يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعةً وتسعين اسماً، لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة)، أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-، هل كل من حفظ أسماء الله يُضمن دخوله الجنة؟
هذا من أحاديث الوعد، من أحاديث الفضائل، مثل غيرها من أحاديث الفضائل، يقول - صلى الله عليه وسلم -: (إن لله تسعةً وتسعين اسماً - مائة إلا واحداً - من أحصاها دخل الجنة) وفي اللفظ الآخر: (من حفظها دخل الجنة) متفق على صحته، هذا فيه حث على العناية بأسماء الله وتدبرها وحفظها وإحصاءها حتى يستفيد من هذه المعاني العظيمة، وحتى يكون هذا من أسباب خشوعه لله وطاعته له وقيامه بحقه سبحانه وتعالى، فهي من أسباب دخول الجنة لمن حفظها وأدى حق الله ولم يغش الكبائر، أما من غشي الكبائر من المعاصي فهو معرض لوعيد الله، وتحت مشيئة الله، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة، لكن حفظ هذه الأسماء وإحصاءها من أسباب دخول الجنة لمن سلم من الموانع الأخرى، فإن دخول الجنة له أسباب، وله موانع، كالإقامة على المعاصي من أسباب حرمان دخول الجنة مع أول من دخلها مع الداخلين أولاً، فيعذب ثم بعدما يطهر ويمحص إذا كان مات على المعاصي يدخل الجنة، وقد يعفو الله عنه فيدخل من أول وهلة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر) يعني كبائر الذنوب وهي المعاصي التي فيها وعيد أو غضب أو لعنة مثل الزنا مثل شرب الخمر، مثل عقوق الوالدين أو أحدهما، مثل أكل الربا، مثل الغيبة والنميمة، وأشباه ذلك من المعاصي، هذه خطيرة أمرها خطير، وصاحبها إذا مات عليها تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له وأدخله الجنة بتوحيده وإسلامه وإن شاء عذبه على قدرها، ثم بعدما يطهر ويمحص في النار يخرجه الله من النار إلى الجنة، وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن كثيراً من العصاة يدخلون النار بمعاصيهم، ويعذبون فيها على قدر معاصيهم، ثم بعد التطهير والتمحيص يخرجهم الله من النار، بعضهم بشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبعضهم بشفاعة غيره من الملائكة والأنبياء والأفراط، وبعضهم بمجرد عفو الله إذا أخروا عفا الله عنهم، لقول الله عز وجل: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء، فأهل المعاصي مسألة معلق إن شاء الله عفا عنهم وأدخلهم الجنة، وإن شاء عذبهم على قدر معاصيهم ثم يخرجون من النار بعد التطهير ولا يخلدون، ويدخلون الجنة بعد ذلك، ولا يخلد في النار إلا أهل الكفر بالله والشرك، هم المخلدون لا يغفر لهم، أما أهل المعاصي ولو عذب بعضهم ودخل النار لا يخلد عند أهل السنة والجماعة، خلافاً للخوارج والمعتزلة ومن سار على مذهبهم الباطل، فإنهم يرون أن العصاة يخلدون في النار وهذا مذهبهم باطل، أما أهل السنة والجماعة فيقولون العصاة تحت المشيئة إذا ماتوا على التوحيد والإسلام وعندهم معاصي فهم تحت المشيئة إذا كانوا لم يتوبوا، وفق الله الجميع.