بتـــــاريخ : 2/21/2009 3:39:19 PM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1307 0


    السباق نحو الجنان -كيف تجعل قلبك أسرع القلوب

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : خالد أبو شادي | المصدر : www.qudwa1.com

    كلمات مفتاحية  :
    استراحه القراء السباق

    مفاهيم سباقية
    السبق لغة
    ((القدمة فى الجرى وفى كل شيء تقول له كل أمر سبقة وسابقة، وسبق وفى الحديث: ((أنا سابق العرب {يعنى إلى الإسلام }، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبشة، وسلمان سابق الفرس وقولة (ثم أورثنا الكتاب الدين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق وكرما ))
    ومرادنا بالسباق:
    تسابق الخلق في أعمال الخير والطاعات سواء كانت هذه الأعمال من جنس:
    أ- العبادات: كالصلاة والصيام وقراءة القرآن.
    ب- المعاملات: كصلة الرحم وبر الوالدين والإحسان الى الجار ورعاية الأيتام.
    ج- الأخلاق: كالصدق والأمانة والوفاء والعدل والعفو والكرم.
    د- العادات: كطلب العلم والسعى على الرزق والنكاح إذا صاحب هذه الأعمال نية صالحة.

    ثانياً: حكم السباق
    حث الله كل مسلم ومسلمة على خوض هذا السباق فقال: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الحديد: 21]، وقال: {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26]،وقال: {السابقون السابقون أولئك المقربون}[الواقعة:1،11].
    وقد حفلت أحاديث النبي بنماذج عديدة من شحذ الهمم واستحشائها للتنافس في الخيرات، ومن ذلك حثه  على التنافس في تلاوة وحفظ القرآن في قوله: « يقال لصاحب القرآن اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها»
    وحثه على الصلاة في الصف الأول في قوله: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا الا أن يستهموا عليه لاستهموا)

    ثالثاً: جوائز السباق
    وسباقنا هذا يتم توزيع الجوائز فيه على الفائز الأول وهو من يدخل الجنة بغير حساب عن أبى امامة عنه قال :سمعت رسول الله يقول (وعدنى ربى أن يدخل الجنة من امتى سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألفاً وثلاث حثيات من حثيات ربى ).
    ففي غرة من يدخلون الجنة بعير حساب :70 ألفاً، هؤلاء هم الذين حجز مقعده معهم عكاشة بن محصن السدى لما سمع هذه البشرى قال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال (اللهم اجعله منهم )

    الفائز الثاني: ان يحاسب حسابا يسيرا ،أو هو العرض كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن عائشة  قالت: قال رسول الله: ((من حوسب يوم القيامة عذب ،قالت عائشة: أو ليس يقول الله {فسوف يحاسب حساباً يسيرا} قال ليس ذلك بالحساب إنما ذلك العرض ))

    قبل الانطلاق
    أولاً: اضبط ساعتك
    قبل أن نبدأ السباق على كل متسابق أن يضبط ساعته، وان
    يحرص على وقته، فالدقيقة في هذا السباق لها ثمن بل الثانية، فكل لحظة نعيشها هي أمل في الفرز، وربما خسرت السباق بفارق ثانية واحدة فلا تضيعها فتندم يوم لا ينفع الندم:{ وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ}[إبراهيم:44]


    الوقت هو الحياة
    بلع حرص السلف على اوقاتهم مبلغا عجيبا ،وكانوا اعرف الناس بقيمتها، وكانوا يقولون: من علامات المقت إضاعة الوقت، ويقولون:الوقت سيف ان لم تقطعه قطعك، وكانوا يحاولون دائما الترقى من حال إلى حال أحسن منها بحيث يكون يومه احدهم أفضل من أمسه
    وغده أفضل من يومه، ويقولون في هذا: (من كان يومه مثل أمسه فهو مغبون ، ومن كان يومه شرا من أمسه فهو ملعون، ومن لم يتعاهد النقصان من نفسه فهو في نقصان فالموت خير له)
    نماذج مدهشة
    كان كان أبو بكر بن عياش يقول: من احدهم درهم لظل يقول: إنا لله ذهب درهمي، وهو يذهب عمره ولا يقول: ذهب عمري، وقد كان لله أقوام يبادرون الأوقات، ويحفظون الساعات، ويلازمونها بالطاعات)
    قال الخطيب البغدادى: سمعت على بن عبيدالله بن عبد الغفار اللغوى يحكى أن محمد ابن جرير الطبري المتوفى منذ310هـ عن ثلاث وثمانين سنة مكث أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة.

