يُعَدّ المسجد المؤسسة الإسلامية الأولى التي أدت أدواراً متميزة ومتعددة في تاريخ حضارة الإسلام عبر العصور المختلفة. فعلى مدى التاريخ منذ بدء الدعوة الإسلامية ظل المسجد منارة إشعاع روحي وثقافي وتعليمي واجتماعي وأخلاقي، فلم يكن داراً للعبادة فحسب، بل مدرسةً للتربية والتعليم، كما كان داراً للغريب وابن السبيل ومنتدى للشورى والقضاء ومركزاً للعلاج والتخطيط للحروب واستقبال الوفود والسفراء... أي أنه كان مكاناً يجمع بين جميع المسلمين لتدبير أمور دينهم ودنياهم.
وتواجه المساجد الآن مجموعة من العقبات في سبيل الدعوة تتابعت على مدى السنين وبتأثير من الغزو الثقافي الغربي والتشويه الإعلامي، فتراجع الدور الدعوي للمساجد وانصرف كثير من الشباب عنه، واقتصرت المساجد على أماكن لإقامة الشعائر الدينية خصوصاً لكبار السن، وفي ظل التضييق الأمني على المساجد بات الأمر أكثر جدية لمحاولة ابتكار أساليب جديدة تقوم بدورها الإيجابي في تفعيل دور المسجد الحقيقي في حياة المسلمين، وبخاصة الشباب الذي هو وقود الدعوات ومحركها الأول.
وفي ظل العصر الرقمي الذي نحيا فيه بات تأثير التكنولوجيا واضحاً في سائر مجالات الحياة، ولعبت شبكة الإنترنت دوراً فعالاً في بناء المجتمعات الافتراضية، وفي تنمية طرق التواصل التفاعلية بين الأفراد، مخترقةً بذلك حواجز الزمان والمكان، وبرزت مفاهيم جديدة غيرت نظرتنا للحياة كالتجارة الإلكترونية والدفع الإلكتروني والإعلام الإلكتروني والتدريب الإلكتروني والكتاب الإلكتروني، بل والدعوة الإلكترونية.
وأصبح كل ما يعيش على أرض الواقع يمكن تفعيله في الفضاء الشبكي، ومن هنا تأتي أهمية مفهوم "المسجد الإلكتروني" باعتبار دور المسجد المحوري في المجتمع الإسلامي.
المسجد الإلكتروني
مما لا شك فيه أن الإنترنت أصبحت تتغلغل في كافة الأنشطة التي نمارسها يوميًّا، ويتزايد أعداد مرتادي الشبكة يوميًّا زيادات هائلة، وتتنوع الخدمات التي تتيحها الإنترنت بدءاً من تصفح البريد الإلكتروني والأخبار، وانتهاء بإقامة مجتمعات تفاعلية عبر الشبكة.
وبالنظر إلى تراجع دور المسجد في المجتمع المعاصر فكيف يمكن الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وخدمات الإنترنت في تفعيل دور المسجد؟..
قبل الإجابة على هذا السؤال ينبغي أن نحدد أولاً المقصود بمفهوم المسجد الإلكتروني.
أقصد بالمسجد الإلكتروني "نشر رسالة المسجد باستخدام الأدوات التي توفرها شبكة الإنترنت، وبالاستفادة من تكنولوجيا الاتصال التفاعلية الحديثة".
ولأن بيوت الله في الأرض المساجد فرسالة المسجد هي نفسها رسالة الإسلام؛ لذا فإن الهدف من المسجد الإلكتروني هو تفعيل دور المسجد ونشر رسالة الإسلام الشاملة، بالاستفادة من الإمكانات التي تتوافر في الفضاء الشبكي.
وقد بدأت بعض المحاولات المتواضعة من قبل مساجد في الوطن العربي، ولكنها ما زالت في طور التجريب وفي مرحلة المهد مقارنة بدور المسجد الإلكتروني في المجتمعات الغربية على سبيل المثال، حيث نلحظ أن مواقع هذه المساجد العربية متواضعة وخدماتها بسيطة وتستخدم وسائل بدائية، وعلى العكس فإن المساجد والمراكز الإسلامية في الغرب قد قطعت شوطًا لا بأس به في مجال تقديم الخدمات للجاليات الإسلامية ربما يعود ذلك لشعور المسلمين هناك بأنهم أقلية؛ لذلك كان البحث عن وسائل لتجميع الجهود تداركاً للذوبان في المجتمع، فيتزايد هنا دور المسجد المحوري في حياة المسلمين.
