهم حيث كان آبائنا مجتمعين .
لم تكن قصصهم مختلفة أو مناقضة لواقع نعيشه لما اسمعه في المجالس و الحلقات إلا إن من بينهن من أثار دهشتي و قشعر جسدي و أنزل الدموع من عيني .أجل اكتب لكم و أنا أرى صورتها أمامي أمرأة ارهقها العمر و علامات الكبر واضحة على تقاسيم و جهها منذ أن صافحتها و انحنيت لها تقديرا لأقبلها سبقتني بتقبيل يدي و بعبارات التوسل طالبة مني صحبتها إلى "حجر" .أخبرتني بأنها مستعدة لأي شيء لأن تدفع ما في جيبها.
فقط رؤية "حجر" كان هدفها . و عندما سألتها من تكون لم تجب و ذهبت إلا عالمها الخاص الذي انعزلت فيه عن واقعها .اتممت جولتي بينهن و انا اترقب حالها .رق قلبي لها و لرجائها لكل من يسلم عليها لتخبره برغبتها "بحجر" .
ثارت حجر دهشتي فسألت عنها و ليتني لم أفعل !!.
إنها لم تكن ابنتها و ليست إحدى قريباتها .هي بنت لجيرانهم قامت بتربيتها في حضنها و أنفقت عليها نفيس مالها لتكبر بعد وفاة أهلها .فتحت لها قلبها قبل بيتها على الرغم من إنعدام الصلة بينهما .إلا إن جزاء الإحسان إنكارا و المعروف إجحادا . أخذت ماتبقى لتلك المسكينة من مال و باعت منزلها و تنعمت بالحرام و رمت المتفضلة بعد الله تعالى عليها في دار المسنين دون حتى سؤال عنها .
و على نقيض ذلك كان حال مربيتها . فقدت ذاكرتها إلا إن اسم "حجر" لم يفارقها حبا لها .
كانت تلك أحد القصص المدفونة هناك و قد عرفتها . فياتلك القلوب ألم يأن لكم بأن ترجعوأ إلى الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
ملاحظة:"لم تكن اسم ابنتها حجر إلا إنني اردته كذلك فهو انسب لها "
و إلى كل حجر همسة
"أعلمي بأن الله تعالى مطلع و إنه يمهل و لا يهمل سبحانه"