    ثانيا: السير سير القلب
    ليس الاعتبار فى سباقنا بكم أعمال البر فحسب ، وإنما الاعتبار بلين القلوب وتقواها وتطهيرها من الآثام، سير الدنيا يقطع بسير، الأبدان، وسير الآخرة يقطع بسير القلوب.

    حديث للحفظ
    لأهمية سير القلب وضع لنا النبي  هذا العنوان وقال: (وأحدثكم حديثاً فاحفظوه: إنما الدنيا لأربع: عبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية يقول: لولى مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيتهن، فأجرهما سواء،....)

    ثالثاً: أبواب الخير مفتوحة
    سبحان من تفضل على هذه الأمة ومنحها على يد نبيها نبى الرحمة أبواب الفضائل الجمة، فما من عمل عظيم يقوم بة قوم ويعجز عنه آخرون إلا وجعل الله لهم عملا يساويها و يفضل عليه، فلا يبقى لمتخلف عذر.
    اخى المتسابق: رحمة الله واسعة وأبواب الخير كثيرة، إذا وجدت احد البواب مغلقاً فقد فتح لك أبواباً، وإذا ضاقت بك سبيل وسعتك سبل، فافتح هذه الأبواب وواصل السير وأنت تردد: باسم الله ولجنا) حتى تصل، ففي نهاية هذه الأبواب {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة:72].

    رابعاً: لا تكن شعبانياً
    سئل الشبلي: ايهما أفضل رجب أم شعبان؟ فقال :كن ربانيا ولا تكن شعبانيا)، يقرع بها أسماع من عبد الله على حرف فعرفه فى شعبان ونساه طوال العام، وسالت دموعه في رمضان وقحطت في غير رمضان.
    لما قيل لبشر بن الحارث الحافى: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون فقال: بئس القوم لا يعرفون الله حقاً إلا فى شهر رمضان: ويضع النقاط على الحروف فيقول: إن الصالح الذي يعبد ويجتهد السنة كلها كل وقت تقضيه في غير طاعة مولاك فقد خسرته، وكل ساعة تغفل عن ذكر الله تكون عليك حسرة يوم القامة، فوا أسفاه على زمان انقضى في غير طاعته، وواحسرتاه على قلب عاش فى غير خدمته.
    واليك القول على لسان ابن رجب الحبلى:

    رسوم الاشتراك
    أولاً: قلب لا يعرف القضبان
    هذه أول شروطنا وأهمها، فلابد للقلب الذي يشترك في سباقنا أن يكون حرا طليقا، ولا يعرف اسر المادة أو قضبان الشهوة، أما القلب المحبوس خلف الأسوار فأنى له أن يقوم وهو مكبل، وأنى له أن يتسابق وهو مقيد، فالسباق والأسر لا يجتمعان فمن كان قلبه أسير الشى ء من الدنيا قيده الحركة ومنعه من الانطلاق لإحراز الغاية وبلوغ خط النهاية، سواء كان الآسر تجارة أو امرأة أو لهوا أو منصبا، والعاقل ينظر إلى حقيقة الأشياء وجوهرها لا إلى مظهرها.

    ثانيا:قلب لا يصاد بالطعم
    (أ) قلب شعاره اليقظة:
    ولكن ماهى اليقظة:
    اليقظة: ( هى انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقد الغافلين ولله ما انفع هذه الروعة وما أعظم قدرها وخطرها وما اشد أعانتها على السلوك ،ف من أحس بها فقد أحس والله بالفلاح، وإلا فهو في سكرات الغفلة) ما ان نزلت اليقظة فى قلب المتسابق حتى لقيت الغفلة) جاثمة فيه، وقبل طردها قالت لها: سلام على اللذات واللهو والصبا سلام قدوم