وحديثنا هنا يقتصر على المساجد في الأقطار العربية، حيث يمثل المسلمون أغلبية فكيف يمكن تفعيل المسجد الإلكتروني ودوره الدعوي في حياة المسلمين؟
وسائل تفعيل المسجد الإلكتروني
أولاً: إنشاء الموقع الإلكتروني للمسجد:
تلعب المواقع الإلكترونية دوراً حيويًّا وهامًّا في تفعيل دور المسجد؛ نظراً للإقبال الهائل على شبكة الإنترنت؛ لذا فإن موقع المسجد الإلكتروني يُعَدّ ضرورة عصرية تحشد لها الجهود المادية والتقنية وتعتمد على إستراتيجية العمل الطوعي، وبالتالي فإن تخصيص جزء من التبرعات التي يقبلها المسجد يمكن توجيهه لإعداد فريق يقوم بتطوير موقع للمسجد من الناحية التحريرية والتقنية، كما يمكن تخصيص وقفية لنفقات استضافة الموقع وحجز "الدومين" وتصميم الموقع.
ولا عجب في ذلك فقد لعبت الأوقاف الدور الأكبر عبر العصور في إنشاء المساجد وتمويل أنشطتها وخدماتها، ولا شك أن الموقع الإلكتروني يُعَدّ من الخدمات التي يقوم بها المسجد لخدمة قطاع من رواد المسجد لا يمكن إغفاله.
وهذا الموقع الإلكتروني لا بد أن يشتمل على خدمات أساسية تصنف إلى أقسام رئيسية، مثل:
صفحة التعريف بالمسجد:
وتشتمل على معلومات المسجد الأساسية مثل موقعه الجغرافي وتاريخ نشأته وخريطة الوصول إليه وصور حديثة وقديمة للمسجد، خاصة إن كان من المساجد الأثرية أو التاريخية، وتُعَدّ هذه الصفحة بمثابة توثيق لنشأة المسجد تستفيد منه الأجيال اللاحقة.
صفحة رسالة الموقع:
وتعرض هذه الصفحة لرسالة الموقع ودوره في تفعيل دور المسجد، كما يمكن أن تعرض كلمة إمام المسجد لرواد المسجد والموقع، ويمكن توضيح أهم الأهداف التي أنشئ من أجلها الموقع باعتباره مقاماً دعوياً وفضاءً للتواصل بين المسجد والمجتمع فيما يهم شئون الدين والدنيا، ويجيب عن انشغالاتهم المختلفة في التصور والمفهوم والتطبيق.
صفحة أنشطة المسجد:
وتختص بعرض الأنشطة الأساسية التي يقوم بها المسجد، وأهمها الدروس وحلقات العلم والتحفيظ والتجويد وخطب الجمعة والعيدين، وذلك بالإعلان عن مواعيد الدروس، وإتاحة تحميلها من الموقع في أي وقت ليستفيد منها رواد المسجد الذين حالت ظروفهم دون الحضور، كما يمكن أيضًا إتاحة البث المباشر لهذه الدروس عبر الموقع، وإتاحة الاستماع المباشر لخطب الجمعة؛ لتستمع إليها النساء مباشرة أو تحميلها في أي وقت.
صفحة أحداث وفعاليات:
وهذه الصفحة هامة لعرض أهم الأحداث الجارية والفعاليات التي تتم في المسجد كمسابقات القرآن الكريم أو المسابقات البحثية أو الرمضانية وغيرها؛ لتيسير مشاركة أبناء الحي بهذه الفعاليات، كما يمكن أن تشتمل هذه الصفحة على لوحة إعلانات للمسجد تعرض في شكل جمالي جذاب، وتقدم هذه الصفحة الفرصة لإمام المسجد لتوجيه كلمات تهنئة لرواد المسجد بالمناسبات الإسلامية المختلفة.
صفحة الفتاوى والاستشارات:
وتختص هذه الصفحة بتلقي الفتاوى والأسئلة من رواد الموقع؛ ليجيب عنها العلماء، كما يمكن توفير أرشيف بأهم الفتاوى والاستشارات التي يحتاجها المسلم، وخصوصاً تلك الفتاوى اللصيقة بسمات المجتمع الذي يقع فيه المسجد، ففي الغالب مثلاً ستكون الفتاوى اقتصادية وتجارية إذا كان الحي الذي يقع فيه المسجد حيًّا تجاريًّا وهذا يبرز خصوصية المكان والناس.
صفحة المسجد والمجتمع:
لا ينفصم المسجد عن المجتمع الذي أنشئ فيه؛ لذلك لا بد من تفعيل التواصل بين مرتادي المسجد والمجتمع من خلال عرض أهم الأنشطة المجتمعية، وحث الزوار على المشاركة فيها كالتكافل الاجتماعي ورعاية الأيتام والقوافل العلاجية المجانية ودروس التقوية...
ثانيًا: الخدمات التفاعلية للمسجد الإلكتروني:
من مزايا الخدمات التفاعلية للمسجد الإلكتروني ضمان بقاء الاتصال بالزوار اتصالاً تبادليًّا مستمرًّا، مما يجعل الرسالة الإعلامية للمسجد تسير في مسارين:
• من مشرفي الموقع إلى رواد المسجد.
