بتـــــاريخ : 2/21/2009 7:07:24 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2462 0


    المرأة المسلمة في العصر الحديث

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د.صهيب مصطفي العمادي | المصدر : www.qudwa1.com

    كلمات مفتاحية  :
    المرأة المسلمة

    يمكن رصد ثلاث إتجاهات أو تيارات برزت لحل قضية المرأة في العالم الإسلامي، وكل منها ينظر إلى المرأة نظرة خاصة، وهذه التيارات هي:
    1- تيار التقليد والجمود.
    2- تيار التغريب.
    3- التيار الوسطي (تيار التجديد الإسلامي).

    وسنتناول اليوم التيار الأول على أمل أن نتناول التيارات الأخرى في المقالات اللاحقة إن شاء الله.

    أولاً: تيار التقليد والجمود
    وهو التيار الذي ينظر إلى المرأة بمنظار عصور التخـلف فيمنعها من الخروج من المنزل ويحرمها من حق التعليم والعمل والمشاركة في الحياة.
    ويتمثل هذا التيار في بعض عوام المسلمين الذين يعتبرون أنفسهم محافظين على التقاليد ومتمسكين بالتراث. وكذلك في بعض الجماعات الإسلامية، ويتمثل أيضاً في بعض الفتاوى المتشددة بخصوص المرأة مثل حرمانها من حق الإنتخاب أو الترشيح والقول بأن صوتها عورة أو منعها من قيادة السيارات..
    هذا ويرى الباحث أن بروز هذا التيار يعود إلى عدة أسباب منها:
    1- الموروث التاريخي من عصور التخـلف وغياب الفهم الصحيح للإسلام:
    فقد ورثت المجتمعات المسلمة هذه الصورة من عصور الإنحطاط والتخلف باسم الدين وربما اقتنع بعض الناس -بسبب غياب فهمهم الصحيح للإسلام- بأن هذا هو الوضع الصحيح للمرأة..
    إن غياب الفهم الصحيح للإسلام وضعف الإيمان ساعدا على إرساء هذه المفاهيم، فالمسلمون بسبب ذلك قد ضيعوا كثيراً من تعاليم الإسلام، فليس غريباً أن يضيعوا كثيرا من هدي الدين في شأن المرأة، وما ضعف إيمان المؤمنين من الرجال إلا جاروا على النساء واستضعفوهن، ويتضح ذلك من أن أحكام القرآن في المرأة جاءت حدوداً موضوعة على الرجال تمنعهم من الإعتداء وقليلاً منها ما خوطبت بحدوده المرأة، ومن ذلك فَلا تَعْضُلُوْهُنَّ أنْ يَنْكِحْنَ أزْوَاجَهُنَّ إذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالمَعْرُوف البقرة/232 و لا يَحِلُّ لَكُمْ أنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً النساء/12 و وَلا تُمْسِكُوْهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدوا البقرة/231 ووَلا يَحِلُّ لَكُمْ أنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوْهُنَّ شَيْئاً البقرة/229 ووَلا تُضَارُّوْهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِن الطلاق/6 ولقد جاءت آيات الإيلاء والطلاق والعدة كلها أو جلها لتضع حداً لتقاليد كانت تظلم المرأة وتعلقها تعليقاً متطاولاً...
    2- الوقوف بوجه حركات التغريب ورفض الواقع الإنحلالي للمرأة:
    أن الموقف المتشدد من قضايا المرأة الذي يتبناه تيار الجمود يأتي كرد فعل على التيار الثاني –الذي سنتناوله في مقالات لاحقة إن شاء الله- وهو تيار التغريب الذي أراد تحرير المرأة المسلمة على النهج الغربي، وبرزت نماذج من ذلك التحلل في العالم الإسلامي حيث المبالغة في الإختلاط والتحرر والتبرج والسفور والإسراف في ذلك مما نتج عنه تلوث وفساد كبيرين. فكان رد الفعل على ذلك هو المبالغة في التضييق على المرأة وعزلها عن المجتمع.
    ورد الفعل هذا خاطئ لأنه لا ينبغي معالجة خطأ بخطأ فالإنحلال والتحرر لا يعالجان بالتضييق والكبت وما أفلح التضييق يوماً في تحقيق فضيلة بل لا معنى للفضيلة في الحقيقية إذا لم تفعل بوعي وبقصد وبنية حسنة، وإلا تصبح نفاقاً.
