حرب الحفاظ على الكفاءات سجال لا ينتهي
الناقل :
elmasry
| العمر :42
| الكاتب الأصلى :
the king of jet li
| المصدر :
www.startimes2.com
لا يقل الاستثمار في رأس المال البشري أهمية عن غيره من أنواع الاستثمارات النشطة في عالم الاقتصاد، بل إن القيادة الحكيمة في الدولة عظمت هذا الجانب الاستراتيجي إلى أقصى درجة، لقناعتها الراسخة بأن بناء الكفاءات والقيادات البشرية هو صمام الأمان لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
من هنا، كان التشجيع المتواصل لاستقطاب دور الخبرة العالمية في صناعة الموارد البشرية، وعقد الشراكات معها، لرفد الوطن بما يحتاجه من أدوات إدارية عصرية قادرة على إحداث التغيير. إن مفهوم الإدارة العصري لا يعني بالضرورة أخذ هذه النظرية أو تلك وتطبيقها حرفيا على واقعنا المحلي كما هي، بل يعني قطف أفضل الممارسات الإدارية العالمية وزرعها في بيئتنا التي لها ما لها من خصوصية وتعقيدات، وصولا إلى تحقيق الأفضل من بين الجميع.
ويبقى ما سبق ضربا من التنظير ما لم تشمر السواعد والعقول لتنفيذ التوجهات والسياسات الوطنية التي يطلقها أولو الأمر، ولعل الدراسة الميدانية الأخيرة التي أطلقتها مؤسسة هيويت أسوشياتس عن متوسط الرواتب المدفوعة في العام الماضي بالمصارف في المنطقة تؤكد فيها أن الرواتب تشكل حوالي 60 ؟ من إجمالي نفقات التشغيل، لهو خير دليل على الدور المحوري الذي تلعبه الكفاءات البشرية في عجلة النمو.
وهو دليل على قوة أداء القطاع المصرفي وقدرته على استيعاب المزيد من الكفاءات الإدارية، ولكن السؤال القديم يتجدد دائما: ما حصة الكفاءات المحلية من كعكة النفقات التشغيلية تلك، وأين موقعها من قاطرة الازدهار؟ وهل حقا أننا نعاني من حالة انفصام «إدارية» بين أدائنا في كل من القطاعين الخاص والعام.
والسؤال المبهم الأكثر إلحاحا: لماذا تتبخر الصيحات المنادية بالحفاظ على الكفاءات بعد كل كرنفال، وكأن شيئا لم يكن؟
|