    (ب) قلب عدوه الغفلة:
    غفلة مضحكة
    هذه الغفلة دفعت أبا الدرداء إلى الضحك قائلا: اضحكني ثلاث: مؤمل دنيا والموت يطلبه، وغافل ليس مغفولاً عنه، وضاحك مل ء فيه قائلا: لا يدرى رضي الله عنه إن سخط وسرعان ما يتحول الضحك إلى تحذير حين رأى رجلا يضحك ملء فيه قائلا: كيف بك إذا حفر لك من الأرض أربعة اذرع ، فلم يضحك الرجل بعدها قط.
    ومن نفس المشكاة قبس معروف الكرخي، جلس إلى جماعة، فاغتاب رجل منهم آخر، فأيقظه معروف قائلا له: يا هذا اذكر يوم يوضع القطن على عينيك.

    (ج) قلب دائب العمل:
    فإذا تيقظ القلب وأفاق من غفلته، صار مضغة صالحة تصدر أوامرها إلى الأعضاء فيصلح الحسد كما صلح القلب من قبل: ومن بعد العلم ياتى العمل لان زكاة العلم به ولان:


    العلم يهتف بالعمل فان حل وإلا ارتحل
    اخى المتسابق: هذا علمك قد علمته، وهذا فهمك قد رشدته، فأين البقية! حضر داود الطائي مجلس علم لابي حنيفة فالتفت إليه أبو حنيفة فقال: يا أبا سليمان، أما الأداة فقد أحكمناها، قال داود: فاى شيء بقى، قال: ((بقى العمل بهذا العلم يا ابا سليمان)) .

    واعلم أن علما لا عمل بعده هو محض هراء وكذب على الله
    - كذب على الله: ادعاء الإيمان دون ان تفضحك علاماته من دموع المخبتين وتسبيح القائمين، وانين المذنبين.
    - كذب على الله: زعم رسوخ في القلب، وأنت تضيع سنته: وتفرط فى ميراثه، وتسلك غير طريقه، وتنام والخطيب يخطب على منبره.
    - كذب على الله: أن تكتب في شهادة، ميلادك ووفاتك الديانة: مسلم ، ثم أنت بين ميلادك ووفاتك لا تحمل من الإسلام سوى اسمه ولا من الكتاب سوى رسمه.


    سراب الامانى
    قلة العمل مع المعرفة إذا صاحبها تطلع إلى أعلى المقامات هي ركض نجو السراب، بل عدها معروف الكرخي غرورا وحمقا وذنبا من الذنوب فقال: ((طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وارتجاء الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور، وارتجاء رحمة من لا يطاع جهل وحمق))

    (د) قلب يحدوه التطلع
    المتسابق الذي حقق هذه الصفة في نفسه جسده في الدنيا، لكن قلبه يحلق في آفاق الآخرة يهيم في عشق الحور العين، يحلم بأنهار من لبن وعسل وخمر لذة للشاربين ، هذه هي حياته، فإذا جاءه الموت كان بوابته التي يعبر بها إلى ما كان يحلم به ويتمناه ، وكان الفوز واى فوز، فينشد معلناً: فزت ورب الكعبة.
    صدح بها حرام بن ملحان فما فهمها المشركون، ذلك انهم ما ذاقوا...وذاق ، وما عرفوا ..وعرف.

    ثالثاً:ً قلب دائم الثار
    والصفة الثالثة أن يكون قوياً، دائم الثأر من شيطانه، فإذا غافله شيطان في غلبة شهوة فغلبه، أو ورود هوى فهوى، جد ولمح نور قوله تعالى {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ} [هود:114]، فسار على ضوئه، وطرد عدوه وأضناه
    لكن كيف يتم ذلك؟
    اعلم انه ما من احد منا إلا ومعه ملك وشيطان، فإذا عمل احدنا بطاعة الله ابتدره وطرد عنه الشيطان فلا يتولاه الا الملك، ولا يدله إلا على خير، وهذا هو فهم أحد سلفنا الصالح حيث يقول: إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها قال تعالى: { وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} [مريم:76]

