بتـــــاريخ : 2/15/2009 10:43:01 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 884 0


    مشهد حرمان صنعه الفقر.. أبطاله التعساء

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : العصفورة | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :

    أماكن قديمة

    أزقة ضيقة

     

    دهشة انتابتني

     

    المنظر عجيب أمام عيني

     

    لو لم أكن متأكدة أنني لم أتعد حدود المدينة

     

    لأقسمت أنني لست فيها

     

    منظرا لم أتوقع يوما بوجوده

     

    كنت اعتقده محض خيال

     

    يا الهي

     

    حي كامل ينطق بالفقر جاثم أمام عيني بكل مافي الكلمة من معنى

     

    شوارع ضيقة لم تعرف النظافة إليها طريقا

     

    بيوت آيلة للسقوط

     

    ذات أبواب مهترئة

     

    يقف على أعتابها رجال شيوخ قد هد الزمن قواهم

     

    وأطفال

     

    نعم أطفال يلعبون ويمرحون وقد ناحت سوء المعيشة ملامحها عليهم

     

    كل ذلك ما رأيته بالأمس حينما كنت برفقة خالتي

     

    للقيام بمهمتها فهي تعمل في جمعية خيرية عملها هو توزيع الصدقات

     

    وقد كان ذلك الحي من نصيبها

     

    وفي طريقنا إليهم حدثتني كثيرا عنهم وهي ترثي لحالهم

     

    ::

     

    ::

     

    فما أن رأوا سيارتنا حتى هتف الجميع وسارعوا بالتجمهر علينا

     

    الجميع مستبشر

     

    نظرات فرح تبدو في أعين الأطفال

     

    وملامح شكر رأيتها مرتسمة في وجوه الشيوخ

     

    ونظرات الشباب ترمقنا لا أعلم ما تلك النظرات

     

    ما أجملها من لحظة عندما ترين الابتسامة ترتسم عليهم

     

    وما أصعبها من لحظة عندما ترين حالهم البائس

     

    هنا نزلت دمعة من عيني لم أعد أقدر على كتمها

     

    لكنني سرعان ما أخفيتها

     

    ألهذه الدرجة وبهذا الوضع بلغت شدة المعيشة

     

    لقد رأيت مشهد حرمان صنعه الفقر أمام عيني

     

    أبطاله هؤلاء التعساء

     

    يقوم على سيناريو واحد

     

    لا تحوي صفحاته إلا ألفاظ سلبية.. بؤس .. شقاء.. حرمان

     

    ::

     

    ::

     

    رجال بكبرياء محطم

     

    شباب بطموح جريح

     

    نساء بتطلعات مهشمة

     

    صبايا بأحلام مشوهة

     

    أم أطفال بعيون متطلعة إلى مستقبل مظلم

     

    جميعهم آمالهم لا نعرف لها مرفأ

     

    متكسرة على أمواج الحياة

     

    احتقرت نفسي .. واحتقرت حياتي

     

    كيف كنت أعيشها

     

    وكيف يعيشها هؤلاء

     

    حتى الأساسيات لا توجد لديهم

     

    وأنا

     

    أنا كل شيء كان يأتيني من غير أن أطلب

     

    منذ أن عرفت نفسي كل شيء متوفر تحت يدي دون أدنى تعب

     

    _ الحمد لله على كل شيء هذا من فضل ربي _

     

    ولكن

     

    هل تبادر إلى ذهني يوما وأنا أعد أنواعا مختلفة من الأطعمة أن هناك أناسا على وجه الكرة الأرضية يبحثون في بيوت النمل عن حبة شعير ليطعموا أبناءهم

     

    هل فكرت وأنا أتسوق في (( السوبر ماركت )) لأختار ما لذ وطاب من الأغذية أن هناك شعبا يتسوق في حاوية القمامة لعله يجد ما يأكله

     

    قد لا أتخيل وأنا أنتقي لأطفالنا أفضل الأنواع الغذائية لنموهم و أن هناك الملايين من الأمهات في هذا العالم يموت أطفالهن في حجرهن

     

    وهن يقفن عاجزات عن إيجاد قطرة ماء أو كسرة خبز تنجيهم من الموت

     

    لقد لمت نفسي كثيرا عندما تركتها تلهث وراء ملذات الدنيا دون تفكير

     

    وفي نفس الوقت كنت نفسي تتلاطم بين أمواج تفكيري وفي هذه الدنيا وكم هي تخفي أكثر مما تظهر

     

    وكم يوجد من مشاهد مؤلمة غير ما رأت عيناي .. هذا وهم في ديار المسلمين !!!

     

    ولكن

     

    لماذا وكيف لنا أن نرضى أن نعيش في عالمين منفصلين..لماذا ؟

     

    سؤال لم يجد إلى الآن إجابة....
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()