اهم ما فيه قول ابن تيمية بأن رجال من هذه الأمة يحيون الموتى وهذا هو النص المهم:
1- ابن تيمية:
يقول ابن تيمية في النبوات : وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع الأنبياء كما وقع لطائفة من هذه الأمة. كتاب النبوات ص 298 .
ويقول أيضاً:
فانه لا ريب أن الله خص الأنبياء بخصائص لا توجد لغيرهم ولا ريب أن من آياتهم ما لا يقدر أن يأتي به غير الأنبياء بل النبي الواحد له آيات لم يأت بها غيره من الأنبياء كالعصا واليد لموسى وفرق البحر ، فإن هذا لم يكن لغير موسى وكانشقاق القمر والقرآن وتفجير الماء من بين الأصابع وغير ذلك من الآيات التي لم تكن لغير محمد من الأنبياء، وكالناقة التي لصالح فإن تلك الآية لم يكن مثلها لغيره وهو خروج ناقة من الأرض ، بخلاف إحياء الموتى فانه اشترك فيه كثير من الأنبياء بل ومن الصالحين . النبوات ص 218
يقول ابن تيمية أيضاً:
ومن أصول أهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء ، ما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سائر الأمم.
مجموع فتاوى ابن تيمية ج3 ص 156 .
بعد أنْ ذكر ابن تيمية بعض الكرامات المزعومة في نظره قال: وهذا باب واسع قد بسط في الكلام على كرامات الأولياء في غير هذا الموضع ، وأما ما نعرفه عن أعيان ونعرفه في هذا الزمان فكثير.
مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 282 .
يقول ابن تيمية: ومما ينبغي أنْ يُعرف أنّ الكرامات قد تكون بحسب الحاجة ، فإذا احتاج إليها الرجل لضعف الإيمان أو المحتاج إياه أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته ، ويكون من هو أكمل ولاية لله مستغنياً عن ذلك فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته ، وغناه عنها لا لنقص ولايته ، ولهذا كانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة بخلاف من يجري على يديه الخوارق لهدى الخلق وحاجتهم فهؤلاء أعظم درجة.
مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 283 .
يقول ابن تيمية : فقد ثبت أنّ لأولياء الله مخاطبات ومكاشفات.
مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 205 .
التأثير الكوني عند الأولياء في نظر ابن تيمية:
يقول ابن تيمية أثناء كلامه عما يحصل من الخوارق: وأم ا الثالث فمن يجتمع له الأمران بأن يؤتى من الكشف والتأثير الكوني ما يؤيد به الكشف والتأثير الشرعي ، وهو علم الدين والعمل به ، والأمر به ، ويؤتى من علم الدين والعمل به ما يستعمل به الكشف والتأثير الكوني بحيث تقع الخوارق الكونية تابعة للأوامر الدينية أو أنْ تخرق له العادة في الأمور الدينية بحيث ينال من العلوم الدينية ومن العمل بها ومن الأمر بها ومن طاعة الخلق فيها ما لم ينله غيره في مطرد العادة ، فهذا أعظم الكرامات والمعجزات وهو حال نبينا محمد صلى اله تعالى عليه (وآله) وسلم وأبي بكر الصديق وعمر وكل المسلمين ، فهذا القسم الثالث هو مقتضى (إياك نعبد وإياك نستعين) إذ الأول العبادة والثاني هو الإستعانة ، وهو حال نبينا محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم والخواص من أمته المتمسكين بشرعته ومنهاجه باطناً وظاهراً ، فإنّ كراماتهم كمعجزاته لم يخرجها إلا لحجة أو حاجة ...الخ.
مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 325 .
2- ابن حجر الهيتمي المكي
يقول ابن حجر الهيتمي المكي في الفتاوى الحديثية:
كرامات الأولياء حق عند أهل السنة والجماعة خلافاً للمخاذيل المعتزلة والزيدية.
الفتاوى الحديثية ص 107 ، 108 ط. دار المعرفة / بيروت .
وقال:
والحاصل أنّ كرامة الولي من بعض معجزات النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ، لكن لعظم إتباعه له أظهر الله بعض خواص النبي على يدي وارثه ومتبعه في سائر حركاته وسكناته.
الفتاوى الحديثية ص 108 .
وقال أيضاً:
الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة من الفقهاء والأصوليين والمحدثين وكثيرون من غيرهم ، خلافاً للمعتزلة ومن قلدهم في بهتانهم من غير روية ولا تأمل ، وكان الأستاذ أبو إسحاق يميل إلى قريب من مذهبهم ، أو يئول كلامه إليه كما هو الظاهر أنّ ظهور الكرامة على ألأولياء وهم القائمون بحقوق الله وحقوق عباده بجمعهم بين القول والعمل وسلامتهم من الهفوات والزلل جائزة عقلاً ...
