بتـــــاريخ : 2/20/2009 7:25:37 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 608 0


    الأديان إعمار- لا د مار

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جوتيارصالح آميدي | المصدر : www.qudwa1.com

    كلمات مفتاحية  :
    الأديان إعما دمار

    كانت الأديان السماوية والوضعية ولا تزال في قلب في التاريخ والمصير الإنساني وجزءا ليتجزءا من أسئلة الكينونة والوجود والعدم والحياة والموت.

    وفي نفس الوقت تم استغلال الأديان كقناع وغطاء لمنظومة من المصالح المتعددة في كل مرحلة تاريخية.
    ولقد شهد التاريخ المعاصر استخدامات عديدة للأديان على مستوى النظم السياسية الداخلية وسياساتها ومصالح النخبة الحاكمة وتحالفاتها مع رجال المؤسسة الدينية كما حدث أثناء الحرب الباردة حيث وظفت الولايات المتحدة والدول الغربية الأديان في صراعها ضد الاتحاد السوفيتي ((1))

    وبعد أحداث نسورك وواشنطن في (11)ستيمبرحيث تعرضت رموز القوة والهيبة الأمريكية إلى الوهن والإهانة وأثارت عمليات القاعدة بقيادة "اسا مة بن لادن " ظاهرة مواجهة العنف السياسي والإرهاب باسم الدين وتحت عناوين وشعارات إسلامية مقدسة لدى المسلمين قديما وحديثا كمصطلح الجهاد الذي كان دائما عنصراً فعالاً ودافعاً للمسلمين في تحرير أوطانهم وحماية ديارهم من الاحتلال والاستعمار وتم توظيف (الإسلام) الدين الذي انزله الله ليكون رحمة للبشرية، ونجد في ظله الأمان والحرية والعدالة والمساواة، وإذ ا به يحولونه إلى دين لا تجد فيه غير- فقه الإرهاب والدمار وقطع الرؤوس وقتل المدنيين من غير جناية ولا ذنب - والأسى والحزن يعتصر قلب كل إنسان مسلم خيِِِِِّرحين يجد أن كل ما يحدث يلصقونه بالإسلام ونبي الإسلام (محمد عليه السلام).
    والإسلام ونبي الإسلام منه برئ.

    وهي ظاهرة تستحق الوقوف عندها وتحليل دوافعها وأسبابها ونتائجها وآثارها العالمية ورد الفعل العربي الضعيف، كالمعتاد في التعامل مع هذه الأحداث والذي يفتقر إلى الاستنتاجات العلمية والواقعية نتيجة للفراغ السياسي والتربوي والثقافي والعلمي الذي يعانيه العالم العربي والإسلامي.

    وأصبح العالم الإسلامي في حالة حصار سياسي وإعلامي، وتم الخلط بينه وبين الجماعات الراديكالية (تعبير يطلق من الناحية السياسية على المتطرفين نحو اليسار غالبا ) من خلال مجموعة من الصور المبسطة والمختزلة والمشوهة، مما ولد اتجاهين من الخطاب السياسي والديني.
    الاتجاه الأول:- استخدام قادة تنظيم القاعدة، الدين الإسلامي في التبريرواضفاء الشرعية على عملياتها الإرهابية التي طالت الأبرياء ومست أعماق ضمير الإنساني بألم عميق.
    هذا التوظيف السياسي للدين الإسلامي من قبل هذه الجماعات وبعض السلطات السياسية والسلفيين المتشددين والأحزاب السياسية الإسلامية شكل عائقا كبيرا، للسلام والحوار في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى من العالم.

    الاتجاه الثاني:- الاتجاه الأمريكي السلبي الذي استخدم أيضا لغة الخطاب الديني وأسلوبه – الحرب الصليبية، منطق الخير والشر، الإصلاح الإجباري بمطرقة الأمريكية وسياسة الجزر والعصا، ومبدأ من ليس معنا فهو ضدنا، سياسة المصطلحات التهكمية الإعلامية ك- الإرهاب، المتطرفين.
    ووصف خصوم السيا سه الأمريكية أو مخالفيها بأوصاف تتفاوت بين العدو والخصم وغير المتعاون....الخ ((2))

    فأخذت بعض الدول العربية والإسلامية وان شئت الدقة – بعض حكام العرب – طوعاً وكرهاً – يدعمون ويؤيدون نهج وسياسة الإدارة الأمريكية - في ما سمي ب (الإصلاحات ومحاربة الإرهاب ) خوفا من وصفها بالدول الداعمة للإرهاب.

