فالقدوة : من التقدم .. اسم لمن يُقتدي به .. و هي طلب موافقة الغير في فعله .. وهى إتباع شخصية تنتمي إلى نفس القيم التي يؤمن بها المقتدي .. تنطوي في داخلها على نوع من الحب والإعجاب الذي يجعل المقتدِي يحاول أن يطبق كل ما يستطيع من أقوال وأفعال .. وهي إتباع الغير على الحالة التي يكون عليها حسنة أو قبيحة .. وهي من أكثر الوسائل تأثيراً بالنفس البشرية .. ولهذا لنا أن نقول : إذا أردت أن تكون إمامي فكن أمامي
ذكرها في القرآن
• قال الله عز وجل : ( أولئك الذين هذى الله فبهداهم اقتده ) سورة الأنعام:90
• قال الله - عز وجل - : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً ) سورة الأحزاب : 21
• قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ) سورة الزخرف : 23.. وهذا من القدوات السيئة .
قالوا عن القدوة
• قيل لعيسى عليه السلام : من أشد الناس فتنة ؟ .. قال : زلة العالم إذا زل بزلته عالم كثير .
• قال الأمام الشافعي :من وعظ أخاه بفعله كان هادياً .
• ويقول إبراهيم النخعي: كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته، وإلى صلاته، وإلى حاله، ثم يأخذون عنه .
• و يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : ( العمل بلا إخلاص ولا إقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه ) كتاب الفوائد للإمام ابن القيم
• قال عمرو بن عتبة لمعلم ولده: \"ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما تركت\" كتاب الآداب المرعية .
ابن حزام يبكى
وقد بكى حكيم حزام - رضي الله عنه - يوماً على أنه اتبع قد وات سيئة كانت في مجتمعه ، وأضاعت عليه خيراً كبيراً ، وفاتته فرصة عظيمة ، وهي شرف الإسلام مع من أسلم مبكراً ، قال ابن الجوزي في صفة الصفوة: \" إن حكيم بن حزام بكى يوماً ، فقال له ابنه : ما يبكيك؟ .. قال: خصال كلها أبكاني ، أما أولها : فبطء إسلامي حتى سُـبقت في مواطن كلها صالحة... وذلك أني أنظر إلى بقايا من قريش لهم أسنان – رجال كبار السن - متمسكين بما هم عليه من أمر الجاهلية ؛ فأقتدي بهم ، ويا ليت أني لم أقتد بهم، فما أهلكنا إلا الإقتداء بآبائنا وكبرائنا ، فلما غزا النبي _صلى الله عليه وسلم_ مكة جعلت أفكر... فجئته فأسلمت – يعني أسلمت متأخراً – ) كتاب صفة الصفوة
ثقة القلب في العينين
جرت سنة الله في خلقه أن تكون العين أوسع من الأذنين في نفاذ الحق منهما إلى القلب .. فثقة القلب في العينين أوسع من الأذنين .. فالقلب يتلقى من العينين دون مناقشة وهذا هو سر التحول العالمي الكبير إلى الله – تعالى – لما رءوا بأعينهم من أخلاق الفاتحين .. كتاب القدوة منهاج ونماذج .. د سعيد محمد قابيل .
كن نبياً لطفلك !!
وتعتبر القدوة من أنجح الوسائل في تربية الأولاد ..فالطفل ينظر إلى المثل الأعلى في حياته فيقلده ويحاكيه ويجتهد أن يكون نسخة ثانية لها .. ولذلك لابد أن يكون الأب لولده كالنبي لأمته ..
وقد ورد في موسوعة العناية بالطفل: \"يبدأ الطفل في سن الثالثة يدرك بوضوح أكثر أنه من الذكور، وأنه سيصبح يوماً ما رجلاً كأبيه، وهذا ما يحمله على الشعور بإعجاب خاص بأبيه وبغيره من الرجال والصبيان، إنه يراقبهم بدقة ويسعى جاهداً للتشبه بهم في مظهره وسلوكه ورغباته. بينما تدرك الطفلة بنت الثالثة أنها ستصبح امرأة فتندفع إلى التشبه بأمها وباقي النساء، إنها تركز اهتمامها على الأعمال المنزلية والعناية بالدمى على هيئة عناية أمها بالمواليد وتقتفي أسلوبها بالتحدث إليهم… \" موسوعة العناية بالطفل