إلى أنْ قال:
وسيأتي لذلك مزيد في تحق الفرق بينهما (الكرامة والمعجزة) وواقعة نقلاً مفيداً لليقين من جهة مجيء القرآن به ووقوع التواتر عليه قرنا بعد قرن وجيلاً بعد جيل ، وكتب العلم شرقا وغربا وعجماً وعرباً ناطقة بوقوعها ، متواترة تواتراً معنوياً لا ينكره إلا غبي أو معاند. الفتاوى الحديثية ص 301 .
3- عبد القاهر البغدادي
قال في كتابه أصول الدين: أنكرت القدرية كرامات الأولياء على وجه ينقض العادة ، وأثبتها الموحدون لاستفاضة الخبر عن صاحب سليمان في إتيانه بعرش بلقيس قبل ارتداد الطرف إليه، ومنها رؤية عمر رضي الله عنه على منبره بالمدينة جيشه بنهاوند، حتى قال يا سارية الجبل وسمع سارية ذلك الصوت على مسافة زهاء خمسماية فرسخ حتى صعد الجبل وفتح منه الكمين للعدو، وكان ذلك سبب الفتح، ومنها قصة سفينة مولى سول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم مع الأسد، وقصة عمير الطائي مع الذيب حتى قيل له كليم الذيب، وقصة أهبان بن صيفي وأبي ذر الغفاري مع الوحش وما أشبه ذلك كثير مما حُرمه أهل القدر بشؤم بدعتهم.
أصول الدين ص 184 ، 185 ط.دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الثالثة سنة 1401هـ - 1981م .
4- الفخر الرازي
يقول في كتاب الأربعين في مقام إثبات كرامات الأولياء: إنّ حدوث الحبل لمريم من غير الذكر من خوارق العادات ، وحضور الرزق عندها من غير سبب ظاهر من خوارق العادات ، وأنها ما كانت من الأنبياء فوجب أن يقال: أن تكون هذه الوقائع من كرامات الأولياء.
ثم قال:
فإنْ قيل: لم لا يجوز أنْ يقال: إنّ تلك الخوارق كانت معجزات لنبي ذلك وهو زكريا عليه السلام؟ قلنا: هذا باطل لوجوه:
الأول: أنّ المعجزة لابد أنْ تكون أمراً ظاهراً للمنكرين حتى يمكن الإستدلال بها المنكر، وظهور جبريل عليه السلام لمريم وحبلها من غير ذكر ما كان يطلع عليه أحد إلا مريم، فكيف يمكن جعل هذه الأشياء معجزة لزكريا عليه السلام.
ثانيها: أنّ عند ظهور المعجز لبعض الأنبياء لا بد أنْ يكون الرسول حاضراً ولا بد أنْ يكون القوم حاضرين حتى يتمكن ذلك الرسول من الإستدلال بالمعجز ، وفي الوقت الذي كان يقول جبريل عليه السلام لمريم : ) وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً ( (مريم : 25 ) ما كان زكريا حاضراً هناك حتى يُستدل بظهور هذه الخوارق على نبوة نفسه ، بل ما كان أحد من البشر هناك حاضراً بدليل قوله تعالى : ) فإما ترين من البشر فقولي إني نذرت للرحمن صوماً) سورة مريم: 26 فبطل القول بأنّ هذه الأشياء معجزة لزكريا عليه السلام .
ثالثها: إنّ حصول المعجزة لابد أنْ يكون بالتماس الرسول ، وكان النبي زكريا عليه السلام غافلاً عن كيفية حدوث هذه الأشياء بدليل قوله تعالى: (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله) فدل هذا على أنّ ذلك ما كان معجزة لزكريا عليه السلام .
ورابعها: أنه تعالى ذكر هذه الخوارق في معرض تعظيم حال مريم، ولم يذكر معها ما شعر بجعلها معجزة لأحد من الأنبياء، ولو كان المقصود منها إظهار تصديق زكريا لا إظهار كرامة لمريم لكان ذكر زكريا عند ذكر هذه الخوارق أولى من ذكر مريم، ولما لم يكن الأمر كذلك علمنا أنّ المقصود منها إكرام مريم لا تصديق زكريا.
الحجة الثانية : أنّ الله تعالى أبقى أصحاب الكهف ثلاث مائة سنة وأزيد في النوم، أحياء من غير آفة، وهم ما كانوا من الأنبياء، فوجب أنْ يكون هذا من باب الكرامات.
