بتـــــاريخ : 2/22/2009 8:28:20 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1908 0


    الصلاح والاصلاح في القران(2)

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : حسين علي البرواري | المصدر : www.qudwa1.com

    كلمات مفتاحية  :
    الصلاح الاصلاح القران

    المطلب الثاني
    أولاً : العلاقة بين الصلاح والإصلاح

    الإقتران المتكرر، الغالب بين الإيمان والعمل الصالح يشيرإلى ان الايمان مقدمة ومدخل إلى الصلاح، ونعني بالايمان: الذي يغيرالإنسان فيصلحه، فهذا التغيير الناشئ بدافع الإيمان هو الصلاح، أي شأن المؤمن مع الخالق وأوامره ونواهيه، كما ان للإيمان ثمرات، ومن ثمره الصلاح ، وإلاّ فما الفائدة من الصالحين ؟، والإصلاح يكون ثمرة أو نتيجة الصلاح ([1]).
    الإصلاح قوام بقاء المجتمع وخيريته، لكن لاتنفك علاقته عن الصلاح ، فلا إصلاح بدون صلاح، وبدون العودة إلى الذات وبدون تغيير مابالنفوس } إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ { الرعد: 11، فان الأمم المنتصرة على أعدائها، أمم حققت نصراً داخلياً أولاً ، وحققت كل واحد من أبنائها نصراً على الصعيد الشخصي من خلال تغييره مافي نفسه ([2]).
    إن الإهتمام بإصلاح الدنيا من شيمة المؤمن } وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ { الانبياء:105، مهمة الصالحين هي العناية بالارض والعمل على استقامته على الارض – مهمة الحياة البشرية – وستكون زمامها بيد الصالحين ، وكما يكونون ورثة ( الفردوس ) في الآخرة ، لابد وان يكونوا ورثة الارض، فهل من الممكن أن يكونوا وارثين مكفوفي الايدي؟.
    لاشك } وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ { العنكبوت69، فالإصلاح يهدف إلى توفير الدافع الداخلي لدى جماهير الشعب ، تلك الجماهير المتعطشة إلى انتفاضة القلب كيما تنتصر على ما أصابها من خمود([3]).
    فتوفير الدافع الداخلي من أجل إنتفاضة يصلح الخارج بواسطة إنتفاضة القلب ، جاء في حديث إبن لبيد حيثما ذكر رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) أمراً فقال : (( وما ذلك في زمان ذهاب العلم، فلما سأله الصحابي : وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونستقرئ أبناءنا ، وأبناؤنا يستقرؤون أبناءهم القرآن؟.. فقال أوليس اليهود والنصارى بأيديهم التوراة والإنجيل ولاينتفعون مما فيهما بشئ )) ([4]).

    ثانياً: آثار الصلاح والإصلاح على الفرد والمجتمع

    الصلاح والإصلاح: هما الحصن الحصين لبقاء المجتمع وتقدمه ويعتبران الحياة التي جاهد المصلحون من أجلهما .
    للصلاح والإصلاح في القرآن الكريم آثار كثيرة نذكر بعضاً منها:-

    1- الحياة الطيّبة:
    قال تعالى } مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ { النحل:97، ان العمل مع الإيمان جزاءه حياة طيبة في هذه الأرض ، لايهم أن تكون ناعمة رغدة ، ثرية بالمال، فقد تكون به ، وقد لاتكون معها، وفي الحياة أشياء كثيرة غيرالمال تطيب بها الحياة في حدود الكفاية، وفيها الإتصال بالله والثقة به والإطمئنان إلى رعايته وستره ورضاه، وفيها الصحة والهدوء والرضى والبركة، وسكن البيوت ومودة القلوب وفيها الفرح بالعمل الصالح وإيثاره في الضمير والحياة ([5]).

    2- النجاة من الهلاك والدمار:
    قال تعالى : } وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ { هود:117، ولتفسير المنار كلام مهم في التعليق على هذه الآية الكريمة " أي وماكان من شأن ربك وسنته في الإجتماع البشري ان يهلك الأمم بظلم منه لها في حال كون أهلها مصلحون في الأرض، مجتبين للفساد والظلم، وانما اهلكهم ويهلكهم بظلمهم وإفسادهم فيها كما ترى في الآيات العديدة من سورة هود وغيرها "([6]).

    3- وراثة الأرض والاستغلال فيها:
    على المؤمن بالقرآن أن يتيقن بأن وراثة الأرض مشروطة بمهمة الإصلاح } أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ { الانبياء:105، وأساس الصلاح وعماده هو ماقاله تعالى : } الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ { الحج:41.

