عنوان شدني وتعلق في ذهني فلا أنساه أبدا .لان هذا المعنى كنت اشعر به في نفسي ولكنني لم أستطيع التعبير عنه به ذه العبارة القصيرة وبهذا الواقع والتأثير .
عندما وقع نظري على هذه العبارة في كتاب الرقائق للراشد أحسست بأنني قد وجدت شيئا ثمينا كنت ابحث عنه منذ زمن ليس بالقصير ..
إنها عزة المؤمن ، العزة التي يكتسبها الفرد عندما يمتلك شيئا اسمه الأيمان الحقيقي,هذه العزة التي يشعر بها المؤمن والتي تمنحه القوة على الحركة والاستمرار ، العزة التي تهون عليه كل العقبات التي تواجهه في الطريق وكل النكبات التي تصيبه أثناء سيره في هذا الطريق ، العزة التي تجعله يضحي بأنفس ما يملك دون تردد .
انه الاستعلاء من غير غرور وتكبر ..الاستعلاء عن حطام الدنيا وعرضها الزائل ،الاستعلاء عن كل الرذائل, استعلاء يجعل الإنسان يعيش مع الملا الأعلى!
ولكن هذه العزة وذاك الاستعلاء صعب المنال ولايمكن أن يمتلكها أي إنسان كان. بل يمتلكها فقط الذي يدفع الثمن ... وهو التعب !
التعب الذي يشعر به الإنسان المؤمن نتيجة حركته الدائبة والمستمرة ...
فهو يسجد لله ويعطي لله ويحب في الله ، ويعيش مع الله ..
فهو يعفوا طمعا في عفو الله ويضحي طمعا في ثواب الله ويتجاوز عن إساءات الآخرين طمعا في رضوان الله .. وهو يدعوا إلى الله وغيره يدعوا إلى الشيطان .. ، وهو ينفق في سبيل الله وغيره ينفق على شهواته وملذاته ، وهو يصفح لله وغيره ينتقم لنفسه وهو يرضى بالقليل وغيره يتصارع من اجل القليل ، وهو يتواضع لله وغيره يتكبر حتى على منهج الله .
فهو في كل هذا يتعب ويكد ولكن لله وليس لأحد غيره .. فهو عزيز بعز الله وهو عالي بعلو الله ... وهل هناك سبيل آخر يمنح للإنسان هذه العزة وهذا الاستعلاء ...
اللهم لا ...