    ونتيجة لهذه الموجة الأمريكية نشرت بعض الصحف صورا كاريكاتيرية مسيئة لنبي هذه الأمة (محمد - صلى الله عليه وسلم) متجاهلة بذلك مشاعر ملايين المسلمين في العالم الأمر الذي لم يخدم سوى الجماعات الإسلامية المتطرفة والسياسة الأمريكية الامبريالية، لتزيد الفجوة في علاقات الأديان والشعوب مع بعضها.
    والخطة الأمريكية الإسرائيلية قد أصبحت واضحة للعيان أو قد اكتمل وضوحها من خلال الانحيازالامريكي الكامل لإسرائيل دون مبرر سياسي وقانوني أو أنساني يجعلها تقف هذا الموقف السلبي والمتفرج أمام جرائم إسرائيل ومجازرها وسياستها العسكرية والعدوانية بحق الشعب الفلسطيني واللبناني وتعاملها المزدوج وإستراتجيتها المستندة على لغة العنف واستخدام القوة، مما يجعل العالم مقتنعا بان الإدارة الأمريكية لا تريد للعالم سلاما ولا شبه سلام إلا السلام المزعوم الذي يحقق الأهداف الأمريكية الإسرائيلية في السيطرة على مقدرات العالم من خلال العولمة الأمريكية وتحت شعارات السلام وحقوق الإنسان وديمقراطية البلاد حتى مل َّ سمعنا منها لأننا لا نصدقها أصلا ولا نقتنع بها لأنها جاءت على لسان لم نرى ونشاهد منها غير الكذب والخداع وسيا سة المصالح الأمريكية على حساب شعوبها المغلوبة وإدامة الحكا م العبيد الظلمة على مسدة الحكم ، لحين تقرر أمريكا موت حكامها وإبادة شعوبها بعد نشر الفرقة والفساد والدمار والخراب فيها باسم الحرية والديمقراطية الجوفاء.

    في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلى قيم العدالة والرحمة والتسامح والحب والحوار ونبذ العنف والكره والعنصرية والتعصب والبغضاء, وهي القيم التي دعت إليها جميع الأديان السماوية وأعلنتها أمم المتحدة كوثيقة رسمية وقانونية لحفظ كرامة وحقوق الإنسان.

    وفي هذا المقال المتواضع دونت بعض المبادئ والآراء في تناول معالجة الشبهات والاختلاقات والافتراءات وهي بالأحرى أسس وقاعد في التعامل حول سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصحابته رضوان الله عليم جميعا بشكل خاص وتاريخ المسلمين بشكل عام وهي قواعد عامة يمكن تطبقيها على مدونات التاريخية للمسلمين وغيرهم, وهي تعتبر مرتكزات في الوصول إلى الحقائق والأحداث التاريخية وفق منهج علمي – للنقد والتصحيح – إذ لا يجوزان نجعل من الحكايات الشعبية المتعلقة بشان الرسول كأنها حقائق ودين يجب أن يُتبع ,ومن الكتاب من كتب في هذا المجال الكاتب – حامد نصرابو زيد- في كتابه الموسوم (سيرة النبوية سيرة شعبية).
    وذلك ليكون المسلم واضحا في موقفه في التعامل مع التاريخ، صلبا في إيمانه وعقيدته فلا تؤثر في نفسه هذه الشكوك والافتراءات.
    ومن ثم انتقل إلى الحلول السريعة التي تعيد الثقة والحب والفهم المشترك بين الأديان وهي إجراءات واقتراحات وتصورات لابد منها رغم صعوبة الموقف ,لتخلف المسلمين في الاحسا س الإنساني العام تجاه البشرية !! .
    ولان الحلول السريعة لاتكون دائما موفقة وإنها تحتاج إلى وقت ودعم وحركة اجتماعية وسياسية وإعلامية على كافة الصعد.
    ومن ثم موقف الإسلام من قتل المسلمين المدنيين والمسحيين.

    وأخيرا الهدف العام من المقال.
    ندعو من الله الموفقية والقبول وان يجعل هذا المقال في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وان ينتفع به القارئ ويرشدني وينصحني إلى مواطن الصحة والصواب و يدلني على الآراء والأفكار الخاطئة وكل بني ادم خطّاء ولكل مجتهد و مبذل أجره على قدر النية والإخلاص ندعو الله أن يجعلنا من المخلصين .

