الجزء الثاني
آه يا ربي هل حان وقت توديع طفولتي و براءتي ... ؟ لماذا .... ؟ لماذا .... ؟
نار الظلم تتقد داخلي !
ما أصعب الظلم حين يكون من أقرب الناس ! وممن من والدي ؟!
أكل هذا من أجل المال ....؟!
ألا ترحم دمعاتي ؟ ألا تشفق لتوسلاتي ؟
مرت الليالي حالكة السواد و قد غاب قمرها حزناً و أسى على حالي ، أما أنا فكانت أنفاسي زفرات
ساخنة و هموم ..
لم أعد أشعر بلذة مذاق الطعام أو الشراب ، فتناوله لسد الرمق فقط ..
كل فكري كيف سوف أعيش مع هذا الرجل ؟ بل كيف سأنام في فراش غير فراشي ؟
آه ما أجمل غرفتي ! فيها فراش يضمني بأختي الصغرى ، و غطاء نتقاسمه بعد عراكٍ و شجار ..
تُرى كيف ستكون حياتي هناك ؟
سوف أعيش بقصر كبير ، و ألبس أغلى المجوهرات ،و أفخم الثياب و أُسافر لكل بلدان العالم
لكن ..لا ... لا ... لا أريد كل هذا أنا هكذا سعيدة ، سعيدة بحياتي بين أمي و أبي و إخوتي
سعيدة بلباسي المتواضع ..
سعيدة بجيراني .. و سعيدة بمدرستي ..
مازلت أحن للعب في الشارع مع صديقاتي ، كيف لي أن أكون زوجة بين ليلة وضُحاها ؟
أمي قالت سوف تزوريننا كل يوم ولن نفترق أبدا ... أظُنها تُطمئنني فحسب ... !!
فهاهي لم تزر جدتي منذ وقت طويل هل سأكون مثلها ...؟
التفكير كاد يحطم رأسي الصغير ، أفكار متناقضة تتصارع في ذهني ..
عالم مجهول ينتظرني !
و في ليلة كان للألم معي ميعاد ...
حان وقت اغتيال فرحتي ...
كانت ليلة أحداثها أشبه بفلم مرعب ..
رأيته لأول مرة في حياتي ! كان يحمل من الدمامة ما يكفي لصنع الخوف
بنفسي ، اسمه صخر ، و كان له من اسمه نصيب غير قليل ؛ إذ أنه كالصخر لا يحمل مشاعر جميلة
نظر إلي و بادلته النظرات! لكنها نظرات جامدة تخلو من مشاعر التودد ، بل إنها نظرات فريسة تخشى وحشًا
يقف بالقرب منها !
تمنيت ساعتئذ أن أملك جناحين لأحلق بعيداً عن هذا العالم الظالم .
جلس بالقرب مني و أخذ يحدثني عن نفسه حديثا هو أقرب لتعليماتٍ و أوامر و أنا صامتة ، و كأن الحمى قد
أصابتني !
كل جسمي يرتعش لم أعد أسيطر على نفسي ! جف ريقي ! انحبس الدمع في مقلتي ! و طال صمتي ...
و هنا صرخ بوجهي هل أنتِ خرساء ؟ لماذا يبدو عليك الخوف ؟ هل أنا وحش ؟ هل يبدو وجهي مخيفًأ ؟
(( بل مرعب حد الموت )) حدثت نفسي ...
بدا عليه الغضب ثم استبدل ملابسه و امتد على السرير ، و يبدو أنه غط في النوم ، عرفت ذلك منذ أن
سمعت صوت شخيره ..
شعرت بالراحة ، فحدثتني نفسي أن أتعرف على هذا البيت الكبير ، و أستكشف هل يسكنه غيري ؟
فخرجت من الغرفة متسللة خائفة ، كنتُ أمشي على أطراف أصابعي كي لا يشعر بوجودي أحد .
حجر البيت كثيرة ، و خالية إلا من بعض قطع الأثاث . اتجهت للدور السفلي و أيضاً الهدوء يكتنف المكان .
كان المكان موحشًا رغم جماله ، دخلت للمطبخ ، كان هناك طعام معدٌّ على المائدة و يبدو أنه وضع
قبل مجيئي بقليل فهو ساخن .... كنت جائعة جدا ً و لكن الخوف منعني من الاقتراب من الطعام .
هناك ضوء خافت ينبعث من خلف أستار المطبخ ، نظرت بحذر وإذا بي أرى ملحقا صغيرا.......
انتظروني قريباً
دمتم سالمين
--------------------
صفحات بأقلامهن عطشى فمن يرويها ..؟