    رابعاً: قلب لا يعرف التثاؤب
    والصفة الرابع والأخيرة هي عدم معرفة هذا القلب للتثاؤب، وهكذا كان النبي  حيث أنه لم يتثاءب قط، وفي هذا ايماءة لطيفة الى ماكان عليه من عزيمة صادقة وإرادة نافذة، كيف لا وهو غرة أولى العزم من الرسل.
    وما علينا بعد أن عرفنا ديدنه إلا أن نسلك طريقة، بذلك أمرنا ربنا فقال: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } [الحشر:7]، فإن خالفنا النهج وحدنا عن الطريق ورغنا روغان الثعالب كان الوعيد: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

    كيف تجعل قلبك أسرع القلوب؟
    أولاً: ان تفئ الى واحات الإيمان
    هذه الواحات لا توجد في الصخارى القاحلة، بل مكانها تلك النفوس التي تحولت الى صحارى لجفافها بسبب ما أصابها من حرارة شمس المادية الجارقة، وحب الدنيا الطاغي فجاءت هذه الواحات لترطب القلووب المتسابقة، وتمدها بأسباب البقاء والنقاء، فليست استراحات نوم انما استراحات عون يحمل فيها القلب زاده الذي يسير به الى الله، ذلك الزاد الذي بفقده يموت القلب فيخسر السباق، ويتخلف عن الركب ركب عكاسة وأشباه عكاشة، فلا تمر على الأسطر مرور النيام، ولكن حلق بقلبك فوق كل واحة، وتزود منها ثم انطلق الى الواحة التي تليها.

    الواحة الأولى:
    ذكر الموت:
    سألنا متسابق بقال: لماذا اخترتم واحة ذكر الموت لتكون أول واحة يأوى اليها المتسابقون؟
    فأجبناه وقلنا: لأن الرسول كذا فعل، وتحن لا قدوة لنا غيره، ولا أسوة لنا سواه، واسمع معنا ما رواه سهل بن سعد الساعدى، قال سهل: ((مات رجل من أصحاب النبي  فجعل أصحاب الرسول  يثنون عليه ويذكرون من عبادته، ورسول الله ساكت، فلما سكتوا قال: هل كان يكثر ذكر الموت؟ قالوا: لا. قال: فهل كان يدع كثيراً مما يشتهى؟ قالوا: لا. قال: مابلغ صاحبكم كثيراً مما تذهبون اليه)).

    وسائل ذكر الموت
    - الوسيلة الأولى: زيارة القبور ودفن الموتى
    - الوسيلة الثانية: مشاهدة المحتضرين
    - الوسيلة الثالثة: طريقة أبي إسحاق
    وتختلف أساليب التذكير بالموت من متسابق لآخر، فان شئت أخذت بطريقة أبي إسحاق الجبنياني حيث وجد بعد موته رقعة تحت حصيرة مكتوبة بخطه: ((رجل وقف له هاتف قال له: أحسن عملك، فقد دنا أجلك)) قال ولده عبدالرحمن: إذا كان قصر في العمل أخرج الرقعة فنظر فيها ورجع الى جده.
    مازال يلهج بالرحيل وذكره حتى أناخ ببابه الجمال
    فأصابه مستيقظاً ومشـمراً ذا أهبة لم تلهه الآمال
    - الوسيلة الرابعة: وصية الإمام
    وان شئت أخذت بوصية الإمام الشهيد حسن البنا حيث خطب يوماً، وكان يتحدث عن الآخرة فقال: ((ليذكر كل منكم ميتاً عزيزاً عليه، وليسأل نفسه: ترى ألن نلتقى مرة اخرى؟! وسيجد الحواب في أعمالقها: بلى سنلتقى، وذلك هو برهان الآخرة))، وأنعم بها من وصية يا إمام.

