بتـــــاريخ : 2/21/2009 4:04:27 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 456 0


    تعال نؤمن

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : م.عبد الرحمان السنجري | المصدر : www.qudwa1.com

    كلمات مفتاحية  :
    تعال نؤمن

    المقدمة
    الحمد لله الذي حبب إلينا الأيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، وجعلنا من الراشدين؛ وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه، ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين.
    المؤمن يبحث عن أمثاله من المؤمنين الصالحين ويدعوهم إلى مجالس الأيمان، فهي البيئة المناسبة التي ينمو فيها الأيمان ويزداد ويتجدد. وكان عبدا لله بن رواحة رضي الله عنه إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله (ص) قال:تعال نؤمن بربنا ساعة! فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل فجاء إلى النبي (ص) فقال يا رسول الله ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك بإيمان ساعة؟ فقال النبي(ص):(يرحم الله ابن رواحة انه يحب المجالس التي تتباهي بها الملائكة).
    قال(ص):(جلساء الله يوم القيامة الخاضعون المتواضعون الخائفون الذاكرون الله كثيرا)، وقال(ص):(لا تصاحب إلا مؤمنا).
    ومن هنا كان نبي الإسلام يربيهم أولا على الأيمان، ولا يضيف إلى العقيدة تكليفا آخر، حتى إذا رسخت جذورها، وثبتت أصولها، وأشرقت بنور ربها، نزلت بقية الشريعة... ولقد قال عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه: أوتينا الأيمان قبل القرآن...أي تربينا على عقيدة الإسلام والإيمان بالله تعالى قبل إن نتعلم كتاب الله، فالتربية لا بد إن تسبق التعلم، و إلا فهو علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، ودعاء لا يسمع.

    الإيمان
    (نعمة من الله سبحانه، نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه، ومن ذاق عرف، ومن جرب صدق، ومن مر في حياته بهذا بقي يطلبه باستمرار).
    وقال الإمام الشافعي: الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
    فالإيمان الثابت الراسخ النامي، الذي يرسخ جذوره في قلب المؤمن، ويتمكن منه، ويثمر ثمارا يانعة هي الطاعات والحسنات، ويعطي ظلالا وارفة هي الطمأنينة والرضى والسكين.
    مثالان ضربهما الله تعالى لنا في القرآن الكريم، لكل من الكفر والإيمان، وقرب لنا أمرهما في صورة شاخصة حية مؤثرة معبرة، ودعانا إلى تدبر هذين المثلين، قال الله تعالى:(الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء* تؤتي أكلها كل حين بأذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون* ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار) (إبراهيم: 24ـ26).
    هذا هو الإيمان وطريقة وثماره، يزيد بالطاعات ومعاشرة الصالحين الأخيار، وينقص بالمعاصي ومعاشرة الأشرار السيئين.

    الأيمان وإثره في النفوس
    هذا سيد الخلق وحبيب الرب محمد(ص) وهو بين أصحابه يسال الصحابي الجليل حارثة سؤالا فيقول له:(كيف أصبحت يا حارثة؟) فيقول حارثة: أصبحت مؤمنا حقا، فيقول له الرسول الله(ص):(لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك؟) فيقول حارثة: عزبت نفسي عن الدنيا فاستوى عندي ذهبها ومدرها، وكأني انظر إلى أهل الجنة في الجنة يتنعمون، وكأني انظر إلى أهل النار في النار يعذبون، وكأني أرى عرش ربي بارزا، من اجل ذلك أسهرت ليلي واظمأت نهاري، فيقول له رسول الله (ص):(يا حارثة عرفت فالزم).
    وهذه بعض العبر والعظات من هذا الحديث المبارك.
    أولا: لما سال الرسول حارثة كيف أصبحت لم يقل غنيا ولا صحيحا ولا شيئا من الأحوال البدنية أو الأمور الدنيوية لان حارثة علم أن الرسول اجل من أن يسال عن دنيا، بل فهم عنه انه إنما سأله كيف حاله مع الله عز وجل فلذلك قال الصحابي: أصبحت مؤمنا حقا.
    ثانيا: من حق المربي أن يسال ويتفقد أعماق ما عليه المربي، وان يعلم ما عليه ليعالج ما عنده من عقبات.
    ثالثا: لم يقل حارثة في قوله أصبحت مؤمنا حقا إلا بعد أن ذاق طعم الإيمان بأتباعه أو أمر الله تعالى وما جاء به الرسول (ص) عن ربه عز وجل ليفرح الرسول (ص) انه من تلامذته الصادقين.
    رابعا: يفهم من قول حارثة أن الإيمان حقيقي وهو ما استكمل جميع الشروط، غير أن الإيمان الحقيقي القوي كما قال رسول الله (ص):(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير). وقد قال الله تعالى:(أولئك هم المؤمنون حقا).(الأنفال: 4.)
    خامسا: أراد الرسول(ص) اختبار حارثة فطلب منه الدليل،قال تعالى: (قل هاتوا برهنكم إن كنتم صدقين).(البقرة: 111).
    سادسا: استدل بإيمانه بزهده في الدنيا.
    سابعا: تركه للدنيا وإعراضه عنها جعل عنده يستوي الذهب والتراب.
    ثامنا: عاش وكأنه في الجنة ينظر إلى أهل الجنة، وينظر إلى أهل النار، وينظر إلى قضاء الله تعالى.
    تاسعا: رأى النتيجة والثمرة فاسهر ليله واظمأ نهاره.

