كان لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أوراد وأحزاب (أي أجزاء من القرآن ونوافل من الخير يومية لا ينامون عنها)، أنظر كتاب حياة صحابة.
يكون لجند الله أوراد أي أعمال دائمة من كل شعب هذه الخصلة. فمقل ومكثر بالتدرج، إلى أن يقوى إيمان الوارد، فيصبح ذكر الله غذاء ضروريا، وتصبح الكلمة الطيبة لا يزال لسانه رطبا بذكرها.
ولا بأس أن يتواصى الأخوة ويتنافسوا في الذكر. فما جاء من أذكار وعبادات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم محدودة بالعدد، فلا مكان لتجاوزها. وما ترك فيه لنا الخيار أو ندبنا فيه إلى الإكثار أكثرنا.
تحديد العدد ورفعه بالتدريج سياسة للنفوس الكالة الكسول وليس تشريعا. وبعضهم يندد بمن يعين لنفسه عددا من النوافل والأذكار والدعوات والقرآن أو يحدده له غيره، يعتبر ذلك افتياتا على الشارع. وما هو إلا سياسة.
المحذور أن يتقدم أحد بين يدي الله ورسوله فيما جاء منصوصا على عدده. والمكروه أن تتعدى دائرة السنة، كأن تختم القرآن في أكثر من شهر أو أقل من ثلاث. وليس مذهبنا أن نحدد لأحد وردا.
وللورد، تحديدا ودواما، سند في قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها: أحب الأعمال إلى الله أدومها ولو قل. الدوام معناه تكرار عدد العبادة يوميا. وهذا معنا الورد.
وما بعد الورد من استغراق الوقت كله في الذكر، سنده حديث عائشة الذي رواه مسلم وأبو داوود والترمذي وابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله تعالى على كل أحيانه. وسنده ما رواه ابن حبان وابن السني والطبراني والبيهقي عن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله.
لا إله إلا الله أعلى شعب الإيمان. فطالب الحق، ومريد الله، وسالك الطريق إليه، من نصح نفسه، وانتصح بوصية الله ورسوله، فجعل هذه الكلمة الطيبة على لسانه وفي قلبه على كل أحيانه حتى يحبه الله