    الواحة الثانية:
    الخوف من الله
    حمداً لله على السلامة .. وصلنا الواحة الثانية وهي واة كثيفة الأشجار كثيرة الخيرات فتزود منها ما استطعت.
    أيها المتسابق الكريم: أعلم أن كل واحد إذا خفت منه هربت منه إلا الله فإنك إذا خفت منه هربت إليه فهو المخوف والمرجئ، فالخائف من الله هرب من ربه الى ربه { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}[الذاريات:50]

    فضل واحة الخوف
    علم الأفذاذ فضل هذه الواحة وبركة ثمارها فاستزادوا منها ونهلوا من معينها، فزاد حزنهم وهطلت دموعهم وسالت أودية بقدرها، حتى جاءهم البشير: ((وعزتى لا اجمع لعبدي أمنين ولا خوفين إن أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي، وان هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي))، وتتوالى الأعطيات الربانية والمنح الإلهية يسوقها لنا رسول الله  فيقول: ((لا يلج النار أحد بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع))

    خوف مزيف
    لكن خوفاً لا يتبعه عمل، وحسرة لا تولد حركة، لهو خوف مزيف وحسرة كاذبة وحجة على صاحبها لا حجة له.
    فاعلم- حفظك الله- أن هذا خوف من:
    (1) سوء الخاتمة:
    عن سهل بن سعد عن النبي قال: ((ان العبد ليعمل عمل أهل النار وانه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وانه من أهل النار، وانما الأعمال بالخواتيم)) ولذلك كان أكثر دعاء النبي : (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).

    هكذا خاف السلف
    كان سفيان الثوري- رحمه الله- يشتد قلقه من خاتمته، وما سبق من علم الله تعالى، فيبكي ويجزع، فقيل له: ((يا أبا عبدالله عليك بالرجاء فان عفوالله أعظم من ذنوبك، فقال: أو على ذنوبي أبكي؟ لو علمت أني أموت على التوحيد لم أبال أن ألقى الله تعالى بأمثال الجبال من الخطايا))، وقال ذات مرة: ((ما أمن أحد على دينه إلا سلبه))

    (2) الخوف من عاقبة المعصية:
    فالمعصية الواحدة قد يغفرثا الله لك كما يملك أن يعذبك بها فاسمع: ((يا مغرور بالأماني: لعن إبليس وأهبط من منزل العز بترك سجدة واحدة أمر بها، وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها، وحجب القاتل عنها (اي: الجنة) بعد أن رآها عيانا بملء كف من دم، وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بايلاج قدر الأنملة فيما لا يحل له ، وأمر بايساع الظهر سياطا(أي: بالجد) بكلمة قذف أو بقطرة من مسكر، وأبان عضواً من أعضائه بثلاثة دراهم، فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معاصيه {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}[الشمس:15]

    الخوف من عدم القبول:
    فعن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: (سألت رسول الله عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}[المؤمنون:60]، قالت يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يتقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات

    (4)الخوف من الاستدراج:
    قال النبي  : (إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيم على معاصيه فانما ذلك منه استدراج)

    الواحة الثالثة:
    حسرة أهل الجنة
    عنواان عجيب، فكيف يتحسر من فاز؟ أليس قد نال مراده؟ وبلغ ما أمل، لكن النبي  قال: (ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها)
    عجيب أمركم أهل الجنان: تتحسرون لا لأنكم عصيتم الله في الدنيا، بل لأنكم تركتم فيها ساعة فلم تملأ بذكر الله، بينما يبكي غيركم لفوات لذته، ويتحسر لفاق شهواته، فشتان بين الفريقين.

    العاشق الأول:
    كان عبدالله بن عمر يصلي على الجنازة ثم ينصرف فلما مر بواحتنا فلما سمع حديث النبي : ((من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً، وكان معها حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن، فإنه يرجع بقيراط من الأجر))

    العاشق الثاني:
    هو أحد الذين قال تعالى عنهم: {وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ}[التوبة:92].

    العاشق الثالث:
    يرى عمله يقصر به عن الجنة ما لم يطعم يظمأ الهواجر، وقيام ليالي الشتاء فلما حضرته المنية بكى حسرة إذ حيل بينه وبين راحته وراحته في الظمأ والقيام!! ذلك هو عامر بن عبد قيس لما سئل عند احتضاره؟ ما يبكيك؟ قال: (ما ابكي جزعاً من الموت، ولا حرصاً على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وعلى قيام ليالي الشتاء))

    الواحة الرابعة:
    خمسية الصحابة
    هذه واحة مباركة تنبت خمسة أنواع من الزاد لا نوعاً واحداً، وكفى بها أنها الواحة التي أوى إليها صحابة رسول الله  خير قرون هذه الأمة، فلنشرب من نفس المعين، ولننهل من نفس ما نهلوا منه.
    هذه الأنواع الخمسة نقلها لنا الإمام الأوزاعي وهي: ((لزوم الجماعة، وإتباع السنة، وعمارة المسجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله)).