     

     

    آراء في السيرة وتاريخ المسلمين

    1- أن نعرض السيرة النبوية وتاريخ المسلمين على نصوص القران الكريم فما وافقه نتمسك به وما خالفه فلا نأخذ به,وفي هذا المعنى روى عنه (صلى الله عليه وسلم ) انه قال :
    ((إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فمني وما خالفه فليس مني )) ويقول ابن خلدون:(أنني لا اعتقد صحة سند ولا قول عالم صحابي يخالف ظاهر القران, وان وثقوا, رجاله, فرب راو يوثق لاغترار بظاهر حاله وهو سيئ الباطن, لو انتقدت الروايات من جهة فحوى متنها كما تنتقد من جهة سندها لقضت المتون على كثير من الأسانيد بالنقض ((3))
    2- عدم الاعتقاد أن كل ما في كتب السلف صحيح بالأخص كتب السيرة لأنها قد كتبت ود ونت بعد وفاة الرسول "محمد"عليه السلام بمائة عام أو أكثر وبعد فشت في الدولة الإسلامية دعايات سياسيه وغير سياسيه, فإذا كانت كثير من الأحاديث النبوية التي صحت موضع نقد وتمحيص العلماء فما بالك بما ورد في كتب السيرة النبوية وكيف يمكن الأخذ في السيرة بدون التدقيق العلمي.((4))
    3- الاعتماد على المنهج العقلي والعلمي في دراسة ونقد التاريخ والسيرة النبوية, وقد قال العلماء قديما:(أن من علامات الحديث الموضوع مخالفته لظاهر القران أو القواعد المقررة في الشريعة أو البرهان العقلي أو للحس والعيان وسائر اليقينيات ((5))
    4- فهم معطيات الإسلام وجهاد الرسول (صلى الله عليه وسلم) والصحابة في ضوء عصره ومجتمعه والدور الذي خاضه الرسول وقيمة توجهاته الدينية وإصلاحاته العظيمة في العصر الذي كانت تعيشه فيه العرب والأمم في ظلمات وأوضاع اجتماعية واقتصادية وسياسية متخلفة, بدءا من عبادة الأصنام والأوثان والحروب القبلية وانتهاء بأكل الميتة وإتيان الفواحش وقتل البنات ووأدهم خشية الفقر والعار....الخ لو أنصف عاقل نفسه, لاستشعر انه من الخطيئة الكبرى انكارهذا الرجل الرباني بعد ما قدم للإنسانية الشى الكثير ,وانه من الاستحقاق أن يدعى محمد عليه السلام – منقذ الإنسانية – واعتقد أن رجل مثله لو تولى زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشكلاته واحل فيه السعادة والسلام (برنادشو المسرحي العالمي الشهير) ((6))
    5- على المسلمين يثبتوا للعالم أنهم رحمة للعالمين لا نقمة, ويكونون مثالا للتسامح والرحمة والإنسانية في عقيدتهم وإسلامهم وسلوكهم, وان يتيقنوا حق اليقين أن الإسلام مع حرية الرأي والدين والاعتقاد وان يرددوا الآية الكريمة }لا إكراه في الدين {.
    حتى تمتزج حلاوة وفهم هذه الآية بدمائهم وعروقهم, ويدركوا أنه لا ديمقراطية ولا عدالة ولا سلام مع العنف والإكراه, والجهاد ليس لنشر الإسلام بل لحماية الراى الآخر وتطبيقا لمبدأ ] لا إكراه في الدين [ لأي دين أو مذهب أو عقيدة تركا أو اعتناقا و(الجهاد) لحماية التعددية داخل المجتمع الإسلامي وليس لفرض الآراء والمبادئ والأديان بالقوة المسلحة ((7))
    وهذا هو الفهم الصحيح للجهاد الذي نفقهه ونرتضيه, والواجب علينا جميعا- قبل أن نغرق وتغرق بنا سفينة المجتمع بما تكسبه أيادي المتطرفين – توعية الناس به.
    6- الفصل بين الإسلام والمسلمين أي عدم تقديس التاريخ الإسلامي "*"
    بحيث نصوب أخطاء السلف والخلف على حساب الإسلام, وليكن معلوما أن تبرئة الأشخاص لا تساوي تشويه المنهج فهذا التحريف والتبديل اخطر على الإسلام من وصف كبار الشخصيات المسلمة بالخطأ والانحراف, فالمنهج اكبر وابقي من الأشخاص وإلا فهو خطا وانحراف لا يحسب على الإسلام وعلى تاريخ الإسلام وإنما يحسب على أصحابه وحدهم ويوصف أصحابه بالوصف الذي يستحقونه من خطا وانحراف أو خروج على الإسلام, أن تاريخ الإسلام ليس هو تاريخ المسلمين, بل تاريخ الإسلام هو تاريخ التطبيق الحقيقي للإسلام في تصورات الناس وسلوكهم وفي أوضاع حياتهم ونظام مجتمعاتهم (( 8))