كتاب الأربعين في أصول الدين ج2 ص 202 ، 203 ط. مكتبة الكليات الأزهرية / القاهرة سنة 1406 هـ - 1986م .
5- السفاريني الحنبلي
يقول محمد السفاريني الحنبلي في لوامع الأنوار البهية: في ذكر كرامات ألأولياء التي يجب اعتقادها ولا يجوز نفيها وإهمالها.
لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية ج2 ص 392 ط. المكتب الإسلامي/ بيروت – دار الخاني / الرياض سنة 1411هـ- 1991م .
ويقول أيضاً: والحاصل أنّ الكرامة لا بد أنْ تكون أمراً خارقاً للعادة أتى ذلك الخارق عن إمرئ صالح ، وهو الولي العارف بالله وصفاته حسب ما يمكن ، المواضب على الطاعات المجتنب عن المعاصي المعرض عن الإنهماك في الملذات والشهوات من ذكر وأنثى ، ولا بد أنْ يكون هذا الخارق في زماننا وبعده وقبله منذ بعث نبينا محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم من إنسان تابع لشرعنا معشر المسلمين ... الخ .
لوامع الأنوار البهية ج2 ص 392 .
وقال أيضاً:
ومن أي أي إنسان كائنا من كان نفاها (كرامات ألأولياء) فلم يقل بجوازها فضلاً عن وقوعها من ذوي أي أصحاب الضلال والزيغ عن نهج أهل السنة والاعتزال وكذا من نحا نحوهم من أهل السنة كالأستاذ أبي إسحاق الإسفرايني وأبي عبد الله الحليمي من الأشاعرة فقد أتى في ذاك النفي وعدم التجويز لها بالمحال المنابذ للبرهان والعيان وثبوتها في السنن المتواترة ومحكم القرآن ، فمع هذه الأدلة المتواترة والوقائع المتكاثرة فالإنكار لها مكابرة غير منظور إليه ولا معول عليه.
لوامع الأنوار البهية ج2 ص 394 .
6- الغزنوي الحنفي
يقول جمال الدين أحمد بن محمد الغزنوي الحنفي في أصول الدين:
ظهور كرامات الأولياء على طريق نقض العادة وخرقها جائز ، لأنه في قدرة الله تعالى ممكن ، وليس فيه وجه من وجوه الاستحالة ، ويجوز أنْ الله تعالى أكرم ولياً بكل آية يخصه ، بذلك ثبت بالكتاب والسنة.
كتاب أصول الدين ص 162 ، 163 ط. دار البشائر الإسلامية / بيروت سنة 1419 هـ- 1998م.
7- سعد الدين التفتازاني
يقول سعد الدين التفتازاني في شرح المقاصد:
الولي العرف بالله تعالى ، الصارف همته عما سواه ، والكرامة ظهور أمر خارق للعادة قبله بلا دعوى النبوة ، وهي جائزة ولو بقصد الولي ، ومن جنس المعجزات ، لشمول قدرة الله تعالى ، وواقعة كقصة مريم ، وآصف ، وأصحاب الكهف ، وما تواتر جنسه من الصحابة والتابعين ، وكثير من الصالحين ... الخ.
شرح المقاصد ج5 ص 72 .
ويقول في مقام استدلال على وقوع الكرامات:
والثاني: ما تواتر معنا وإنْ كانت التفاصيل آحاداً من كرامات الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم من الصالحين ، كرؤية عمر رضي الله عنه على المنبر جيشه بنهاوند حتى قال : يا سارية الجبل ، وسمع سارية ذلك ، وكشرب خالد رضي الله عنه السم من غير أنْ يضر به ، وأما من علي رضي الله تعالى عنه فأكثر من أنْ تحصى .
شرح المقاصد ج5 ص 74 ، 75 .
وقال أيضاً:
وبالجملة وظهور كرامات الأولياء يكاد يلحق بظهور معجزات الأنبياء ، وإنكارها ليس بعجيب من أهل البدع والأهواء، إذْ لم يشاهدوا ذلك من أنفسهم قط ، ولم يسمعوا من رؤسائهم الذين يزعمون أنهم على شيء من اجتهادهم في أمور العبادات، واجتناب السيئات ، فوقعوا في أولياء الله تعالى أصحاب الكرامات يمزقون أديمهم ، ويمضغون لحومهم، لا يسمونهم إلا باسم الجهلة المتصوفة ولا يعدونهم إلا في عداد آحاد المبتدعة.. الخ .
شرح المقاصد ج5 ص 75 .