    الإسلام إيمان و عمل
    وقد اخبرني من أثق به وأنا في لاهور إن شابا كان شقيا فتاب إلى الله و أصبح مثالا للسلوك المحمدي، جلس يوما في احد المطاعم ليأكل فوجد أمامه عائلة أجنبية ـ رجل وزوجته وأولاده ـ وبعد إن انتهوا من طعامهم انصرفوا وبقي الشاب يأكل حتى انتهى، فنظرالى أماكنهم فوجد حقيبة فعلم أنها لهؤلاء ولا بد من إيصالها فأسرع في دفع الثمن ثم خرج مهرولا يجوب شوارع المدينة مفتشا عن هذه العائلة.
    وإذا به أمامهم فسلم عليهم ويده الحقيبة وقال لهم : اهذه لكم؟
    قالوا والدهشة كادت تخرسهم: نعم لنا.
    فقال لهم: إني أجوب الشوارع أفتش عنكم والحمد لله وجدتكم.
    فذهلوا مما سمعوا وكذبوا أعينهم وأسماعهم ثم قالوا له: أتدري ما تحوي هذه الحقيبة؟
    قال:لا، إن الذي يهمني هو إيصالها لأصحابها ولا يحق لي التصرف بها.
    فاخبروه أن فيها جميع ما يملكون، وتعجبوا من أمره، وجلسوا في مكان قريب للاستراحة وسألوه من أين أنت امن أهل الأرض أم من أهل السماء؟ هل أنت من الملائكة السماء هبطت على الأرض أم ماذا؟
    فقال لهم بهدوء: أنا بشر مثلكم غير أني رجل مسلم امرني ديني بهذا التصرف.
    فقالوا له: اشرح لنا الإسلام؟
    فشرح لهم الإسلام بإيجاز فأعلن الجميع إسلامهم. وجزى الله هذا الشاب خير الجزاء لهذا التصرف وجعله قدوة للشباب المؤمن.

    شيخ يتأثر بصبي فيبكي
    حدثوا أن شيخا رأى صبيا يتوضأ وهو يبكي، فقال الشيخ: يا صبي ما يبكيك؟ فقال الصبي: يا شيخ قرأت القرآن حتى جاءت هذه الآية: (يأيها الذين ءامنوا قوا نفسكم واهليكم نارا). (التحريم: 6).
    فخفت أن يلقيني الله في النار.
    قال الشيخ: يا صبي أنت معصوم فلا تخف انك لا تستحق النار.
    فقال الصبي: يا شيخ أنت عاقل؟ ألا ترى أن الناس إذا أوقدوا نارا لحاجتهم وضعوا أولا صغار الحطب ثم وضعوا الكبير.
    فبكى الشيخ بكاء شديدا وقال: إن الصبي أخوف منا من النار فكيف يكون حالنا؟
    فاعتبروا يا أولي الألباب.

    أي مجتمع طهر هذا....
    أخشى إن طلقتها يبتلى بها غيري
    إن احد الصالحين ابتلي بامرأة ناشز إذا قال لها يمينا قالت له بل شمالا، وإذا قال لها: أنا وأنت على نوائب الزمان، قالت: أنا و نوائب الزمان عليك.
    ماذا يفعل؟ قال له احد أصدقائه: يا سيدي ما ضر لو طلقتها؟
    فقال الرجل الصالح: أخشى إن طلقتها يبتلى بها غيري فتؤذيه،
    ومعاذ الله أن أكون سببا في أذى عباد الله.
    قال له: فماذا عساك أن تفعل؟
    قال: اصبر على سوء خلقها فان سيدي رسول الله (ص) يقول: (أيما رجل صبر على سوء خلق زوجته أعطاه الله مثلما أعطى أيوب في بلائه، وايما امرأة صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثلما أعطى آسية زوجة فرعون).