    وأقول أن الذين يدينون المسيحية من المسلمين بالفظائع التي ارتكبتها محاكم التفتيش مخطئون تماما, انه كان على رأس تلك المحاكم "رجال دين" من ذوي الرتب الكبيرة والذي يخرج من قراءة تاريخ تلك المحاكم, بنتيجة مؤداها إن المسيحية دين القمع والقهر والتفتيش عن سرائر القلوب ودخائل الضمير ومكنونات النفوس وإنزال أقسى صنوف العذاب على من يشك = مجرد الشك =في صدق إيمانه, من يفعل ذلك يكون قد جانب الصواب وظلم ديانة(عيسى ابن مريم)عليه السلام، اشد الظلم والصق بها ما ليس فيها وماهي بريئة منه براءة الذئب من دم يوسف تماما, وبالمثل الذي يحاكم الإسلام بأفعال جماعات العنف والإرهاب التي ترفع شعارات الإسلام ويقول عنه انه دين القتل وسفك الدماء....الخ يقع في ذات الخطأ مع أن أعضاء (الجماعات) ليسوا من علماء الدين المعتمدين أو غير المعتمدين، لان من مارسوا الاضطهاد والبطش وأوقعوا الظلم كانوا رجال دين أكابر من ذوي الدرجات العالية في سلم الاكليروس أي من الجائزان يقال عنهم أنهم يمثلون المسيحية اصدق تمثيل, وليس الأمر كذلك بالنسبة للإسلام لأنه لا أمراء"جماعات العنف والإرهاب" ولا شيخ الأزهر والزيتونة أو كبير علماء السعودية يمثل أي واحد منهم الإسلام ولا ينوب عن رسوله- محمد صلى الله عليه وسلم.
    والفظائع الإرهابية – أحيت فرية قديمة – طالما رددها المتعصبون من "الفرنجة" وهي إن الإسلام انتشر بحد السيف، وكان رد بعض أو كثير منهم في الغرب على هذه الأفعال البشعة.
    هو"ما هو وجه العجب في ذلك ؟ فهولاء هم أحفاد من نشور دينهم بالسيف والرماح !!"
    وقد قام "مستشرقون" مشهود لهم بالعلم والموضوعية والنزاهة والحياد معا بتفنيد تلك الفرية وقدموا الاد لة الدوامغ على زيفها ((9))

    يقول (مونتيه) : " لقد انشر الإسلام منذ نشأته بسرعة وقلما توجد بل لا توجد ابداً ديانات كانت تنتشر بمثل هذا الانتشار، وان ماصادفه الإسلام من أول عهده كان عظيما وباهرا،حتى تكونت آراء طائشة عن حقيقة سبب تلك الفتوحات السريعة ،التي وطدت سلطة نبي الإسلام محمد –صلى الله عليه وسلم – وإصلاحه بعيدا عن حدود بلاد العرب 000 وقد كرروا ولا يزالون يكررون حتى الآن ، إن نجاح العقيدة الإسلامية يرجع إلى العنف والى القوة و السيف ، في عهد محمد – وعهد خلفائه الأولين ،- يعني خلفائه الأربعة – ولكن هذه الفكرة قد كذبتها الوقائع،فان الفكرة لا تضع موضع الاعتبارالعناصرالمختلفة للمسائل المراد حلها والوقوف على حقيقتها "
    ويقول:- لوبون – "أن محمدا رغم ما يشاع عنه –من قبل خصومه ومخالفيه في أوربا- قد اظهر الحلم الوافر والرحابة الفسيحة إزاء أهل الذمة جميعا"
    ويقول:- متشنر- " اعتقد الغربان توسع الإسلام ما كان أن يتم لو لم يعمد المسلمون إلى السيف.ولكن 000الباحثين لم يقبلوا هذا الرأي،فا لقران صريح في تأييده لحرية العقيدة ،والدليل القوي على ذلك إن الإسلام رحب بشعوب مختلفة الأديان مادام أهلها يحسنون المعاملة ويدفعون الجزية ((10))

