بتـــــاريخ : 2/14/2009 10:56:12 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 386 0

    موضوعات متعلقة

    أروى بنت عبد المطلب

    أروى أيا حبي

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : العصفورة | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :
    أروي حبي

    أقبلت بخطى مترددة من بعيد..

    فلا تزال الأطراف مرتجفة

    أقتربت حاملة معي شوق وحنين

    أقتربت من الشاطيء

    وقفت أمامه وفي عيني نظرات خائفة

    وفي حين الوصول سرت في جسمي قشعريرة باردة

    لم تلبث إلى أن تحولت إلى سيل من الدموع

    بعد عدة محاولات وقفت أمامه بصمود عاتبته

    أصبحت أناجي بنغمة شجية كطفل بريء يتعلم الكلام

    أيها البحر الساكن ... أخبرني وأفصح لي عن مكنون أسرارك

    إيها البحر أرجوك أخبرني ففيك تختبيء الآلام والأحزان والأحلام

    لما

    لما يا بحر

    لما أحتويت أعز ما أملك بين أحشائك

    لماذا حرمتنا من ضحكاتهم ومناغاتهم

    اما تعلم

    أن العصافير الصغيرة لا تجيد السباحة


    أتذكر .. أتذكر يوم أن غادرت أروى

    أتذكر ذلك اليوم الأسود

    يااااه يا بحر

    كم بكيت وبكت أمي

    وكم بكيت وبكى أبى وأخوتي


    أأه يا بحر لقد نقشت الكره في أعماقي

    وعلى شطآنك أيها البحر الغادر حفرت بعض الكلمات في قلبي المجروح تساقطت قطرات من دمائه على الأرض تاركة شوق وحنين

    :::::::::::::::::

    وعندما حل المساء لملمت بقاياي راحلة عن المكان لأترك آثار أقدامي على الشاطيء

    ثم همست للبحر (( وداعا أيا أروى قلبي .. وداعا أيها الغروب الموحش وداعا يامن رحلوا..حتما سيكون للغروب قصائد وحكايات))


    ولتعلم أيها البحر .. إنك إن سلبت أغلى مافي الوجود ... فإنك لن تسلب حبها داخل قلبي ... ولن تطمس صورتها من ذاكرتي ..

    ::



    في نظرتي للخلف وإذا بالقمر بدرا وبنوره قد سطع في السماء فرحا

    ونجومه تتلألأ حوله لترقى سبل المجد فرحا

    وكأنها تنشد لنا أرجوزة مليئة بالأمل

    بدا لي وكأنه يتحدث معي

    ::

    ::

    ناداني من بعيد

    ما بك؟

    جاوبته والدموع تحبس انطلاق صوتي وبصعوبة خرجت حروفي .

    :

    في مثل هذا اليوم أيها القمر

    وفي صباح زينته السماء بنسائم المطر

    أشرقت الشمس في سماء صافية

    مرسلة أشعتها لأمواج البحر الهادئة

    حيث كنت في رحلة مع العائلة على شاطئ البحر

    أخذت أنفاسي بعمق أستشعر معها جمال ذلك اليوم

    الذي شعرت معه بالهدوء والراحة

    أخذت مقعدي قرب الشاطيء

    تأملت

    الأمواج الهادئة ..

    السماء الصافية ..

    البحر الساحر..

    حيث كانت ثمة طيور صغيرة تلعب وتمرح

    أصواتهم الطفولية ملأت الأرجاء

    وصدى ضحكاتهم يعلوا كل حين والآخر

    فما أجمله من شعور عندما ترين الأطفال يملئون الدنيا ضحكا وبهجة ودلالاً

    أطفال يحملون من البراءة أسمى معانيها

    دلال ومحمد و أروى

    عصافير صغيرة جميلة تبتسم لكل غاد ورائح

    تنظر للحياة بنظرة يحدوها الأمل الجميل

    فعندما حل الغروب

    //

    //

    أطلقت نظري بأتجاه الشاطيء الجميل ..

