أنا كنت مريضاً في المستشفى، راقد سرير - كما يقول -، حوالي أسبوع، واشتد علي المرض لم أستطع أصلي، لكن بعدما طلعت من المستشفي صليت كل الأوقات التي فاتتني في عصر، وصليتها قصراً من كل وقت ركعتين ركعتين، هل صلاتي هذه صحيحة أم لا؟
أولاً الواجب عليك أن تصلي في حال المرض، ولو أنك جالس أو مضطجع، تصلي على حسب حالك؛ لأن الله - سبحانه وتعالى – يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [(16) سورة التغابن]. والنبي - صلى الله عليه وسلم- قال للمريض: (صلي قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقياً) هكذا أمره النبي - عليه الصلاة والسلام-، فالمريض يفعل ما يستطيع، إن استطاع قائماً صلّى قائماً وإن عجز صلّى قاعداً، وإن عجز صلّى على جنبه الأيمن أو الأيسر، والأيمن أفضل، فإن عجز صلّى مستلقياً ورجلاه إلى القبلة، هذا هو المشروع، فإذا لم يفعل وجب عليه القضاء، لم يفعل بزعمه أنه يصلي بعد حين، أكمل أو أن يشق عليه حال وجود المرض كل هذا غلط ، ولكن عليه القضاء، لأنه تركها بشبهة فعليه القضاء والمبادرة بالقضاء إذا استطاع ذلك، ويصلي أربعاً ما يصلي اثنتين، الاثنتين هذه للمسافر، أما المريض يصلي أربع ولا يصلي اثنتين، إنما قصر الصلاة للمسافرين خاصة، أما المرضى فإنهم يجمعون فقط، لهم الجمع بين الصلاتين الظهر والعصر والمغرب والعشاء لا بأس، يجمعون ، أما القصر كونه يصلي اثنتين فلا، لكن يغتر بعض الناس مما يسمع من بعض العامة، يقولون المريض له أن يقصر، وقصدهم قصر الجمع، يسمون الجمع قصر، هذا غلط في اللغة، الجمع بين الظهر والعصر ، والجمع بين المغرب والعشاء ما يسمى قصر يسمى جمعاً؛ لأنه جمع بين الصلاتين في وقت إحداهما، فيسمى جمعاً لا قصراً، أما القصر فهو كونه يصلي الظهر اثنتين والعصر اثنتين ، والعشاء اثنتين، هذا القصر، لكن بعض العامة يسمي الجمع قصر، فنتج عن هذا أن بعض الناس قصر في المرض لما يسمع من بعض العامة أن المريض يقصر، ومرادهم أنه يقصر يعني يجمع، هذا لغة العامة ، يسمون الجمع قصراً ، وهذا لغط في اللغة العربية، الجمع ما يسمى قصراً يسمى جمعاً، فإذا صلّى الظهر والعصر جميعاً في وقت الظهر أو في وقت العصر هذا يسمى جمع ما يسمى قصر، وهكذا إذا صلّى المغرب والعشاء جمعاً في وقت المغرب أو في وقت العشاء، هذا يسمى جمعاً لا قصراً، أما القصر فكونه يصلي العشاء اثنتين والظهر اثنتين والعصر اثنتين هذا قصر وهذا خاصٌ بالمسافرين، المسافر هو الذي يصلي ركعتين، أما المريض فعليه أن يصلي أربعاً، لكن له أن يجمع بين الظهر والعصر ، وله أن يجمع بين المغرب العشاء من أجل المرض، - والله المستعان-.