8- ابن خلدون
يقول ابن خلدون أثناء كلامه عن المتصوفة:
وأما الكلام في كرامات القوم وإخبارهم بالمغيبات وتصرفهم في الكائنات فأمر صحيح غير منكر.
إلى أنْ قال:
مع أنّ الوجود شاهد بوقوع الكثير من هذه الكرامات، وإنكارها نوع مكابرة وقد وقع للصحابة وأكابر السلف كثير من ذلك، وهو معلوم مشهور.
مقدمة ابن خلدون، ص 471، ط .دار الفكر، بيروت، سنة 1419 هـ - 1998م .
9- محمد بن سلوم
يقول في مختصر لوامع الأنوار البهية:
في ذكر كرامات الأولياء وإثباتها وهذا من العقائد السلفية التي يجب اعتقادها . مختصر لوامع الأنوار البهية ص 534 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1403هـ - 1983م .
وقال أيضاً:
ومن أي أي إنسان كان نفاها أي كرامات الأولياء من ذوي أي أصحاب الضلال والزيغ، فقد أتى ذاك النفي وعدم التجويز لها بالمحال المنابذ للبرهان والعيان، وثبوتها في السنن المتواترة ومحكم القرآن، ولهذا قال معللاً لما ارتكبوا في نفيها من المحال: لأنها أي كرامات الأولياء كثيرة شهيرة، ولم تزل تظهر في كل عصر من العصور الماضية وإلى الآن من المشيء على الماء كما نقل عن كثير من الأولياء من الصحابة وغيرهم ...الخ .
مختصر لوامع ألأنوار البهية، ص 537 .
10- ابن عابدين الحنفي
يقول:
ذكروا في كتب العقائد أنّ من جملة كرامات الأولياء الإطلاع على بعض المغيبات ... الخ .
حاشية ابن عابدين، ج3، ص 20، ط.دار الفكر، بيروت .
11- أبو إسحاق الشاطبي الغرناطي:
قال في الموافقات:
إنّ جميع ما أعطيته هذه الأمة من المزايا والكرامات والمكاشفات والتأييدات وغيرها من الفضائل، إنما هي مقتبسة من مشكاة نبينا، لكن على مقدار الإتباع، فلا يظن ظان أنه حصل على خير بدون وساطة نبوية، كيف وهو السراج المنير الذي يستضيء به الجميع، والعلم الأعلى الذي يهتدى به في سلوك الطريق.
ولعل قائلاً يقول: قد ظهرت على أيدي الأمة أمور لم تظهر على يد النبي ولا سيما الخواص التي اختص بها بعضهم، كفرار الشيطان من ظل عمر رضي الله عنه، وقد نازع النبي عليه الصلاة والسلام في صلاته الشيطان، وقال لعمر: ما سلكت فجاً إلا سلك الشيطان فجاً غير فجك، وجاء في عثمان بن عفان رضي الله عنه أنّ ملائكة السماء تستحي منه، ولم يرد مثل هذا بالنسبة إلى النبي، وجاء في أسيد بن حضير وعباد بن بشر أنهما خرجا من عند رسول الله في ليلة مظلمة، فإذا نور بين أيديهما، حتى تفرقا، فافترق النور معهما، ولم يؤثر مثل ذلك عنه عليه الصلاة والسلام إلى غير ذلك من المنقولات عن الصحابة ومن بعدهم، مما لم ينقل أنه ظهر مثله على يد النبي.
فيقال: كل ما ينقل عن الأولياء أو العلماء إلى يوم القيامة من الأحوال والخوراق والفهوم وغيرها ، فهي أفراد وجزئيات داخلة تحت كليات ما نقل عن النبي ، غير أنّ أفراد الجنس وجزئيات الكلي قد تختص بأوصاف تليق بالجزئي من حيث هو جزئي ، وإنْ لم يتصف بها الكلي من جهة ما هو كلي ، ولا يدل ذلك على أنّ للجزئي مزية على الكلي ... الخ.
الموافقات في أصول الشريعة للشاطبي، ج2، ص 197 ، 198، ط. دار الكتب العلمية، بيروت، سنة 1411هـ- 1991م .
ويقول أيضاً:
عمل الصحابة رضي الله عنهم بمثل ذلك من الفراسة والكشف والإلهام والوحي النومي كقول أبي بكر : إنما هو أخواك وأختاك ، وقول عمر : يا سارية الجبل ، فأعمل النصيحة التي أنبأ عنها الكشف ، ونهيه لمن أراد أنْ يقص على الناس وقال : أخاف أنْ تنتفخ حتى تبلغ الثريا ، وقوله لمن قص عليه رؤياه أنّ الشمس والقمر رآهما يقتتلان فقال : مع أيهما كنت ؟ قال : مع القمر . قال : كنت مع الاية الممحوة لا تلي عملاً أبداً ، ويكثر نقل مثل هذا عن السلف الصالح ومن بعدهم من العلماء والأولياء نفع الله بهم.