    ثانياً: أن تعرف عقبات الطريق
    لكن الشيطان يغطيه ويحنقه أن يقتر المتسابقون من خط النهاية، ويبقى في النار وحيداً فينصب الكمائن، ويضع العقبات يبغى بذلك عرقلة متسابق فذ، أو حر تسبقه خطواته إلى الحنان، فيجتمع من هذا وذاك جمهور الذي يخطب فيه يوم القيامة خطبته الجهنمية التي جاء فيها: (إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي) (ابراهيم: 22).
    العقبة الأولى:
    طول الأمل
    عقبة كؤود يسقط على أثرها الكثيرون من أجل ذ1لك فحبنا في الله يدفعنا دفعاً إلى أن يهز أحدنا أخاه إذا أحس منه غفلة، أو لمس منه أملا بعيداً يصرفه عن الطاعات ويصيح فيه:
    أفق من سباتك قبل أن ينادى فيك بالرحيل.
    وكما يسال أهل الدنيا إخوانهم عن الصحة والعيال فإن أهل الآخرة بعد السؤال عما سال عنه إخوان الدنيا يسألون عن الآخرة والمآل، كما كتب هذا المتسابق إلى أخيه في رسالة جاء فيها:
    أخي الحبيب...
    فإن الدنيا حلم، والآخرة يقظة،
    والمتوسط بينها الموت ونحن في أضغاث أحلام.
    والسلام
    أعارض المرض:
    أشبابه ودواؤه:
    شخص أطباء القلوب هذا المرض وعزوه إلى:
    (1) السبب الأول الجهل:

    العقبة الثانية:
    حواء القلب
    من أخطر العقبات وأشدها لأن القلب (أصل الكل، إن أفسدته الكل، وإن أصلحته صلح الكل، إذ هو الشجرة وسائر الأعضاء أغصان، ومن الشجرة تشرب الأغصان وتصلح وتفسد، وإنه الملك وسائر الأعضاء تبع وأركان، وإذا صلح الملك صلحت الرعية وإذا فسد فسدت، فإذا صلاح العين واللسان والبطن وغيره دليل على صلاح القلب وعمرانه، وإذا رأيت فيها خللاً وفساداً فاعلم أن ذلك من خلل في القلب وفساد وقع ثم، بل الفساد في أكثر، فاصرف عنايتك إليه فأصلحه يصلح الكل بمرة وتستريح).
    العقبة الثالثة:
    العوائق السبعة
    وقد فصلها لنا خير الخلق وأكرمهم على الله فروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو حرصاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر).
    لا تيأس
    إن كان قد اعتراك فتور سببه لك الطريق، أو يأس من الوصول مرده كثرة العقبات أوصيناك وقلنا:
    لا تستوحش لقلة السالكين ولا تغتر بكثرة الهالكين.
    كان عبد الله بن المبارك عالم زمانه وأمير الأتقياء في وقته، وكان إذا أقام في بدله يكثر الجلوس في بيته فقيل له: ألا تستوحش؟ قال: (كيف أستوحش وأنا مع النبي  وأصحابه، ولما قيل له: إذا أنت صليت لم لا تجلس معنا؟ قال: (أجلس مع الصحابة والتابعين أنظر في كتبهم وآثارهم فما اصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس).