    الإسلام انتشر بسلوك المسلمين
    يحكى أن رجلا من الناس الصالحين كان يوصي عمال محله أن يكشفوا للناس عن عيوب بضاعته، إذا وجدت، وكما جاء مشتر أطلعه على العيب وصارحه بحقيقة الصنف.
    فجاء ذات يوم يهودي فاشترى ثوبا معيبا، ولم يكن صاحب المحل موجودا، فقال العامل: هذا يهودي لا يهمنا أن نطلعه على حقيقة الثوب وما فيه من عيب.
    ثم حضر صاحب المحل، فسأل عن الثوب، فقال العامل: بعته ليهودي بثلاثة آلاف درهم، ولم أطلعه على عيبه.
    فقال: أين هو؟
    فقال العامل: لقد سافر مع القافلة..
    فاخذ الرجل المال معه، ثم تبع القافلة وأدركها بعد ثلاثة أيام، فقال: يا هذا شريت ثوب كذا وكذا وبه عيب، فخذ دراهمك وهات ثوبي.
    فقال اليهودي: ما حملك على هذا؟
    قال الرجل الصالح: الإسلام، وقول الرسول(ص):(من غشنا فليس منا).
    فقال اليهودي: والدراهم التي دفعتها لكم مزيفة، فخذ بدلها ثلاثة آلاف صحيحة، وازيدك أكثر من هذا: اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله.

    كن مع الله
    إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله.
    وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله.
    وإذا انسوا بأحبابهم فاجعل انسك بالله.
    وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة و الرفعة، فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العزة والرفعة.

    لم التكبر؟!
    عن أبي حاتم الطبري قال: سمعت أبا بكر الشبلي يقول:
    إن أردت أن تنظر إلى الدنيا بحذافيرها فانظر إلى مزبلة فهي الدنيا.
    وإذا أردت أن تنظر إلى نفسك فخذ كفا من تراب فانك منه خلقت وفيه تعود ومنه تخرج.
    وإذا أردت أن تنظر ما أنت؟ فانظر ما يخرج منك في دخولك الخلاء؟
    فمن كان حاله كذلك فلا يجوز أن يتطاول أو يتكبر على من هو مثله...

    هيا معي إلى حظيرة الإيمان
    إلى طاعة الملك الديان
    وبينما رسول الله (ص) بين أصحابه جاءه شاب في أمر من الأمور، جاء يستأذنه في أمر وينتظر جوابه، انه جاء ليقف أمام رسول الله (ص) ويطلق من فمه كلمات هي اشد وقعا من أحداث الصواريخ حين أطلقها وسمعها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، لقد قال: يا نبي الله اتاذن لي في الزنا؟
    جرأة ما بعدها جرأة، بين يدي من أنت أيها شاب؟ هل تعلم من تكلم؟أأصبت بمس من الجنون، أم فقدت النور من العيون؟...
    لكنه شاب قد غلبت عليه شهوته كما هو الحل لدى الكثير من شباب اليوم حتى أنسته انه بين يدي سيد الأنبياء والمرسلين.
    وذهل القوم من شدة ما قاله، وصاحوا به صيحة خلبت لب عقله، وأرادوا به شرا، لكن إشارة من الرسول القائد اسكتتهم وأوقفتهم.
    قال لهم: (قربوه، قربوه..ادن)، فدنى حتى جلس بين يديه، فقال له رسول الله (ص):(أتحبه لأمك).
    قال: جعلني الله فداك يا رسول الله وكيف أحبه لأمي؟
    قال:(كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لأبنتك؟).
    قال: جعلني الله فداك يا رسول الله وكيف أحبه لابنتي؟
    قال:(وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، أتحبه لأختك؟).
    وزاد ابن عوف انه ذكر العمة والخالة وهو يقول في كل واحدة: لا، جعلني الله فداك.

    وما أن انتهى من الكلام حتى وضع رسول الله (ص) يده الشريفة على صدر الشاب وقال:(اللهم طهر قلبه، واغفر ذنبه، وحصن فرجه). فلم يكن شيء ابغض إليه منه ـ يعني الزناـ.

