كلما إبتعدنا عن الأصل وغفلنا عن اسمنا الدعوي ومايحمله من رصيد وأصالة وتاريخ , كلما ضعفت هممنا وذبلت فاعليتنا وانتشرت في ساحتنا الدعويـة والحركية كثير من الأمراض التربوية والعكس صحيح , كلما تمسكنا بالأصل وكان الاسم الدعوي حيا في قلوبنا ناصعا في عقولنا واضحا في معاملاتنا مشرقا في أعمالنا متمثلا في أخلاقنا , ضاقت دوائر السلبية وارتفعت عوامل الجدية واتسعت مساحات الأمل وتعمقت عناصر الثقة ودبت الحياة في أوصال حتى المترددين منا والقاعدين في صفوفنا والذين إستطالوا الطريق في جنباتنا.
فالإسم الدعوي علم يعرف به الفكر الذي نحمله والتصور الذي نملكه والإيمان الذي نعتقده والفهم الذي نتميز به والمبدأ الذي نرابط عليه والمنهج الذي نؤمن بصوابه وسلامته وصلاحيته , وتاريخ حافل بالإنجازات والتضحيات وتراث ضخم من الخير والبر والعلم والجهاد , ورمز لقوافل من الأحرار وجحافل من الرجال الأخيار منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا.
فبمجرد ذكر الاسم الدعوي تقفز الى الذهن كل هذه المعاني الجميلة التي تدل على العزة والفخر والسمو , الأمر الذي يستوجب منا أن نرتفع الى مستواه ونحلق في آفاقه الرحبة وأن نجسد معانيه تجسيدا عمليا وواقعيا حتى يكون لنا منه نصيب كما قال أبو عبد الرحمن الصقلي :((لكل إنسان من إسمه نصيب )).
فالحياة في كنفه والعيش تحت ظلاله الوارفة يحول دون الإنحراف عن المبدأ أو المساومة عليه أو الخديعة بغيره ويحفظ لنا هويتنا الفكرية والتربوية , فأعرف بوركت أهمية الإسم الدعوي فالحريص يفخر بنسبه ويلوذ بالشعار ويستظل بالراية ويصيح بالهتاف , أما المتبريء المنكشف الغافل فتلفحه الشمس وربما تصعقه الصواعق .
فالتذكر الدائم للإسم الدعوي وعدم الغفلة عنه يبعث على الوفاء ويدفع الى العطاء ويعصم من الجحود والجفاء , ويورث الفوز والطمأنينة وحسن الجزاء