    4- جلب ولاية الله :
    ومن آثار الصلاح أيضاً انه يجلب ولاية الله ورعايته لعبده الذي أخذ بين جنبيه نفساً صالحاً قام بتهذيبها، وقامت بدورها التي من أجلها خلقت وحينئذ يجلب الولاية ، قال تعالى : } إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ { الأعراف:196، وانها - أي المنكرات – إنتهاك حرمات الله ، والله تعالى يغار على حرماته أن يعتدي عليها، ومن شأن المؤمن الصالح ان يكون ولياً لله ،يحب مايحب الله ويبغض مايبغض الله ، ومعنى هذا ان من رأى حرمات الله تنتهك ولم يكن له غيرة تنزع به إلى الحفاظ عليها، وحمايتها من عدوان المعتدين وإقتران المقترفين، لم يكن ولياً لله ولا واقعاً موقع رضاه ... ([7]).

    5- حفظ النسب أو العناية الإلهية بالذرية :
    قال تعالى : } وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً { الكهف:82، بناء جدار اليتيمين في قصة موسى عليه السّلام مع الرجل الصالح معروفة ، ولم تأت العملية صدفة وبلا سبب، وإنما كان أثراً لصَلاح أبيهما.
    عن هنادة بنت مالك الشيبانية ، قالت : (( وذكر أنهما حفظا بصلاح أبيهما ولم يذكر فيها صلاح وكان بينهما وبين الأب الذي حفظا به سبعة آباء وكان نسّاجاً ، وكان أبوهما صالحاً )) فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ ذريته وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة شفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنّة لتقر عينه بهم كما جاء في القرآن ووردت به السنّة ، قال سعيد بن جبيرعن إبن عباس - رضي الله عنهما - حفظاً بصلاح أبيهما ولم يذكر لهما صَلاحاً ([8]).

    6- الإطمئنان:
    الإصلاح أمان في أي شئ يفزع في الحياة ، وحيلولة دون وقوع الحزن، والنفس المستقيم بالصلاح يتحدّى الكبد التي هي طبيعة الحياة الدنيوي ، والنفس الذي ارتكب النحراف عن الصلاح والإصلاح فقد تورط في هموم الدنيا ولم يخرج صاحبه من فزع الحياة ، قال تعالى : } وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ { الأنعام:48 ([9]).

    7- جلب المغفرة والرحمة :
    قال تعالى : } ... وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً { النساء: 129، وقال ايضاً: } رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً { الاسراء: 25 .

    المطلب الثالث

    صفات المصلحين في القرآن

    إن القرآن الكريم ملئ بالنماذج الحيّة التي تمثل أنموذج الشخصية الإصلاحية من الأنبياء والمصلحين الذين جعلهم القران بمثابة مؤسسة علمية كبيرة تعطي الضوء على كل ما يحتاجه المصلح في ميدان اصلاحه ، كل في ميدانه ، ومن خلال السماع إلى قصص المصلحين في القرآن الكريم ندرك أهمية هذه الصفات ونتطلع على جملة صفات ، وهذه الصفات شروط في تحقيق الإصلاح العام ، لمن أراده، ومن أهم هذه الصفات:-
    1- وضوح النيّة : } إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً { الإنسان:9 ، و} وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ { الشعراء:109، و} ... إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ { الاحقاف: 21، فكانت نياتهم في تغيير الواقع لله تعالى فقط، وكل يعقب على نيته بلسانه الخاص ، فعند ما قاوموا الإفساد في العبادات والإقتصاد و الأخلاق والحكم، قد بينوا نياتهم، لذا وقع أجرهم على الله ، } ... إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ { الأعراف: 17، ([10]).
    2- التوكل والثقة والصبر واليقين : لكل من هذه الكلمات معاني ذات أهمية ، فهي مقومات لبناء النفس والأمم ، ولم يأت نبي ولا مصلح إلاّ زود بهذه المقومات لأداء رسالته الإصلاحية، فاذا لم يتحلى المصلح بهذه العناصر فليس بإمكانه أن يجتاز المرحلة ، بل المراحل منصوراً، فلسان كل مصلح في القرآن( وماتوفيقي إلا بالله فهو القادر على إنجاح مسعاي)، يقول سيد قطب - رحمه الله - بعد أن يوضح قيام الجماعة الخيّرة المهتدية المصلحة المتجردة التي تعرف الحق الذي بيّنه الله تعالى وتعترف بأنها مكلفة بدفع الباطل وإقرار الحق في الأرض ، ومن هنا كانت الفئة القليلة الواثقة بالله تغلب في النهاية وتنتصر ، ذلك إنها تمثل إرادة الله العليا في دفع الفساد عن الأرض وتمكين الصلاح في الحياة ، إنها تنتصر لأنها تمثل غاية عليا تستحق الإنتصار([11]).
    3- الإستعداد: كان للمصلحين إستعداداً كما هو بيّن في القرآن الكريم، وفي جميع المستويات ، لكل عبئ في الطريق ،وهم يوجهون نحو إنقاذ الأمة ( أدعوكم إلى النجاة )، ونجاة الأمم شئ عظيم ، وبناية ضخمة لابد لها من أساس عظيم، بدءً من الإستعداد النفسي لبذل الروح وقطرة الدم عند الحاجة ، فليست الدعوة جمعية خيرية تقنع بالقليل ، والإستعداد للتعب اليومي ([12]).