    عبيد بن عمير يرد امرأة
    معجبة بنفسها إلى الله تعالى..
    كانت امرأة جميلة بمكة وكان لها زوج، فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة، فقالت لزوجها: أترى أحدا يرى هذا الوجه لا يفتن به؟
    قال: نعم.
    قالت:من؟
    قال: عبيد بن عمير.
    قالت: فائذن لي فيه فلافتننه.
    قال: قد أذنت لك.
    قال: فأتته كالمستفتية فخلا بها في ناحية المسجد الحرام.
    قال: فأسفرت عن مثل فلقة القمر، فقال لها: قولي يا امة الله.
    قالت: إني قد فتنت بك فانظر في أمري؟
    قال:إني سائلك عن شيء فان أنت صدقتني نظرت في أمرك.
    قالت: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك.
    قال: اخبريني لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟
    قالت:اللهم لا.
    قال: صدقت، قال: فلو دخلت قبرك وأجلست للمساءلة أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟
    قالت:اللهم لا.
    قال:صدقت، قال: فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين اتاخذين كتابك بيمينك أم بشمالك، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟
    قالت:اللهم لا.
    قال: صدقت. قال: فلو جيىء بالموازين وجيىء بك ولا تدرين تخفين أم تثقلين، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟
    قالت: اللهم لا.
    قال: صدقت، قال: فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟
    قالت:اللهم لا.
    قال: صدقت، قال: اتق الله يا امة الله فقد انعم الله عليك وأحسن إليك.
    قال: فرجعت إلى زوجها فقال: ما صنعت؟
    قالت: أنت بطال ونحن بطالون. فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة.
    قال: فكان زوجها يقول: مالي ولعبيد بن عمير افسد علي امرأتي، كانت في كل ليلة عروسا فصيرها راهبة.

    أحبتي الكرام
    (أن الإيمان بالله تعالى يحول المر حلوا، والتراب تبرا، والكدر صفاء، والألم شفاء، والسجن روضة، والسقم نعمة، والقهر رحمة، وهو الذي يلين الحديد، ويذيب الحجر، ويبعث الميت، وينفخ في الحياة).
    نعم هكذا يفعل الإيمان وأكثر من هذا، فالمؤمنون في أنس بالله تعالى وسعادة ما بعدها من سعادة، فهم جند الله، وفي رعايته، وهو معهم، أينما كانوا، فهل يوجد في الدنيا اسعد من هؤلاء؟ كلا..
    ذاقوا طعم الإيمان، وحلاوة، وثماره، وشعروا بهذه السعادة، فقال احدهم: إننا نعيش في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف.
    حتى أن احدهم قال وهو بين أصحابه: رأيت الجنة والنار حقيقة، قيل له: وكيف رايتهما وأنت في الدنيا؟ قال: رآهما رسول الله (ص) فرايتهما بعينيه، ورؤيتي لهما بعيني رسول الله (ص) آثر عندي من رؤيتهما بعيني، فان بصري قد يزيغ عند رؤيتهما أو يطغى، أما بصر رسول الله فما زاغ ولا طغى.

    إياكم أن تربطوا الحق بشخصي
    للعلماء وللدعاة في كل عصر مواقف نتعلم منها العبر والعظات والدروس والعظام، وما أحوج الأمة لهذه الواقف في هذا العصر.
    معنا موقف من مواقف عالم عصره ومرشده الشيخ (سعيد النورسي) الملقب ب(بديع الزمان) رحمه الله.
    هذا الموقف يتلخص انه حين أحس مرة أن من بين طلابه من يذهب في تقديسه وتعظيمه حدا عظيما، ويربط معالم الحق بشخصه الفاني، قال لهم موصيا وموجها وناصحا:
    (إياكم أن تربطوا الحق الذي ادعوكم إليه بشخصي الفاني، ولكن عليكم أن تبادروا فتربطوه بينبوعه الأقدس: كتاب الله وسنه نبيه (ص)، ولتعلموا أنني لست أكثر من دلال على بضاعة الرحمن جل جلاله، ولتعلموا أنني غير معصوم، قد يفرط مني ذنب أو يبدو مني انحراف، فيتشوه مظهر الحق الذي ربطتموه بي بذلك الذنب أو الانحراف، وارتكاب الآثام، أو صارفا لهم عن الحق بما شوهه واختلط به من انحرافي وآثامي).

    اتقوا دعوة المظلوم
    اشتكت أروى بنت أويس إلى مروان بن الحكم أمير المدينة أيام معاوية بن أبي سفيان على سعيد بن زيد الذي بشره الله بالجنة، وكان مجاب الدعوة.
    وقلت: انه ظلمني ارضي.
    فأرسل إليه مروان.
    فقال سعيد: أتروني ظلمتها؟ وقد سمعت رسول الله (ص) يقول: (من ظلم شبرا من ارض طوقه الله يوم القيامة من سبع ارضين). اللهم إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها وتجعل قبرها في بئرها.
    ومرة الأيام، فلم تمت حتى ذهب بصرها، وبينما كانت تمشي في دارها وقعت في بئرها فكانت قبرها.

    كلمات مفتاحية  :
    تعال نؤمن

    تعليقات الزوار ()