    العقبة الرابعة:
    اتباع الهوى
    عرف ابن الحوزي الهوى فقال: (الهوى منا الطبع إلى..... قد خلق في الإنسان لضرورة بقائه، فإنه لولا ميله إلى المطعم من أكل، وإلى المشرب ما شرب، وإلى المنكح ما نكح، وكذلك كل ما يشتهيه، فالهوى مستجلب له ما يفي، كما أن الغضب دافع عنه ما يؤذى، فلا يصلح ذم الهوى على الإطلاق، وإنما يذم المفرط من ذلك، وهو ما يزيد على جلب المصالح ودفع المضار).
    أغلال الهوى
    والهوى أسر هكذا فهمه الأحرار، ومع ذلك يقع الناس في مرة بعد اخرى، لكن الأحرار يأبون الذل، ويرفضون الضيم فيكسرون هذا القيد، ويقيدون أنفسهم بقيد يمنع الانفلات إلى الهوى وهو ليس بقيد، إنما هو مخض ارتباك بالله وأمره ونهيه، أمران لا ثالث لهما إذن: ارتباط بالله أو تعلق بالشهوات.
    والقلب ما لم يكن بالله مرتبطاً فإنما هو بالأهواء جواب

    رب جرح كان في مقتل
    ومضار الهوى كثيرة، منها أنه:
    * يصد عن الحق:
    *ينتكس بالفطرة:
    * يفسد العقل:
    * يؤدي إلى تراكم العيوب:

    ثالثاَ: أن تنفذ الوصايا العشر
    هذه عشر وصايا ما من متسابق عمل بهن إلا حاز شرف القرب، وذاق حلاوة الوصل، وأوشك على إدراك خط النهاية، أما من ضيعهن استخفافاً بهن أو انشغالاً عنهن فقد فاته خير النعم، وعانى زلل القدم، وبات يتقلب على فراش الحسرة والندم.
    قد لا يستغرق قراءة كل وصية غير دقيقة واحدة لكلن تعويد النفس على تنفيذ هذه الوصايا يستغرق اكثر من ذلك بكثير، فاستعن بالله فهو نعم المعين وعليه الاعتماد والتكلان.

    (1) أبداً بالأساس:
    ونقصد بالأساس الفرائض، وبنيان بلا أساس كجيش بلا حراس، وجسد بغير رأس، فهي أحب الأعمال إلى الله حيث يقول النبي  في الحديث الذي يرويه عن رب العزة: (وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه)، وقد كانت آخر كلمات يلهج بها أبو بكر الصديق قبل موته حيث قال: (أن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة).

    (2) القليل الدائم:
    قالت عائشة تصف حال رسول الله  :(كان أحب العمل إليه ما دووم عليه وإن قل).
    ويوضح المناوي السبب في ذلك فيقول:(لأن النفس تألفه فيدوم بسببه الإقبال على الحق، ولأن تارك العمل بعد الشروع كالمعرض بعد الوصول، ولأن المواظب ملازم للخدمة، وليس من لازم الباب كمن جد ثم انقطع عن الأعتاب).

    (3) انس نفسك:
    ولسنا نعنى بذلك إهمالها وترك تهذبيها، ولكننا نعنى باباًَ من أبواب الخير الوفير غفل عنه أكثر المتسابقين، فانصرفوا إلى طاعات لا يتعدى نفعها أنفسهم كقيام الليل وصيام التكوع وغيرهما من النوافل، تاركين خلف ظهورهم طاعات يتعدى نفعها النفس إلى الغير، مع أنها قد تكون أوفر أجراً وأعظم ربحاً وأثقل في ميزان الله، بل قد تصل إلى درجة فروض الأعيان، وانظر معي في هذا الحديث وتأمل فيما تحته خط:
    قال النبي : (ومن أبواب الصدقة التكبير، وسبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وأستغفر الله، ويأمر المعروف، وينهي عن المنكر، ويعزل الشوك عن طريق الناس، والعظم والحجر، وتهدى الأعمى، وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه، وتدل المستدل على حاجة لة قد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف، كل ذلك من أبواب الصدقة منط على نفسك).

    (4) الاستثمار الرابح:
    قال  : (سبع يجرى للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علماً، أو أجرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورض مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته).

    (5) تنويع فنون الحسنات:
    ذلك أن النفس ملولة لا تحب لوناً واحداً، بل تميل إلى التغيير وتضجر من الرتابة، من أجل هذا وجب التنويع مع حفظ الفرائض وعدم تضييعها بالطبع واذكر إن نسيت الوصية رقن(1).