    4- القدوة : لايصلح الداعي للإصلاح إلى مايريد إلاّ من خلال أن يوَطِّن نفسه القدووية ، ولاشك ان من توفر فيه الصفات المذكورة من النية والثقة والتوكل وغيرها يصبح قدوة (( وان التوحيد مع التوجيه الهادف للمشاعر لن تأتي إلاّ من القدوة الصالحة التي تتجسد في الدعاة المخلصين وعلماء المسلمين النابهين ممن يضربون المثل في التفاني والإخلاص والموضوعية والقدرة على الإقناع وجذب الرأي العام نحو قضايا الأمة ليعرف كل مسلم ماخفي وما جهل من أمور دينه ودنياه، وليدرك خطورة وأهمية مشاركته لتخطي المرحلة التي تعيشها الأمة من التخلف والقهر وتدني وسائلها في مواجهة الصراع الحضاري المفروض عليها فرضاً )) ([13]).

    5- علو الهمة مع اللطف والألفة : تندرج هذا تحت مايسمى بالطاقة الأخلاقية ، فالهمّة العالية هي التي تصل إلى الهدف المرجو ، وبدونها يستحيل تحقيق الغايات ، والألفة من أبرز معالم الخلق الحسن ومن أنصح ثمارها ، ومن أبرز خصائص الشخص المؤثر الجذاب ، اللطف والخلق الرفيع ، ولاشك ان الشخص السيئ الخلق فرد منفرد إلى أبعد الحدود ، وليس من سمات الصالحين فضلاً عن أن يكونوا مصلحين ، ومن هنا فقد أكدت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على أهمية إلتزام بالسلوك الجذاب المؤلِف، وعلى تجنب السلوك والتصرف المنفِّر، فجاء هذا التحذير الواضح } فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ { آل عمران:159 ، وقال: }وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ { فصلت:34، فموسى وعيسى ومحمد صلوات الله تعالى عليهم أجمعين ، كانوا مجمعين لتلك الطاقة الأخلاقية التي أوصلوهم إلى نفوس فطرية بسبب علو الهمّة واللطف والألفة ([14]).

    -----------------------------------------------------

    ([1]) د. أحمد الشرباصي، موسوعة أخلاق القران ، ص 209.
    ([2]) د. عبدالكريم بكار ، التنمية المتكاملة رؤية اسلامية ، دار القلم، دمشق ، ط1 ، 1420هـ - 1999م، ص 160.
    ([3]) مالك بن نبي ، وجهة العالم الاسلامي، ترجمة عبدالصبور شاهين ، دار الفكر، بيروت، ط2، 1970م ، ص 56.
    ([4]) د. خالص جلبي، سيكولوجية العنف، ص 44.
    ([5]) سيد قطب، في ظلال القرآن، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 7، 1391هـ - 1971م ، مج 5، ج 4 ، ص 279.
    ([6]) د. احمد الشرباصي ، موسوعة أخلاق القرآن ، ص 219- 220.
    ([7]) عبدالكريم خطيب، المسلمون ورسالتهم في الحياة، دار الكتاب العربي ، ط1 ، 1402هـ - 1982م ، ص 83.
    ([8]) ابن كثير ، تفسير القرآن العظيم، دار الحديث، ط 2 ، 1410هـ - 1990م ، ج3 ، ص 97.
    ([9]) الآلوسي، روح المعاني، مج 8، ج 16، ص 143.
    ([10]) محمد الغزالي، مع الله ، دار العلم ، دمشق ، ط1، 1409هـ- 1989م، ص 203.
    ([11]) سيد قطب، في ظلال القرآن ،مج 1، ج2، ص 397.
    ([12]) محمد احمد الراشد، المنطلق ، دار الأدب ، د. ت. د. ط ، ص 197.
    ([13]) جولة في ذات المسلم ، خليفة عبدالله التونسي ، مكتبة البيان ، الكويت ، ط1، 1409هـ - 1989م ، ص 23.
    ([14]) مالك بن نبي، وجهة العالم الاسلامي ، ص 56

    كلمات مفتاحية  :
    الصلاح الاصلاح القران

    تعليقات الزوار ()