    أما ماحدث للصحابة من تنازع وقتال في زمن الفتنة فهو شئ وارد, فالصحابة كانوا بشرا ولم يكونوا معصومين من الخطأ إنما كانوا عدولا, لان حفظ كلام الله تعالى ونقل سنة نبيه يحتاج إلى الصدق وليس العصمة, وأما بيان أخطائهم إن حصلت من بعضهم لأجل العبرة والتحليل وبيان المواقف الصحيحة من الخاطئة مع محبتهم والترضي عنهم وتقديرهم حق قدرهم والدعاء لهم بخالص النيات وصفاء الغاية لأنه لا معصوم بعد الأنبياء والمرسلين ((11))

    علينا نحن المسلمين أن لانتهرب من الوقائع السلبية في تاريخنا وذلك لان النظر الصحيح إلى تاريخنا يفيدنا من جانبين,فهو يحررنا من عقدة الخوف من كشف الأخطاء في تاريخ المسلمين ,كما يحررنا من عقدة الخوف من كشف الصواب في تاريخ المسلمين ((12))
    7- تأليف كتب جديدة عن سيرة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)
    والرسالة النبوية بشكل تدور حول وظيفة التحريروالتنويرالانساني التي نهض بها الرسول الكريم وحقوق الإنسان والتعايش المشترك مع الآخر...الخ
    ومن المبادرات الجميلة في هذا المجال كتاب (محمد رسول الحرية ) لمؤلفه عبد الرحمن الشرقاوي.

     

    ب - إجراءات بناء الثقة بين الأديان المختلفة

    1- على الجمعيات غير الحكومية العا ملة في الحقل الديني الدعوة إلى ميثاق (أخلاقي كوني عالمي ) يقوم على المشترك ألقيمي الإنساني يحترم عقائد بعضها البعض وتلتزم به هذه الجمعيات في أداء نشاطاتها.
    2- ضرورة احترام الأديان وعقائد المجموعات المتميزة والصغيرة.
    3- السعي لكي تصدر الأمم المتحدة بيانا للتسامح التاريخي بين ممثلي الأديان المختلفة
    يتضمن اعترافها ببعضها البعض والتزامها بالقيم الإنسانية المشتركة.
    4- الدعوة لتشكيل منتدى دولي – غير حكومي – للحوار بين الأديان حول القيم والأخلاقيات المشتركة بين الأديان والثقافات.
    5– الدعوة إلى مراجعة مناهج التعليم وحذف الصور العدائية إزاء الأديان فيما بينها ويرافق ذلك ورش عمل وبرامج تدريبية للمعلمين ومديري المدارس والعاملين في حقل التربية والتعليم,وهذا لايعني تشويه الوقائع التاريخية أو إعادة كتابة تاريخ مختلف عما حدث من صراعات حول الأديان .
    6– إنشاء معهد متوسطي الأديان للمقارنة على أسس ثقافية وسسيولوجية مع استخدام المناهج التحليلية الحديثة والمعاصرة.
    7- تشجيع المؤسسات الدينية الرسمية الكبرى على التحا ور لصياغة بيان رسمي (بيان التعايش الديني المشترك) ونبذ العنف والنزاعات الدينية والطائفية بين الأديان المختلفة.
    8- تشجيع بعض الدول العربية والإسلامية على بناء بعض المؤسسات الحوار الديني بين الأديان المختلفة داخل بلدانها لإرساء تقاليد حوارية ونقل الخبرات الإقليمية والعالمية إليها ((13))

    ج- موقف الإسلام من الإرهاب

    نتساءل هل يجيز الإسلام ارتكاب الإرهاب ضد المواطنين المسلمين وضد المسيحيين والسائحين وغيرهم.بداهة سنحتكم إلى "النصوص المقدسة الأصلية " ونعني بها القران والسنة لنعرف ما إذا كانت تحض عليه أو تدعوا له أو حتى تبيحه أم أنها تحرمه تحريما ًقاطعاً وتتوعد مرتكبيه بأقسى صنوف العذاب ؟ .
    1- الإرهاب ضد المواطنين المسلمين:-
    لقد استفظع القران جريمة قتل المسلم"المؤمن" وغلظ في عقوبتها وجعلها في درجة مساوية لجريمة الكفر بالله تعالى أ- "من فتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه واعدَّ له عذاباً اليماً" – الايه- 93- سورة النساء

