قد يسأل البعض لماذا اخترت هذا الموضوع بالذات والجواب هو انني ارى ان هناك تناقضا واضحا في شخصية المرأة يراها ويتلمسها كل ذي شأن وكل ذي اسرة فهناك الكثير من النساء يحملن جوانبا عدة في شخضياتهن فمثلا هناك امرأة متدينة تراها ملتزمة جدا ولكن في جانب اخر قد لاتكف عن الغيبية أو قد لا تكون مولمة بنظافة بيتها وترتيب هندامها ، أ, قد تجدين امرأة عابدة ولكنها لاتحمل نظرة شاملة للاسلام أو قد لا تحسن تربية اطفالها تربية مستقيمة أوقد تجدين امرأة مثقفة ملمة بكل شيء ولكنها قد أهملت بيتها واطفالها و الخ من هذه النماذج التي تدل دلالة واضحة عل التناقض الموجود في شخصيتها وهذه ناتجة اما من ـ الغفلة ـ أو ـ اللامبالات ـ أو ناتجة عن عدم الاحاطة التامة بفكرة التوازن التي اقام عليها الاسلام نظرته الكلية للانسان بحيث ان لكل ذي حق حقه ولا يجوز عمل بعض الاشياء على حساب اخرى .
ونحن اذا جئنا وتتبعنا النصوص الصحية التي وردت في كتاب الله وسنة نبييه ( ص ) تبين لنا السلوك الامثل الذي يجب تأخذ به المرأة في علاقتها بربها وفي تكون ذاتها الفضائل في النفوس ومليء البيوت بالامن والراحة والاستقرار .
كرم الله المرأة اذ رفع شأنها وجعلها كائنا مستقلا مساويا للرجل في الكرامة والتكاليف الشرعية عامة لها حقوق وعليها واجبات فالمرأة لها دور في الحياة خطير جدا ولكن من المهم ان تعرف الطريق الصحيح اولا وان تعرف السبيل القويم لكي تكون مهيأة لدورها العظيم كل جانب له دوره وعليه واجب تجاهه ولا يطغي جانب على آخر وكل ذلك في اطار العقيدة هو الميزان والمقياس وهو الفيصل بين الايمان والشرك .
فكيف كون الاسلام شخصيتها !؟؟
نأتي الان ونأخذ جانبا واحد من الجوانب شخصية المرأة المسلمة وهو علاقتها مع ربها فاولى صفاتها في انها امرأة يقظة مؤمنة لديها ايمان عميق ولديها يقين بمصائر الناس واقدارهم وهي على يقين بأن ما أصابها لم يكن ليحطمها وان ما اخطأها لم يكن ليصيبها ؟ ) وعندما تتاكد من الجواب وبأنه امر الله تقول في شموخ وثبات ايماني كبير : ( اذن لا يضيعنا ) فالمرأة المسلمة اذن تقية مستقيمة في سرها وعلانيتها وتعيش بمعية الله و عقيدتها قائمة بالايمان بالله وهي ترى الحياة على حقيقتها بانها دار ابتلاء فتعد نفسها لاخرتها .
وهي عابدة وتعرف انها مكلفة شرعا بالعبادة لذا فهي تقبل عليها بهمة عالية ولاتتساهل لا في الفروض ولا في النوافل وهي مطيعة لامر ربها وقافة عند حدود الله تدرك قيمتها ودورها في الحياة فلا تعيش قثط ليومها وانما تساهم في جميع مجالات الحياة تبني دنياها واخرتها معا .
وهي ايضا تشعر بسؤوليتها عن افراد اسرتها وتراعي الله فهيم وفي تربيتهم همها مرضاة الله في كل اعمالها ولاءها لله وحدة وليس لأحد غيره معتزة بشخصيتها الاسلامية ودينها الحق راضية بقضاء الله وقدره متمثلة معنى العبودية لله وانها خلقت لمهمة كبيرة كما يقول الله عزوجل : { وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون }
وهي تهتم لمعالي الامور ولا تشغل بالتوافة وتقوم بواجبها في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعتز بالاسلام الذي جعلها لأول مرة في التاريخ ـ آمرة ـ وما كانت تعرف في غير دنيا الاسلام الا مأمورة وغارقة في التبعية للرجل وقد حفـــل تاريخنـــا بنساء شوامخ في افعالهن يصد عن بالحق ويشعرن انهن مسؤولات امام الله للجهر بالحق وهذا هو شأن المرأة مع ربها لديها ايمان عميق بربها و هي مقبلة على عبادته بهمة وعزيمة ، مطيعة لاوامر مجتنبة لنواهية فاهمة لدورهـــا وهدفــها في الحياة مسلمة لقضاء الله وقدره متمثلة بعمل دائم على نصرة الاسلام ومعتزة في صميمها بشخصيتها الفذة التي صنعها لها الاسلام