    3- سوء فهم بعض النصوص والمبالغة في قاعدة سد الذرائع:
    من الأسباب التي أدت إلى بروز تيار الجمود هو سوء فهم لبعض النصوص، فهناك بعض النصوص قد إنتشرت بين المسلمين وترددت على ألسنتهم وهي إما ضعيفة أو يستشهد بها في غير موقعها.
    ولأن المجال لا يتسع لحصر تلك الأدلة والنصوص والرد عليها فإننا نكتفي بالإشارة إلى نص واحد إتخذه البعض ذريعة لحبس المرأة في البيت واستند به بعض العلماء الذين ذهبوا إلى ان المرأة كلها عورة وينبغي أن لا ترى أحداً ولا يراها أحد وذلك بتعميم الحكم الخاص بأزواج الرسول  على سائر نساء المسلمين وذلك في قوله تعالى يَا أيُّهَا الّذِيْنَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوْا بُيُوْتَ النَّبِيِّ إلاّ أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِيْنَ إِنَاهُ وَلكِنْ إِذَا دُعِيْتُمْ فَادْخُلُوْا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوْا وَلا مُسْتَأْنِسِيْنَ لِحَدِيْثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحِيْ مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحِي مِنَ الحَقِّ وَإِذَا سَألْتُمُوْهُنَ مَتَاعاً فَاسْألُوْهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذلِكُمْ أطْهَرُ لِقُلُوْبِكُمْ وَقُلُوْبِهُنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُوْلَ اللهِ وَلا أنْ تَنْكِحُوْا أزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أبَداً إنَّ ذلِكَ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيْماً الأحزاب/53 وممن ذهب إلى أن المرأة كلها عورة، الإمام \"القرطبي\" حيث يقول عند تفسيره لهذه الآية (في هذه الآية دليل على أن الله تعالى إذن في مسألتهن من وراء حجاب في حاجة تعرض أو مسألة يستفتين فيها، ويدخل في ذلك جميع النساء، بالمعنى وبما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة، بدنها وصوتها...
    إن هذه النظرة أثرت على سلوكيات كثير من الناس ولعل أقسى ما جرى على المرأة هو عزلها من المجتمع فجُعل ظهورها كله كشف عورة حتى الصوت وسمي وجودها حيث يوجد الرجال إختلاطاً حراماً وأمسكت في البيت بذات الوجه الذي لم يشرعه الدين إلا عقاباً لإتيان الفاحشة. بل حتى أن بعض المسلمين في بعض البلدان الأوروبية تأثروا بذلك، ويقول \"راشد الغنوشي\" لقد رأيت في أمريكا في مؤتمرات إسلامية حالات من هذا التصنع حيث يعقد مؤتمراً للرجال ومؤتمرا للنساء بعيد عنه على حين أن تلك النساء يعشن في المجتمع الغربي ويمشين في الأسواق ويستعملن وسائل النقل العامة ويدرسن في الجامعات، يمنع الإختلاط فقط في أي وسط؟ في الوسط الذي إحتمالات الفتنة فيه أضعف بكثير من أي وسط آخر، وما أكثر هذه الأمثلة في كل مكان.
    المراجع:
    1. مجلة \"المجلة\"، العدد 1003 الصادرة بتاريخ (2-8)/5/1999
    2. د. حسن الترابي، المرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع، هيئة الأعمال الفكرية ومنشورات نجم، الخرطوم، بدون طبعة، 1997
    3. حوارات قصي صالح الدرويش مع راشد الغنوشي، Hinter house، بدون طبعة.
    4. أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، دار المعرفة، بيروت، ط1، 1983
    5. أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد إبن قدامة المقدسي، المغني، دار الفكر، بيروت، ط1، 1405هـ

    كلمات مفتاحية  :
    المرأة المسلمة

    تعليقات الزوار ()