    ب - ويصف القران الكريم المسلمين"المؤمنين" }والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاماً يضاعف له العذاب له يوم القيامة ويخلد فيه مهانا{ - 68- سورة الفرقان
    فهنا أن جريمة القتل جاءت التالية:-
    للإشراك بالله وهي قمة الكبائر(الجرائم الكبرى) في الإسلام وتتوعد الآية من يقارفها أي جريمة القتل – بالعذاب المضاعف يوم القيامة والخلود فيه مع المهانة وهناك ملحظ شديد الأهمية نلفت القارئ إليه وهو أن الآية نصت على (ولا يقتلون النفس) بعمومها ولم تقل النفس المسلمة ((المؤمنة)) برسالة محمد عليه السلام.
    ج- ولم يحرم القران قتل المسلم فحسب بل قتل المسلم فحسب بل قتل أي نفس مؤمنة أو كافرة "من قتل نفساً بغير نفس كأنما قتل الناس جميعاً "- الاية32- سورة المائدة .
    إن ( المطلق يجري على إطلاقه مالم يرد ما يقيده) ولا يوجد قيد في هذه الآية ولا في غيرهاالا أن يكون قصاصاً أو سبب يوجب القتل وذلك بنص صريح محدود.
    أما رسول الإسلام – محمد- صلى الله عليه وسلم – فقد حذر من القتل – قتل المسلم وغير المسلم – بداهة بغير وجه حق وسماها كبيرة أو "موبقة" أي مد مرة مهلكة فهي التي تؤدى بمرتكبها إلى جهنم .
    أ‌- "اجتنبوا السبع الموبقات " وذكر من بينها القتل .
    ب‌- "لقتل مؤمنٍ أعظم عند الله من زوال الدنيا".
    ت‌- (حدثنا شقيق قال :- قال عبد الله قال: النبي –صلى الله عليه وسلم-"سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"ووصف من يضربون رقا ب بعضهم البعض من المسلمين بأنهم كفار (عن ابن عمر انه سمع النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول:- لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض ).
    ث‌- "من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله"- معناها انه قانط وفاقد الأمل في إن الله تعالى سوف يرحمه.
    ج‌- "كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو رجل يقتل مؤمنا عامدا متعمدا" " هذا الحديث سوَّى بين رجل يكفر بربه ورجل يقتل مؤمنا عامدا متعمدا وقطع بان هاتين الجريمتين لن يغفر الله لمن فعلها ((14)).

     