    تأملت جمال الغروب

    ولكن في الغروب

    في الغروب

    غروب النهار .. الذي كنت أحب منظره

    قررت تلك الطيور الصغيرة أن تهاجر وكان أن حصل ...هاجرت

    فعندما كنت في سكون التأمل

    وهدوء التفكير

    وإذا بعاصفة قوية .

    .أمواج هائجة ..

    أصوات متفاوتة

    علا صوت متقطع من بعيد .. يارب .. يارب .

    أسمع أصوات ضجيج وبكاء

    أطلقت بصري إلى هناك .. حيث أجدها قد غرقت

    نعم غرقت.. من ؟

    أروى

    حينها علمت أنها قد دقت ساعة الصفر


    ومن بعيد رأيت والدي الحبيب بدموعه الغالية يحملها بين يديه

    وقد تهدلت اليدان كما غارت العينان الصغيرتان


    أمعنت النظر في جسدها المسجى علي ألحظ حركة أشكك بها في موتها . لا أرى شيئا ..أسمع صوت يقول ماتت أروى

    آآآخ يا ويلي

    حبيبتي أصبحت كالدمية يقلبونها كيف يشاؤون يمينا ويسارا

    تذكرت قوله تعالى : ﴿ كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق ﴾


    أنظر لأمي آآخ يا أمي لا أستطيع وصف حالتها

    أسأل المولى أن يلهمها الصبر

    ثم نظرت وإذا بدلال الصغيرة ذات الثلاثة أعوام

    إنها تبكي وتنساب من عينها العبرات

    حزنت لرؤيتها وهمهمت في نفسي

    أه يا دلال حتى أنت فهمتي معنى الموت

    حبيبتي لقد كانت أروى رفيقة روحها

    فأروى تكبرها بسنة واحدة

    ثم أنتقل نظري لمحمد ذو الست سنوات

    وهو يشاهد المنظر بعينان مدوشتان

    كان كالصنم الواقف أمامي ويبدوا عليه علامات الأستغراب


    لحظة ما أنتابتي كنت أقف فيها وكأنني فاقدة للوعي

    غير مصدقة ما جرى

    وفجأة

    تتلاحق الأنفاس والقلب تجهده النبضات

    .. سالت الدموع على خدي

    وبصوت ..بصوت متقطع متشنج

    م..م..ماذا ....جرى

    هل حقا ماتت أروى

    هل حقا ماتت عصفورتنا المغردة

    آآآآه لقد غابت إلى الأبد ..إلى الأبد


    ثم أنهلت بالبكاء

    حبيبتي أروى

    هاجرت وهجرت

    غادرت

    رحلت .. ليكتنف المكان صمت وكآبة

    رحلت بجسدها وما رحلت ذكراها


    رأيتها تمضي إلى بعيد .. بعيد

    لم أكن أعلم .. ولا أحد منا يعلم

    أن الغروب .. يحمل بين ثناياه لنا معنى مرا

    إنه رؤيانا الأخيرة لها ..

    ما زلت أذكر يوم واريناها التراب .. أذكر قلبي الذي رفض العودة معي

    ليبقى ثاويا حزينا يتمتم ببعض الكلمات ...

    وداعا

    وداعاً

    يا راحلا ساكنا مهجنا

    أسأل من وهبنا إياك .. وردك إليه سبحانه

    أن يحتويك برحمته .. ويسكنك أعلى جنته

    ويفرغ علينا من عنده صبرا جميلا .. إنه سميع مجيب الدعاء


    //
    //

    //


    ختاما قبل أن أنهي لك الكلمات أحب أن أبعث لك مع دموعي يا أروى

    هذه الأحرف والتي لأجلها سكبت ثم عليك ترتيبها

    فمن الصعب التفوه بها كلمة واحدة ..!!

    واو ــ دال ــ ألف ــ عين ــ تنوين .....!!!!!!

    كلمات مفتاحية  :
    أروي حبي

    تعليقات الزوار ()