• ومرة أخرى من رواد المسجد إلى مشرفي الموقع.
والذي بالطبع ينعكس على إدارة المسجد وأئمته ومرتاديه وسبل تطوير وسائل الدعوة داخل المسجد.
وتتعدد وسائل رصد آراء واتجاهات الزوار عبر الخدمات التفاعلية التي يتيحها المسجد الإلكتروني بما يسمح بقياس رد فعل زوار الموقع تجاه الرسالة الإعلامية للمسجد، مما يفيد في تعديل محتوى الرسائل التالية التي يقدمها المسجد من خلال وسائل التفاعل المختلفة، والتعرف على الاحتياجات الدعوية الحقيقية لرواد المسجد، ومن أهم هذه الوسائل:
المنتديات:
تسمح بتبادل الخبرات والآراء والاتجاهات، حيث إن ظهور اتجاه عام لدى أبناء الحي من رواد المسجد والمشاركين في المنتدى قد يؤدي للتنبه لبعض المشكلات غير المتوقعة، كظهور نزعة تعصب لدى بعض الزوار، أو فهم الإسلام فهماً خاطئاً، أو ظهور سمات سلبية لدى سكان المنطقة فيفيد مشرفي المنتدى التعرف على هذه المشكلات والدفع بآراء تتبنى مفاهيم الوسطية الإسلامية، مما ينبه أئمة المسجد للقضايا الحقيقة التي ينبغي توجيه الاهتمام إليها.
المجموعات الإلكترونية:
وتتيح المجموعات الإلكترونية الفرصة لتجميع وحشد الجهود لأبناء الحي الواحد والذين يمكنهم بسهولة الانتقال بين الفضاء الشبكي والواقع الحقيقي فيسهل تبادل الأفكار وأيضاً تنفيذها واقعيًّا في المجتمع المحيط بالمسجد، ومثال ذلك دعوة الأطفال والشباب في ليلة العيد للحضور للمسجد في ساعة معينة لتعليق الزينات، ولأنهم في نفس الحي فإن فرصة التجميع أكبر بكثير.
القوائم البريدية:
وهي إحدى طرق استخدام البريد الإلكتروني يتمكن من خلاله المستخدم من إرسال رسائل بما لديه من معلومات وآراء في أي قضية محل المناقشة على عدد يقدر بعشرات أو مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم بمجرد ضغطة زر واحدة من حاسبه الشخصي، فإذا كان الأمر كذلك فإن إنشاء قائمة بريدية لرواد المسجد يُعَدّ من السهولة بمكان بطلب إضافة المتصفح للموقع لبريده الإلكتروني فتصله رسالة دورية بكل أنشطة وفعاليات المسجد وأهم الأخبار.
البث المباشر:
وتُعَدّ هذه خطوة متقدمة يقوم بها موقع المسجد والذي يشتمل على بث مباشر لحلقات إذاعية حوارية مع الجمهور أو استشارية مباشرة كتحديد ساعة معينة للاتصال واستقبال الفتاوى والاستشارات؛ ليرد عليها إمام المسجد بالبث المباشر وهذه تضيف ميزة تفاعلية تشعر المشاركين فيها بالحيوية والتفاعل أكثر مما تتيحه الفتاوى والاستشارات النصية المكتوبة.
الاستبيانات:
وتمثل الاستبيانات الوسيلة المثلى لرصد اتجاهات واحتياجات رواد الموقع مباشرة، وبالطبع يكون استهداف الاستبيان حول القضايا والاهتمامات المباشرة بالمحيطين بالمسجد ورواده، كأن يسعى المسجد لإقامة أنشطة جديدة فيستطلع آراء رواد المسجد حولها، مما يشعر الناس بأن هناك من يسمع لهم ويتعرف على احتياجاتهم الحقيقية فتزداد ألفتهم بالمسجد.
رسائل الجوال:
يتيح الاشتراك في خدمة رسائل الجوال الفرصة لمزيد من التآلف والتعارف بين مرتادي المسجد بإرسال رسائل تهنئة في المناسبات الإسلامية المختلفة وتبادل المعلومات السريعة، وربما إتاحة الفرصة لإيقاظ المشتركين فيها لصلاة الفجر على سبيل المثال.
ساحة المواهب:
كثير من المواهب تُوأد في مهدها؛ لأنها لم تكتشف في حينها وساحة المواهب في المسجد الإلكتروني تعمل على كشف مواهب مرتادي المسجد من خطابة وإلقاء ونظم الشعر والنثر وكتابة القصص... وغيرها من فنون الإبداع؛ وهذا من شأنه تحقيق العديد من المزايا:
- فهو من ناحية يتيح الفرصة لهذه المواهب لاكتشافها وتنميتها، وخصوصاً لمن يتسمون بالانطواء والخجل ولا يجيدون التعبير عن أنفسهم، فاللقاء هنا من وراء حجاب الإنترنت يتيح انطلاق هذه المواهب والقدرات بلا استحياء.