    2- الإرهاب ضد المسيحيين
    وإذا كان الإسلام لا ينهى عن البر والإقساط إلى مخالفيه من أي دين، ولو كانوا وثنين مشركين - كمشركي العرب الذين نزلت في شأنهم الآيتان التاليتين- وهما قوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) سورة الممتحنة:8،9.
    فإن الإسلام ينظر نظرة خاصة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى. سواء أكانوا في دار الإسلام أم خارجها.
    فالقرآن لا يناديهم إلا بـ (يا أهل الكتاب) و(يا أيها الذين أوتوا الكتاب) يشير بهذا إلى أنهم في الأصل أهل دين سماوي، فبينهم وبين المسلمين رحم وقربى، تتمثل في أصول الدين الواحد الذي بعث الله به أنبياءه جميعا: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) سورة الشورى:الآية – 13- .
    والمسلمون مطالبون بالإيمان بكتب الله قاطبة، ورسل الله جميعا، لا يتحقق إيمانهم إلا بهذا: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) سورة البقرة:136.
    وأهل الكتاب إذا قرؤوا القرآن يجدون الثناء على كتبهم ورسلهم وأنبيائهم.
    وإذا جادل المسلمون أهل الكتاب فليتجنبوا ألمراء الذي يوغر الصدور، ويثير العداوات: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون) سورة العنكبوت:46.
    وقد رأينا كيف أباح الإسلام مؤاكلة أهل الكتاب وتناول ذبائحهم. كما أباح مصاهرتهم والتزوج من نسائهم مع ما في الزواج من سكن ومودة ورحمة. وفي هذا قال تعالى: (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) سورة المائدة:5.
    هذا في أهل الكتاب عامة. أما النصارى منهم خاصة، فقد وضعهم القرآن موضعا قريبا من قلوب المسلمين فقال: (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا: إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) سورة المائدة:82. "((15)) إن المسيحية كانت لدى – العرب- عرب الجزيرة عامة وأهل الحجاز خاصة مأ لوفة وقت أن أعلن محمد-صلى الله عليه وسلم- دعوته ولم يحدث بينه وبين النصارى ماحدث بينه وبين اليهود من مناوآت ،وأمل الا يفهم من قولي هذا إن الإسلام يجيز قتل اليهود دون مبرر شرعي فقد سبق أن أوردنا الآيات التي تحرم قتل النفس (بعموم) وان من قتل نفساًبغير نفس (قصاصا) أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا. واكبر مذهب لدى أهل ألسنه والجماعة وهو المذهب الحنفي والذي يلقب شيخه ومؤسسه ب (الإمام الأعظم)- وهو لقب لم يلحظ به واحد من شيوخ المذاهب الأخرى - مذهب الشافعي – والمالكي – والحنبلي ).
    هذا المذهب ينص على وجوب قتل المسلم الذي يقتل عامداً – واحداً من "أهل الكتاب"والقرآن يقد س المسيح وأمه مريم وهو من ذوى العزم من الرسل ويقول عن كتابه (الإنجيل ) انه نور وهدى وموعظة للمتقين ويعلى منى قدر تلاميذه "الحواريين) ويصفهم بصفات حميدة ويقرر أن أتباعه "النصارى" اقرب الناس مودة للمسلمين كما حدث عند احتماء صحابة رسول الله الأوائل ب – النجاشي – ملك الحبشة – حين تعرضوا للتعذيب من قبل صناديد وإذا أردت معرفة المزيد عن المسيح وأمه مريم – وتفاصيل حياتهما ومدى تقدير القران وتشريفهما – فاقرأ في ذلك من القران – سورة مريم –وال عمران وغيرها من السور ا لقرآنية.
    أما عن ألسنه وهي الأحاديث الصادرة عن محمد – وهي ألسنه القولبة فهي تحث المسلمين على الحرص الشديد على ضرورة معاملة النصارى (المسيحين) أطيب معاملة حتى في حوارهم معهم (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) الآية -46- سورة العنكبوت.
    ومن هذه الأحاديث:
    أ- (من أذى ذميا أو تنقصه حقه فانا خصمه يوم القيامة )حديث مشهور روته بعض دواوين السنة.
    والذمي المقصود بها اليهود أو النصارى فهم أهل ذمة وأهل الكتاب ,ومجرد إيذاء احدهم أ و إنقاصه ولوقدراً يسيراً من حقه يجعل من يقدم على ذلك خصيما للرسول ذاته !!؟
    (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما) رواه البخاري في صححيه.
    ب- والإسلام لا يمانع أن يوصي المسلم بشطر ماله لقريبه من أهل الكتاب.
    (عن عمر أن صفية أوصت لنسيب لها يهودي ) أورده الدرامي في سننه
    وصفيه المذكورة في الحديث هي إحدى زوجات محمد – كانت يهودية ولما تزوجها دخلت في ديانته ونراها هنا أوصت لنسيب لها ظل على يهوديته ولم ينكر عليها احد ذلك ، وبداهة إن ما ينطبق على اليهودي ينطبق على النصراني بل المشيحين كما ذكرنا اقرب مودة للمسلمين من اليهود بنص القرآن.
    ويحل للمسلم أن يتزوج مسيحيه وعليه في هذه الحالة أن يوصلها كل يوم احد إلى الكنيسة لتؤدى صلاتها وهو منهىٌّ عن التعرض لها في شئ من أمور دينها – كما إن ذبائح أهل الكتاب وطعامهم حلا ل للمسلمين.
    كل هذا يقطع ويؤكد أن ما ورد في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة من حسن المجادلة وحسن المعاملة لأهل الديانتين ومن نهي عن مجرد الأذى وانتقاص الحق ولو كان يسيراً واستفظاع قتلهم وعقا ب من يفعل ذلك هو الحرمان من الجنة وهي أقصى ما يتمناه المسلم ((16)