    (6) الدال على الخير كفاعلة:
    وصية عظيمة إن عملت بها حزت قصد السبق، علم منْ دعوته بما قلت أم لم يعمل، لأن الأجرة تعطى على الدعوة لا على الثمرة.

    (7) سبق درهم مائة ألف درهم:
    ويبين النبي  السر في ذلك فيقول: (رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به، ورجل له مال فأخذ من عرضه مائة ألف فتصدق بها).

    (8) فرصة للتعويض:
    قال النبي  : (من نام عن حزبه، أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل).

    (9) احذر النسّافات:
    أي التي تنسف العمل وتبعثر الأجر، والمحصلة عناء بغير جزاء وتعب بغير ثواب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباء منثوراً، أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها).

    (10) بين الشرةّ والفترة:
    في سفرتك الإيمانية، وجدك واجتهاد قد تتعب أو تمل، فتفتر همتك، وتبرد حميتك، فهل تتوقف وتنسحب من السباق؟ أم ماذا تفعل؟
    في البداية لابد أن تعلم ان هذا أمر طبيعية يرجع إلى طبيعة النفس البشرية، وقد أخبرنا النبي  بهذه الحقيقة: (إن لكل عمل شرةّ، ولكل شرةَّ فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك).

    رابعاً: أن تعرف أي العمل أفضل؟
    إن معيار أفضلية الأعمال محدد بأربعة أمور رئيسة:

    (1) مراعاة الأزمان:
    فأفضل الأعمال في رمضان القيام لقول النبي  : (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، والجود لأن النبي  (كان أجود ما يكون في رمضان)، فإذا دخلت العشر الأواخر فأفضل الأعمال إلى الله الاعتكاف وعدم الخروج من المسجد، فإذا أقبلت العشر الأولى من ذي الحجة كان أفضل العمل إلى الله هو العمل الصالح ويسبق الجهاد لقوله  : (إلا رجلاً خرج بماله وبنفسه فلم يرجع فيهما بشيء)، وأفضل الأعمال في شهر الله المحرم وشعبان الصيام لقوله  : (وأفضل الصيام بعد شهر رمضان سهر الله المحرم)، وقول عائشة – رضي الله عنها:- (ما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان).

    (2) مراعاة الأماكن.
    فمن الأماكن ما يكون العمل فيه أفضل من غيره، كالصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة فيما سواء، والصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة فيما سواء، والصلاة في المسجد النبوي تعدل ألف صلاة فيما سواء، والصلاة في المسجد الأقصى تعدل خمسمائة صلاة فيما سواء.

    (3) مراعاة جنس العبادات:
    جنس الصلاة أفضل من جنس قراءة القرآن، وجنس قراءة القرآن أفضل من جنس الذكر، وجنس الذكر أفضل من جنس الدعاء، وجنس الجهاد أفضل من جنس أعمال الحج، بل بين أفراد الجنس الواحد:
    فمثلاً (أفضل الصوم صوم صوم داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً)، و (أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح)، و (أفضل الشهداء من سفك دمه وعقر جواده) و (أفضل الذكر لا غله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله)، و (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر).

    (4) مراعاة الأحوال:
    قال الرسول : (إذا ضحك الله من العبد فلا حساب عليه)، ثم أخير عن صفات من يضحك من يضحك الله غليهم فقال: (ثلاثة يحبهم الله ويضحك الله غليهم ويستبشر بهم: .....، والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقلو: يذر شهوته ويذكرني ولو شاء لرقد، والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا صم هجعوا فقام من السحر في ضراء وسراء).
    ينبغي الليلة أن لا تنام
    قال رجل لابن الجوزي: ما قمت البارحة من شوقي إلى مجلسك، قال: (لأنك تريد الفرجة، وإنما ينبغي الليلة أن لا تنام)، صدق والله فإن نام الرجل وغرق في غلفته بعد ما سمع كانت كلمات ابن الجوزي حجة عليه يوم القيامة، وهكذا كلماتنا من نفس النوع.
    فأقرا...
    وتدبرّ...
    واعمل....
    تم بحمد الله

    كلمات مفتاحية  :
    استراحه القراء السباق

    تعليقات الزوار ()