الموافقات في أصول الشريعة، ج2، ص 202 .
3- رؤية الله عز وجل في المنام
4- لقاء الملائكة غير الأنبياء
1- يقول ابن تيمية: وكرامات الصحابة والتابعين من بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جداً ، مثل ما كان أسيد بن حضير يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج وهي الملائكة نزلت قراءته ، وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين.
مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 276 .
2- يقول ابن حجر الهيتمي: وقد تنزلت الملائكة لاستماع قراءة أسيد بن حضير الكندي.
الفتاوى الحديثية ص 108 .
3- أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما بسندهما عن أبي سعيد الخدري: أنّ أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده إذ جالت فرسه فقرأ ثم جالت أخرى فقرأ ثم جالت أيضا قال أسيد : فخشيت أن تطأ يحيى فقمت إليها فإذا مثل الظلة فوق رأسي فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها قال فغدوت على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فقلت : يا رسول الله بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي ، فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : إقرأ بن حضير قال فقرأت ثم جالت أيضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إقرأ بن حضير . قال فقرأت ثم جالت أيضا ، فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إقرأ بن حضير . قال : فانصرفت وكان يحيى قريبا منها خشيت أن تطأه فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم تلك الملائكة كانت تستمع لك ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم.
صحيح مسلم بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ج1 ص 584 ح 796 ط. دار إحياء التراث العربي / بيروت ، صحيح البخاري ج4 ص 1916 ط. دار ابن كثير – اليمامة / بيروت سنة 1407هـ - 1987م .
وأخرج الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة: بسنده عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن حضير وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن قال قرأت الليلة سورة البقرة وفرس له مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب مني وهو غلام فجالت جولة فقلت : ليس لي هم إلا ابني ، فسكنت ثم قرأت ، فجالت الفرس فقمت ليس لي هم إلا ابني ثم قرأت فجالت الفرس ، فرفعت رأسي فإذا شيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء فهالتني فسكنت فلما أصبحت غدوت على رسول الله فأخبرته ، فقال اقرأ يا أبا يحيى . قلت : قـد قرأت يا رسـول الله فجالت الفـرس فقمـت وليس لي هـم إلا ابني قـال : قال : اقرأ يا أبا يحيى . قلت : قد قرأت يا رسول الله فجالت الفرس وليس لي هم إلا ابني فقال : إقرأ يا ابن حضير . قال : قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح فهالتني فقال : ذلك الملائكة دنوا لصوتك ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم.
الأحاديث المختارة ج4 ص 267 ح 1464 ط. مكتبة النهضة الحديثة / مكة المكرمة سنة 1410هـ .
وأخرجه النسائي في السنن الكبرى ج5 ص 13 ح 8016 وص 27 ح 8074 ط. دار الكتب العلمية / بيروت 1411هـ - 1991م ، وأبو القاسم اللالكائي الطبري في كرامات الأولياء ص 105 ، 106 ح 25 ط. دار طيبة / الرياض سنة 1415هـ - 1994م وأبو نعيم الإصبهاني في المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم ج2 ص 386 ، 387 ح 1809 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1417هـ- 1996م ، وأحمد بن حنبل في المسند ج3 ص 81 ط.1 ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ج3 ص 468 ح 1928 ، والطبراني في المعجم الكبير ج1 ص 176 ح 561 وح562 ، والبيهقي في شعب الإيمان ج2 ص 549 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1410هـ ، وراجع : جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي ص 346 ط.دار المعرفة / بيروت سنة 1408هـ .
وقال أبو بكر البيهقي في الاعتقاد: وقد روينا نزول الملائكة للقرآن عند قراءة أسيد بن حضير ، وذلك أنه رأى مثل الظلة فيها أمثال المصابيح ، فقال النبي: تلك الملائكة أتت لصوتك .
وروينا تسليم الملائكة على عمران بن حصين، وروينا عن جماعة من الصحابة أنّ كل واحد رأى جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي.
الإعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد للبيهقي ص 201 ط. عالم الكتب / بيروت ط2 سنة 1405هـ- 1985م .
