بتـــــاريخ : 5/13/2008 4:51:03 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1842 2


    فعلا تستطيعين عمل الكثير

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.lahaonline.com

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة حياة امراة

     

    - حقاً أنت لا تفهمين.. أوووه ليت فلانة ابنة لي !

    هكذا في لحظة غيظ تتحدث الأم مع ابنتها.. ومع أن مثل هذه الجملة تمثل رصاصة تخترق نفسية الابنة وتمزق أحشاءها، إلا أنه يمكن ـ بتوفيق الله ـ استخراج الرصاصة والشفاء منها، وذلك حين تقول الأم تلك الجملة في حالات نادرة خاصة!! لا تستطيع فيها إمساك زمام انفعالها.. بينما يكون غالب تعاملها مع ابنتها بين قوسي (الاحترام)  و(الحنان).

    لكن حين ترمي الأم ابنتها بتلك العبارة بصورة مستمرة - ولو لم تكن الأم حين تقولها غاضبة - فإنها تمثل (سقياً دورياً) لبذرة تلك التهمة التي رمتها الأم لأول مرة في (تربة) نفسية ابنتها.. ومعنى ذلك أن ذلك التكرار (مع ما يصاحبه من كلمات مشابهة) يمنح تلك الشجرة (التهمة بعدم الفهم أو القدرة) نمواً وضخامة داخل نفسية الفتاة، تجعلها تعوّق مسيرتها حين تريد الانطلاق، وتضعف رؤيتها حين تريد النظر.. فتنكمش الفتاة على نفسها مقتنعة بأنها لا تفهم ولا تقدر.. وحين تتحاور مع زميلات أو قريبات تكرر على لسانها عبارة: (أنا لا أقدر) .. (يصعب عليّ فهمه أو تعلّمه)؛ لأن نفسيتها تشكلّت على ذلك .

    لكن الفتاة حين تترك  لـ( حصان) التفكير فرصة الجري والحراك.. تمرّ خلال ذلك على معالم من نعم الله عليها تمثل طاقات هائلة قد تكون غافلة عنها في ظل توقف أو نوم (حصان) التفكير. فالصحة والعافية وتوفر الوقت والقدرة على التفكير، ومعرفة القراءة والكتابة، ووجود وسائل اختصار الوقت والجهد المختلفة، وتوفر السكن والطعام، تلك وغيرها نعم عظيمة يكفي منها ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ" (رواه البخاري).

    إن الكثير من النساء تحس بأن حياتها رتيبة.. أكل ونوم وعمل منزلي روتيني.. ثم البحث عما يقتل (وحش) الوقت الذي يزحف ببطء!!.. وأسلحة القتل تختلف؛ من التسوّق والتنزّه ومقابلة الشاشة والأحاديث الهاتفية.. وحتى هذه الأسلحة تصدأ من كثرة تكرارها!! فتظل الوحشة النفسية وتتعمق  من محاصرة (وحش) الفراغ .

    وكل امرأة صغيرة أو كبيرة تملك طاقات هائلة.. ولكنْ قليل من النساء التي تشعل شموع هذه الطاقات لتسير في ضوئها.. فتجد للحياة ألواناً مبهجة وطعماً مختلفاً ونكهة رائعة.

    حين ننظر إلى ورقة سقطت من شجرة على جدول ماء قد نُلحقها نظرات الشفقة وهي لا تملك أي إرادة أمام اندفاع الماء.. الذي تظل أمواجه تلعب بها.. فتبدو من سرعتها كما لو كانت تهرب من تلك الأمواج.. إن المرأة ُتمثّل في بحر الوقت تلك الورقة وسط ماء الجدول في اندفاعه .إذ ليس لها مسار واضح وبرنامج مرسوم ..حيناً يضيق الوقت عن أعمالها المجتمعة فتضاعف جهدها لإنهائها.. فتنتهي قواها مع انتهاء تلك الأعمال.. وحيناً لا تجد ما تمارسه من الأعمال غير النوم الذي لم تكن انتهت منه إلا قبل ساعات يسيرة .

    ومن هنا لا نستغرب عدم استمتاع الكثيرات الحقيقي في الحياة. ولا نستغرب غياب الشعور الذي يحس معه الإنسان بذاته.. بأنه يصنع شيئاً.. بأنه يتميز عن غيره.. بأنه شخص منتج.. يلفت نظر غيره بإنتاجه (في صورتيه المادية و المعنوية).. كما يحس معه الإنسان بنمو داخلي مطرديتناسق ويتسابق مع نموه الجسمي ومرور الزمن عليه.. يحس معه الإنسان بنوع شائق من الترتيب الدقيق الممتع الذي يجعله لا يفكر أن يلتقيه أو يلتقي هو (وحش) الفراغ بطلعته المزعجة!

    يحس معه بطعم مختلف للوقت.. وبطعم مختلف للتعب اللذيذ الذي يغري بالجري خلفه ومطاردته؛ لأن وراء هذا التعب البدني راحة نفسية غير محدودة .

    إننا إذا شئنا الإبحار إلى ذلك النوع من الحياة بطعمه المختلف الممتع بحاجة ماسة إلى إدارة حازمة (تُمضي) على قرار حازم، و( َتمضي) فيه.. لنجد مختلف جوانب حياتنا تأخذ من (كعكة) الاهتمام بنصيب معقول.. يجعل (عربة) حياتنا تسير بانسياب تام.. ودون صرير لبعض العجلات!! الذي يبعث على الإزعاج ويعكر المزاج!

    وسأحاول في القسم الثاني من هذا الحديث أن أرسم برنامجاً عاماً يلبي مختلف جوانب الشخصية ويبعث على المتعة.. ويمكن مع الانطلاق في بدايته تدريب (حصان) النفس يوما بعد آخر على (قطع) جميع مسافته دونما (قطع) للنَفَس!!

     

     
    كلمات مفتاحية  :
    اسرة حياة امراة

    تعليقات الزوار ()