هناك مسجد له إمام، وهناك رجل في بعض الأحيان يصلي ويؤم الناس بدون إذن الإمام الراتب، فهل صلاته صحيحة؟
إذا كان الإمام قد يتأخر عن الموعد المعتاد وتقدم بعض المأمومين وصلى بالناس لا حرج, صلاته صحيحة وصلاتهم صحيحة؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما تأخر صلَّى عبد الرحمن بن عوف ولم ينكر عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بل أقره على ذلك وصلَّى ما بقي, صلَّى معه ما بقي من الصلاة، فقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان في غزوة تبوك في صلاة الفجر تخلف لقضاء حاجته، فلما حضر وقت الصلاة وتأخر النبي -صلى الله عليه وسلم- أقيمت الصلاة وصلَّى بالناس عبد الرحمن بن عوف الزهري، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد صلَّى عبد الرحمن ركعةً, فأراد أن يتأخر فأشار له النبي -صلى الله عليه وسلم- فكمل الصلاة وصلَّى معه النبي -صلى الله عليه وسلم- الركعة التي بقيت فلما سلَّم عبد الرحمن قام النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه المغيرة بن شعبة فقضايا ما عليهما، فدل ذلك على أن الإمام إذا تأخر فإن الجماعة لا يُعطَّلون, بل يقدِّمون من شاءوا من أهل الخير فيصلِّي بهم حتى لا يتعطل الناس، وهذا هو الحق، أما كون بعض الناس يتسرع ويقيم قبل أن يأتي وقت الصلاة هذا غلط, لا يجوز هذا، وليس لأحد أن يتقدم على الإمام الراتب قبل مجيء الوقت المعتاد. بارك الله فيكم وجزاكم الله خير