4- قال الحافظ أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة:
باب ما جاء في رؤية عمران بن حصين الملائكة وتسليمهم عليه ، وذهابهم عنه حين اكتوى ، وعودهم إليه بعد ماتركه.
دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص 79 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1405هـ - 1985م .
وأخرج مسلم في صحيحه بسنده عن حميد بن هلال عن مطرف قال : قال لي عمران بن حصين أحدثك حديثا عسى الله أن ينفعك به ثم إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم جمع بين حجة وعمرة ثم لم ينه عنه حتى مات ولم ينزل فيه قرآن يحرمه وقد كان يسلم علي حتى اكتويت فتركت ثم تركت الكي فعاد .
صحيح مسلم بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ج2 ص 899 ح 1226 .
وأخرج أيضاً بسنده عن مطرف بن عبد الله قال ثم بعث إلي عمران بن حصين في مرضه الذي توفي فيه فقال إني كنت محدثك بأحاديث لعل الله أن ينفعك بها بعدي فإن عشت فاكتم عني وإن مت فحدث بها إن شئت إنه قد سلم علي واعلم أن نبي الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قد جمع بين حج وعمرة ثم لم ينزل فيها كتاب الله ولم ينه عنها نبي الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال رجل فيها برأيه ما شاء .
صحيح مسلم بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ج2 ص 899 ح 1226 .
وقال البيهقي : أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، قال أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، قال أخبرنا محمد بن أيوب ، قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، قال حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي ، قال : حدثنا محمد بن واسع ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ، قال : قال لي عمران بن حصين ذات يوم : إذا أصبحت فأغد علي ، فلما أصبحت غدوت عليه ، فقال لي ما غدا بل ؟ قلت : الميعاد . قال : أحدثك حديثين ، أما أحدهما فاكتمه عليّ ، وأما الآخر فلا أبالي أنْ تفشيه علي ، فأما الذي تكتم علي ، فإنّ الذي كان انقطع قد رجع ، يعني تسليم الملائكة ، والآخر : تمتعنا مع رسول الله قال فيها رجل برأيه ما شاء .
دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص 79 .
5- قال الحافظ جلال الدين السيوطي: وأخرج ابن الجوزي في كتاب عيون الحكايات : بسنده عن أبي علي الضرير ، وهو أول من سكن طرسوس حين بناها أبو مسلم ، قال : إنّ ثلاثة إخوة من الشام كانوا يغزون ، وكانوا فرساناً شجعاناً ، فأسرهم الروم مرة ، فقال لهم الملك : إني أجعل فيكم الملك ، وأزوجكم بناتي ، وتدخلون في النصرانية ، فأبوا ، وقالوا : يا محمداه ، فأمر الملك بثلاثة قدور ، فصب فيها الزيت ، ثم أوقد تحتها ثلاثة أيام ، يُعرضون في كل يوم على تلك القدور ، ويدعون إلى دين النصرانية فيأبون ، فألقي الأكبر في القدر ، ثم الثاني ، ثم أدني الأصغر ، فجعل يفتنه عن دينه بكل أمر ، فقام إليه علج فقال : أيها الملك ، أنا أفتنه عن دينه . قال : بماذا ؟ قال : قد علمت أنّ العرب أسرع شيء إلى النساء ، وليس في الروم أجمل من ابنتي ، فادفعه إليّ حتى أخليه معها ، فإنها ستفتنه ، فضرب له أجلاً أربعين يوماً ، ودفعته إليه ، فجاء به فأدخله مع ابنته ، وأخبرها بالأمر ، فقالت : دعه فقد كفيتك أمره ، فأقام معها ، نهاره صائم ، وليله قائم حتى مرّ أكثر الأجل ، فقال العلج لابنته : ما صنعت ؟ قالت : هذا رجل فقد أخويه في هذه البلدة ، فأخاف أنْ يكون امتناعه من أجلهما كلما رأى آثارهما ، ولكن استزد الملك في الأجل ، وانقلني وإياه إلى بلد غير هذا ، فزاده أياماً ، فأخرجهما إلى قرية أخرى ، فمكث على ذلك أياماً ، صائم النهار ، قائم الليل ، حتى إذا بقي من الأجل أيام ، قالت له الجارية : يا هذا ، إني أراك تقدس رباً عظيماً ، وإني قد دخلت معك في دينك ، وتركت دين آبائي ، قال لها : فكيف الحيلة في الهرب ؟ قالت : أنا أحتال لك ، وجاءته بدابة فركبها ، فكانا يسران بالليل ، ويكمنان بالنهار ، فبينما هما يسيران ليلة إذْ سمعا وقع خيل ، فإذا هو بأخويه ومهما ملائكة رسل إليه ، فسلم عليهما وسألهما عن حالهما ، فقالا : ما كانت إلا الغطسة التي رأيت حتى خرجنا في الفردوس ، وإنّ الله أرسلنا إليك لنشهد تزويجك بهذه الفتاة ، فزوّجوه ورجعوا ، وخرج إلى بلاد الشام ، فأقام معها ، وكانا مشهورين بذلك ، معروفين بالشام في الزمن الأول ...الخ .
شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور للسيوطي ص 212 ، 213 ط. دار المعرفة / بيروت – دار المؤيد / الرياض سنة 1417 هـ - 1996م .
5- العروج إلى السماء السابعة
9- يقول ابن حجر في تهذيب التهذيب وقال يعقوب بن شيبة حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حبيب حدثنا سوار بن عبد الله حدثني أبي حدثنا إسحاق بن عيسى بن موسى عن بن الماجشون قال عرج بروح أبي الماجشون فوضعناه على سرير الغسل وقلنا نروح به فدخل إليه غاسل يغسله فرأى عرقا يتحرك من أسفل قدميه فتركه ومكث ثلاثا على حاله ثم نشع بعد فاستوى جالسا ، فقال : ائتوني بسويق فشربه ، فقلنا : أخبرنا ما رأيت قال: إلى السماء السابعة فقيل من هذا قال الماجشون . قيل : لم يأن له بقي من عمره كذا وكذا ثم هبطت فرأيت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وأبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعمر بن عبد العزيز بين يديه فقلت للذي معي أنه القريب المقعد من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال أنه عمل بالحق في زمن الجور .
تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ج11 ص 341 رقم 650
تهذيب الكمال للمزي ج32 ص 338 .
**************************************** *****************************
6- تعطيل الشمس عن الغروب
*********************************** ***********************************
يقول ابن حجر الهيتمي: كما تواتر باليمن في الشيخ العارف إمام الفقهاء والصوفية في وقته إسماعيل الحضرمي نفع الله به أنه قال : من قبل قدمي الجنة ، فلم يزل يقبل قدمه كل زائر وإنْ جلت مراتبه ، ومن كراماته أنه كان داخلاً لزبيد وقد دنت الشمس للغروب ، فقال لها : لا تغربي حتى ندخلها ، فوقفت ساعة طويلة ، فلما دخلها أشار إليها فإذا الدنيا مظلمة والنجوم ظاهرة ظهوراً تاماً.
الفتاوى الحديثية ص 316 .
ويقول أبو العباس الشرجي الزبيدي في ترجمة إسماعيل بن محمد الحضرمي: ومن ذلك ما يحكى عنه أنه قصد مدينة زبيد في بعض الأيام ، فقاربت الشمس الغروب وهو بعيد عن المدينة ، فخشي أنْ تغلق الأبواب دونه ، فأشار إلى الشمس أنْ تقف حتى بلغ مقصده ، وهذه الكرامة مشهورة بين الناس مستفيضة ، حتى أني رأيت بخط بعض ذريته يكتب فلان بن فلان بن فلان موقف الشمس ، وإلى ذلك أشار الإمام اليافعي في مدحه بقوله :
هو الحضرمي نجل الولي محمد إمام الهدى نجل الإمام الممجد
ومن جاهه أومى إلى الشمس أنْ قفي فلم تمش حتى أنزلوه بمقعد
طبقات الخواص للزبيدي ص 97 ، 98 .
وقال السبكي في ترجمة إسماعيل الحضرمي أيضاً : ومما حكي من كراماته واستفاض أنه قال يوماً لخادمه وهو في سفر : يتقول للشمس لتقف حتى نصل المنزل ، وكان في مكان بعيد ، وقد قرب غروبها ، فقال لها الخادم : قال لك الفقيه إسماعيل قفي ، فوقفت حتى بلغ مكانه ، ثم قال للخادم : ما تطلق ذلك المحبوس ، فأمرها الخادم بالغروب ، فغربت وأظلم الليل في الحال.
طبقات الشافعية الكبرى ج8 ص 130 ، 131 رقم 1117 ط . دار إحياء الكتب العربية / القاهرة .
7- الدخول في النار فتكون بردا وسلاماً
1- يقول ابن تيمية : وكان العنسي قد استولى على أرض اليمن في حياة النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ثم قتله الله على أيدي عباده المؤمنين ، وكان قد طلب من أبي مسلم الخولاني أنْ يتابعه فامتنع ، فألقاه في النار فجعلها الله عليه برداً وسلاماً كما جرى لإبراهيم الخليل صلوات الله عليه ، وذلك مع صلاته وذكره ودعائه لله مع سكينة ووقار .
مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 666 ، 667 .
2- قال ابن كثير في البداية والنهاية : وروى ابن عساكر أنه كان قد عاهد أبا سليمان الدارني ألا يغضبه ولا يخالفه ، فجاءه يوما وهو يحدث الناس فقال : يا سيدي هذا قد سجروا التنور فماذا تأمر فلم يرد عليه أبو سليمان لشغله بالناس ثم أعادها أحمد ثانية ، وقال له في الثالثة : اذهب فاقعد فيه ثم اشتغل أبو سليمان في حديث الناس ثم استفاق فقال لمن حضره إني قلت لأحمد : اذهب فاقعد في التنور وإني أحسب أن يكون قد فعل ذلك فقوموا بنا إليه فذهبوا فوجدوه جالسا في التنور ولم يحترق منه شيء ولا شعرة واحدة .
البداية والنهاية ج10 ص 363 أحداث عام (246هـ) ط. دار الريان للتراث / القاهرة سنة 1408هـ- 1988م .
8- الاجتماع بالنبي في عالم اليقظة
سئل ابن حجر الهيتمي كما في الفتاوى الحديثية: هل يمكن الآن الإجتماع بالنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم في اليقظة والتلقي منه؟
فأجاب بقوله: نعم يمكن ذلك ، فقد صرح بأنّ ذلك من كرامات الأولياء الغزالي والبارزي والتاج السبكي والعفيف اليافعي من الشافعية ، والقرطبي وابن أبي جمرة من المالكية ، وقد حكي عن بعض الأولياء أنه حضر مجلس فقيه فروى ذلك الفقيه حديثاً ، فقال له الولي : هذا حديث باطل . قال : ومن أين لك هذا ؟ قال: هذا النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم واقف على رأسك إني لم أقل هذا الحديث وكشف للفقيه فرآه .
الفتاوى الحديثية ص 297 .
9- طي الأرض
قال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب:
وذكر خادم الشيخ السيوطي محمد بن علي الحباك : أن الشيخ قال له يوما وقت القيلولة وهو عند زاوية الشيخ عبد الله الجيوشي بمصر بالقرافة : أتريد أن تصلي العصر بمكة بشرط أن تكتم ذلك على حتى أموت ، قال فقلت : نعم . قال : فأخذ بيدي ، وقال غمض عينيك ، فغمضتهما فرحل بي نحو سبع وعشرين خطوة ، ثم قال لي : افتح عينيك فإذا نحن بباب المعلاة فزرنا أمنا خديجة والفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وغيرهم ، ودخلت الحرم فطفنا وشربنا من ماء زمزم وجلسنا خلف المقام حتى صلينا العصر وطفنا وشربنا من زمزم . ثم قال لي : يا فلان ليس العجب من طي الأرض لنا ، وإنما العجب من كون أحد من أهل مصر المجاورين لم يعرفنا . ثم قال لي : إن شئت تمضي معي ، وإن شئت تقيم حتى يأتي الحاج . قال فقلت : اذهب مع سيدي فمشينا إلى باب المعلاة وقال لي غمض عينيك فغمضتهما فهرول بي سبع خطوات ثم قال لي افتح عينيك فإذا نحن بالقرب من الجيوشي فنزلنا إلى سيدي عمر بن الفارض .
شذرات الذهب ج8 ص 54 حوادث سنة (911هـ) ط. دار الكتب العلمية / بيروت .
10- رؤية من في القبور والشفاعة لهم
قال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى في ترجمة إسماعيل بن محمد الحضرمي:
وروي أنه مر يوماً على مقبرة ، فبكى بكاءاً شديداً ، ثم ضحك في الحال ، فسئل عن ذلك ، فقال : رأيت أهل هذه المقبرة يعذبون ، فبكيت لذلك ، ثم سألت ربي أنْ يشفعني فيهم ، فشفعني ، فقالت صاحبة هذا القبر ، وأشار إلى قبر بعيد العهد بالحفر ، وأنا معهم يا فقيه إسماعيل ، أنا فلانة المغنية ، فضحكت ، وقلت : وأنت معهم . قال ثم أرسل إلى الحفار ، وقال : هذا قبر من ؟ فقال : قبر فلانة المغنية.
طبقات الشافعية الكبرى ج8 ص 131 رقم 1117 ، وراجع أيضاً : شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور للسيوطي ص 205 ط.دار المعرفة / بيروت – دار المؤيد / الرياض سنة 1417هـ - 1996م