بتـــــاريخ : 2/20/2009 7:07:45 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 702 0

    موضوعات متعلقة

    التعبد بما لم يشرع

    التحزب بين التكسب والتعبد

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : عصمت حسين ميرزا | المصدر : www.qudwa1.com

    كلمات مفتاحية  :
    التحزب التكسب التعبد

    الحزب هو الجماعة من الناس،والطائفة من كل شيءٍ حزبٌ،كما في قوله تعالى(كل حزبٍ بما لديهم فرحون).
    والتحزب هو كل تجمعٍ لأشخاصٍ يعتنقون نفس النظرة السياسية، ويحاولون وضعها موضع الاعتبار والتقدير، عن طريق التحالف مع أكبر عدد ممكن من المواطنين، ثم التوصل الى السلطة،أو على الاقل التأثير على قراراتها.
    والتحزب في المفهوم الاصطلاحي ، هو الذي ينشغل بالشأن السياسي ، ويتمحور حوله،بينما في الاحزاب والجماعات الاسلامية ، الشأن السياسي هو أحد الابعاد،حتى أنَّ نسبة الاهتمام به تختلف من الجماعات الاسلامية نفسها.
    وقد وردت كلمة (الحزب) في القرآن الكريم تارة للمدح مثل(ألا إنَّ حزب الله هم المفلحون) المجادلة آية 22 . لأنَّ النظرة والدفاع فيه ، إنما هو للعقيدة،لا للمصالح الدنيوية والاهواء.
    وجاءت كلمة (الحزب) تارة أخرى للذم ، كقوله تعالى (أستحوذ عليهم الشيطانُ فأنساهم ذكرَ الله, أؤلئك حزب الشيطان ألا إنَّ حزب الشيطان هم الخاسرون) المجادلة آية 29 .
    والحزب أو التحزب ليس مرفوضاً أو مقبولا لذاته بأطلاق, ولكن معيار القبول فيه, هو مضمون الاهداف والأغراض والمقاصد والمبادىء التي قام لها أوعليها هذا الحزب. وفي أدبيات عصر النبوة, أطلق مصطلح الحزب على أنصاره (صلى الله عليه وسلم), حيث روى أنس بن مالك رضي الله عنه ,أنَّ الاشعريين وفيهم أبو موسى الاشعري,عندما قدموا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم), ودنوا من المدينةكانوا يرتجزون ويقولون: غداً نلقى الاحبة محمداً وحزبه .
    والاحزاب الدنيوية نجدها قائمةً من أجل تحقيق الاهداف والمصالح الدنيوية فقط , لها ولأعضائها, ويكون الانتماء إليها , من خلال تقديم طلب أنتساب وتسجيل الاسم, ومن ثم التردد الى منتديات الحزب ومراكزه التنظيمية, والحضور في الاجتماعات الحزبية,ويغلب على المنتمين لهذه الاحزاب.طابع الانتماء المصلحي أو الانتماء (المأدبي) مع وجود نوع من الولاء العاطفي النسبي المعتمد على مقدار ما يتكسب من وراء تحزبه,من المال أوالجاه أوالمنصب, وهذا ما يمكن أن نطلق عليه( التحزب التكسبي) للذين يريدون حرث الدنيا, ويسعون في سبيل ذلك بشتّى السبل والوسائل.
    أما التحزب الاسلامي, أو الانتماء الى الحزب الاسلامي, فيتجاوز الحدود الشكلية والاعتبارات المظهرية,, بل له أبعادٌ أخرى, تؤكد العمق العقيدي, دون العمق الشخصي المعهود لدى اللتكتلات الزعامية, والذي يعتبر جرثوم فنائها وأندثارها.
    والعمل الحزبي الاسلامي ليس إلا صورة محسَّنة ومنظمة للعمل الجماعي,ويفترض فيه أن يكون أكثر تنظيماً ومؤسسية وأنضباطاً, والانتما إليه هو أمتثال لأمر الله , وطمع في رحمته ورضاه,ونصرة لدعوته ورسالته,( إنَّ الذي يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم...).كما أنه ليس أنتماءَ عفويا , لأنَّ الاسلامَ منهج حياة, يقوم على مفاهيم محددة,من الكون والانسان والحياة ,ولأنَّ العمل للأسلام يهدفُ الى تحقيق هذا المنهج, في المجتمع بوعي وعمق وموضوعية,لأسعاد حياة الناس جميعاً في الدنيا والاخرة, لأنه منهجُ رحمةٍ للعالمين .
    وحيث أنَّ الثبات على الدعوة, داخل العمل الحزبي الاسلامي, والبقاء في المسيرة الاسلامية, وتحقيق الانتاج فيها,يتحتَّم توفر المنهج والفهم الصحيح, والوعي السليم لأبعاد الانتماء, فهو أنتماءٌ عقيدي وفكري ومبدئي ومصيري,لأنَّ أكثر المتساقطين على طريق الدعوة, والتاركين للمسيرة الحزبية الاسلامية,إنما هم ممن ساروا بعفوية, وأندفعوا بعاطفة, تحت ظرف من الظروف, ولم يدركوا أبعاد أنتمائهم للحزب, فلم يكن أنتماءً مصيرياً,أرتبط فيه المنتمي مصيره بمصير الجماعة,كائناً ما كانت الظروف, ويديم عليه حتى الموت,(وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
    لأنَّ المنتمي الى الحزب الاسلامي, يجب عليه أن ينظر الىأنتمائه بعين العبودية الكاملةالشاملةالدائمةالحقة,تتحققُ فيه طاعة الخالق, والشفقة على خلقه,بأرشادهم الى الطريق المنجي في العاجل والآجل .
    وإيجاد العمل الحزبي الاسلامي, واجبٌ إسلامي ،وضرورة واقعية,لأنَّ القوى الجاهلية منظمةومتحزبةومتحالفة ومتعاهدة مع بعضها على محاربة هذه الرسالة السماويةوأصحابها , كما يقول الشهيد سيد قطب(رحمه الله): " أنَّ قيام هذه الجماعة ضرورة من ضرورات المنهج الالهي ذاته, فهذه الجماعة هي الوسط الذي يتنفس فيه هذا المنهج,ويتحقق في صورته الواقعية,لا بدَّ من وسط غير الوسط الجاهلي,ومن بيئة غير البيئة الجاهلية, هذا الوسط يتمثل في الجماعة المسلمة القائمةعلى ركيزتي الايمان والاخوة,الايمان بالله كي يتوحد تصورها للوجود والحياةوالقيم والاعمال والاحداث والاشياء والاسخاص,وترجع الى ميزان واحد تقوِّم به كل ما يعرض لهافي الحياة,وتتحاكم الى شريعة واحدة من عند الله."
    ويبين (رحمه الله) أنَّ ما يحفز العاملين في الحزب الاسلامي هو ليس ما يحفز العاملين داخل الحزب الدنيوي, حيث يقو ل :" لا يكون الحافز المؤمن للعمل وبذل الجهدفي الخلافة هو الحرص على تحصيل الرزق, بل يكون الحافز هو تحقيق معنى العبادة الذي يتحقق ببذل أقصى الجهد والطاقة, ومن ثم يصبح قلب الانسان معلقاً بتحقيق معنى العبادة في الجهد

    كلمات مفتاحية  :
    التحزب التكسب التعبد

    تعليقات الزوار ()