- ومن ناحية ثانية فإنه يعود بمردود إيجابي على المسجد نفسه وتطوير الخدمات التي يقدمها، ففي هذه الساحة مثلاً يمكن التعرف على الأشخاص المتمتعين بالحس الفني أو بالخط الحسن فيشاركوا في تجميل المسجد أو كتابة اللوحات الجمالية فيه. وكل هذا يساهم في تقوية الروابط المسجدية.
إلكتروني أم افتراضي؟
والآفاق ما زالت تتسع لكل جديد يمكن أن يساهم في تفعيل دور المسجد، ولكن ينبغي التأكيد على أن ما ندعو إليه ليس بديلاً عن دور المسجد نفسه، بل إنه الفرصة لتفعيل دور المسجد الحقيقي وزيادة ترابط مرتاديه بالمسجد نفسه وببعضهم البعض وبالمجتمع، فسيظل المسجد دورًا للعبادة وملتقى للمسلمين إلا أن المسجد الإلكتروني ربما يؤدي دوراً -في الغالب- مفقودًا وهو الدور الاجتماعي والدعوي الريادي للمسجد كما رسمه الإسلام منذ بداية الدعوة الإسلامية.
من داخل أحد المساجدالإفتراضية
لذا فإن المسجد الإلكتروني يختلف عن المسجد الافتراضي كلية، فالمسجد الإلكتروني " E-Masjid" هو خدمات إلكترونية لتفعيل دور المسجد الحقيقي وتعميق الارتباط به وليس بديلاً عنه، أما المسجد الافتراضي "Virtual Masjid" والذي برز في إطار ما يسمى بالـ"سكاند لايف" أو الحياة الافتراضية "Second Life " فهو فضاء افتراضي خيالي موجود على شبكة الإنترنت، ويحاكي دور المسجد الحقيقي من حيث إقامة الصلاة والتجول فيه، وتناول المصاحف وحضور الدروس والاستماع إلى الخطب من خلال أسلوب المحاكاة".
وهذا العالم على الرغم من أنه مفرط في الخيال والبُعْد عن الواقع فإنه يُعَدّ أيضًا وسيلة للدعوة إلى الإسلام في هذا العالم الافتراضي الذي يرتاده الملايين.
إلا أنه بهذه الكيفية ينعكس بمردود سلبي على بيوت الله في الأرض، حيث إن هذا العالم الافتراضي يأخذ الإنسان إلى عوالم خيالية مفرطة البعد عن الواقع، فيصبح المسجد الافتراضي وكأنه بديل عن المسجد الحقيقي، فالصلاة فيه تغني عن الصلاة في المسجد والاستماع للدروس والخطب يغني عن حضورها في المسجد والدعوة إلى الله فيه بديلاً للدعوة على أرض الواقع، وفي هذا مظنة انغماس الشباب في هذه العوالم الافتراضية والانصراف عن المساجد.
أما المسجد الإلكتروني فلا يهدف إلى تبديل دور المسجد الحقيقي، بل إلى مزيد من تفعيله، فالمسلمون لن يقيموا شعائر الصلاة في المسجد الإلكتروني، بل سيدعوهم المسجد إلى الصلاة فيه والشباب لن يستبدل العكوف على الموقع الإلكتروني للمسجد بالدعوة إلى الله في المسجد نفسه.
يمكن القول إنه في الوقت الذي يُعَدّ فيه الـ"سكاند لايف" والمسجد الافتراضي محاولة للعالمية والكونية المخترقة للحواجز المكانية فيصبح المسلم العربي أشد التصاقًا بمسلم أمريكي مثلاً في الفضاء التخيلي أكثر من ارتباطه بجاره الذي يسكن معه في نفس البيت، ويصبح متابعًا للأحداث العالمية في هذا الفضاء أكثر من متابعته لما يجري في الحي الذي يقطن فيه، ويصبح فرحه لإسلام شخص واحد من بلاد السند أحب إلى قلبه من هداية أبناء جيرانه جميعًا.
فإن "المسجد الإلكتروني" هو محاولة للعودة للمحلية وارتباط المسلمين بأحيائهم السكنية بالعودة لأحضان المسجد الذي يناديهم يوميًّا على شبكة الإنترنت، وتجميع شتات نفوسهم وحشد جهودهم، حيث يمثل كل مسجد إلكتروني نسيجاً متفرداً يعبر عن خصوصية المكان والبشر واحتياجاتهم الحقيقية يؤدي فيه المسلمون واجبهم الدعوي تجاه أبناء مجتمعهم من رواد المسجد على أرض الواقع.