    هدف المقالة

    1- تبرئة الأديان (اليهودية والمسيحية والإسلام ) مما لصق بهم من غلو وظلم على أيدي رجال وظفوا الأديان لمصالحهم وارتكبوا الجرائم والموبقات تحت ستاره عبر التاريخ ,وإزالة الأوهام في عقول من يرون إن الأديان تقف حجرة عثرة في تقدم الإنسانية وسعادتها وحريتها وبناء الإنسان المتدين (المسلم أو اليهودي أو المسيحي وغيرهم) الذي يؤمن بالحرية والتسامح الفكري والعقائدي من نبع إيمانه وقناعته الدينية بحيث تظهراثارهذه القناعة في الممارسات الحياتية والتعامل اليومي مع أفراد هذ ا المجتمع والمجتمعات الأخرى .
    2- إعادة الثقة ين الأديان لأنها الضمانة الوحيدة لإقامة العلاقات السعيدة والناجحة بين الإنسان وأخيه , المجتمع القائم على المشاعر الإنسانية وحسن الجوار والتعايش المشترك والمواطنة الصالحة ,لا مجتمع العنف والتعصب والعرق والمذهبية والطائفية التي تخلق البغضاء والعنصرية في النفوس بين الأقوام والشعوب والتي تنبذها الأديان جميعا وأمرت باجتنابها .
    3- عدم توظيف الأديان" للسياسة" في الدفاع عن الأديان أو محاربتها بالسياسة أو العكس في الدفاع عن السياسة ومحاربتها تحت عناوين وشعارات دينيه .
    5- إن النصوص التاريخية للسيرة النبوية وتاريخ المسلمين من أقوال وأحداث ومواقف لايعني إنها معصومة من الخطأ وبالتالي جرها إلى الواقع ألحا لي وبناء الإحكام النصوصية أو التاريخية على الإسلام ونبي الإسلام من اتهامات عديدة وكثيرة والرسول منها برئ لأنه ليس هناك كتاب يرتقي إلى درجة الصحة والعصمة (100%) بعد كتاب الله عز وجل (القران الكريم) وأما الأحاديث والأحداث المروية في الكتب فلا يمكن الاعتماد عليها وإذا اعتمد ت فيشترط فيها إن تكون غير مخالفة للقران الكريم بشئ وثانيا:أن لا تعارض الأصول والقواعد المقررة الفقهية ومبادئ الشريعة الإسلامية والمعلوم والمعروف في الدين بالضرور

    المصادر

    1- سياسات الأديان – الصراعات ت وضرورات الإصلاح – نبيل عبد الفتاح – ص21-22
    2- المصدر نفسه – ص 109 -118
    3- حياة محمد – د.محمد حسين هيكل باشا – ص50- 54.
    4- المصدر نفسه – ص50-54.
    5- المصدر نفسه – ص50-54.
    6- الغرب نحو الدرب – بأقلام مفكريه –محفوظ العباسي – ص74.
    7- سيكولوجية العنف وإستراتيجية الحل السلمي – دخالص جلبي – ص12- 13.
    8- أبحاث في سنن تغيير النفس والمجتمع – جودت سعيد – شبكة الانترنيت.
    9- الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية – خليل عبد الكريم – من شبكة الانترنت .
    10 - الغرب نحو الدرب – ص75- 76.
    11- صحابة رسول الله في القران – د.محسن عبد الحميد – ص20-24.
    12- أبحاث في سنن تغيير النفس والمجتمع – جودت سعيد – شبكة الانترنيت.
    13- سياسات الأديان – الصراعات ت وضرورات الإصلاح – ص 119-122.
    14- الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية – خليل عبد الكريم – من شبكة الانترنت .
    15- كتاب الحلال والحرام في الإسلام .د.يوسف القرضاوي – طبعة الخامسة عشر- المكتب الإسلامي بيروت – ص 305- 306 .
    16- الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية – خليل عبد الكريم – من شبكة الانترنت.
    * ا ن مصطلح (تاريخ الاسلام ) ليس دقيقا في بيان المراد لا ن الاسلام ليس له تاريخ المعني الذي يطلق به كلمة التاريخ على المسلمين لان التاريخ هو سلسلة التغيرات والاسلام هو مجموعة السنن الثابته (جودت سعيد ) .

    كلمات مفتاحية  :
    الأديان إعما دمار

    تعليقات الزوار ()