بتـــــاريخ : 2/14/2009 10:09:18 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1036 0


    تقول جدتي : ( رحلت خالتـي على كرسي من ذهب ) ..!

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : قلب الأمة | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :


    كيف أنام .. و طيفها لم يبارح خيالي ؟!

    رحم الله خالتي و حبيبة الأهل أجمعين

    رحمها الله وسقى قبرها المطر

    و أفسح لها المكان و ألبسها من حلل الجنة

    ::

    لله ما أخذ و كل شيء عنده بمقدار
    والحمد لله على كل حال

    ::

    منذ طفولتي و حتى كفنتها بيدي

    لم أذكر منها إلا كل يوم سعيد و جميل

    رحمها الله وسقى قبرها المطر

    و برد عليها و غسلها بالماء و الثلج و البرد

    ::


    عدنا فجر الأحد من مكة بعد تلك العمرة الجميلة
    و يوم الأثنين تفاجئني والدتي بزيارة سريعة لخالتي في مدينتنا بعد أن
    أسرعوا بها للمستشفى و قد توقفت كل نبضاتها !
    أنعشوها
    كل شيء فيها لا يتحرك إلا الدماغ
    عادت والدتي يوم الثلاثاء على أمل أن نعود لخالتي يوم الخميس!

    لكن الأجل لم يمهلنا كي نراها أخرى !

    مساء الأربعاء قبيل المغرب وصلنا الخبر على مختلف أحوالنا في دنيانا التي غرتنا !
    أمي و أختي في السوق !
    و أنا للتو صحوت بعد عناء الدوام !

    كنا نخطط أن نذهب الخميس للأحساء

    فإذا بوالدتي تتصل بي بعد المغرب و تقول :

    جهزي نفسك و أخبري الكل أننا سنذهب الآن لهناك !!

    أمي .. !

    لماذا ؟ خالتي هل بها بأس ؟

    خالتك رحلت عند الرحيم !!!!!!

    نعم ؟!!

    إنا لله و إنا إليه راجعون

    لاحول ولا قوة الا بالله

    ألهمني ربي الحوقلة و الاسترجاع و الحمد لله على كل حال

    جهزت نفسي و الدموع ...........!

    :
    :

    وتتابعت المشاهد ..

    ~ 1 ~

    كانت خالتي تشعر بالتعب و الاعياء من بداية الاسبوع

    لكنها كعادتها في صمود الجبال رحمها الله !

    أحس بها أبناءها فأرادوا أن يذهبوا بها للمستشفى و أبت !

    قالت : دعوني في غرفتي التي ما برحتها من أول الأسبوع

    وهي التي من عادتها الجلوس مع ابناءها في مجلسهم !


    حكت لنا الخادمة التي لا تبرحها :

    والدتكم كانت يوم السبت تقول لي أظري هذا البيت الجميل الكبير ،

    ألا ترينه ؟

    أنظري الذهب المحيط به ؟ لمن هذا البيت يا فلانة ؟

    والخادمة تجيبها : ماما مافي بيت ! انتي في بيت بابا فهد !

    فترد خالتي : لا ، انظري هؤلاء الناس الكثيرون

    وهذا البيت المتلألئ و العربات الجميلة ، كيف لا ترينهم !


    صمتت الخادمة و لم تخبرنا إلا عندما توفيت خالتي رحمها الله .!


    أليست بشرى خير ؟؟


    ~ 2 ~

    يوم الاربعاء يوم وفاتها اتصل أبنائها بمن يتبرع لتجهيزها !

    لأول مرة تلتفت علي والدتي و تقول : هل ستذهبين معهم ؟!

    بلا تردد : نعم سأذهب !

    جهزنا الأطياب و اشتروا الأكفان و غدا الموعد في مغسلة الموتى !


    ~ 3 ~

    لأول مرة في حياتي أدخل ذاك المكان

    لم يحضروها بعد من المستشفى !

    كنت في وجل ،،

    و القلب مضطرب ،،

    أخذت أردد الأذكار

    و أدعو ربي أن يثبتني و يرزقني القوة !

    هتف المنادي : الجنـــــــــازة وصلت !

    يا الهي ..!

    ماذا سأفعل .؟

    أنا من طلبت أن أغسلها مع الأخوات المتطوعات !

    تذكرت والدي بالأمس قال لي :

    (( لا تعطيهن فرصة أن يلمسوها ، أنت ِ غسليها فقط ))

    لكن يا والدي أنت تعلم هذه المرة الأولى

    صحيح أن لدي علم بذلك .. لكني سأساعد اليوم بكل ما أوتيت !

    ::

    بعد قليل أتت ابنة خالتي(الثانية )الكبرى رأتني و عانقتني و قالت :

    لماذا أنت ِ هنا .؟

    قلت : سأساعد !

    نظرت إلى وجهي و عيني طويلاااا

    ثم قالت :

    أأنت ِ متأكدة ؟

    قلت : نــعم

    فعانقتني أخرى و قبلتني !

    ::

    أفقت و الأخوات يناديني هيا ،، فلنرفع الغطاء

    و نسدل السترة على جسدها و نفك الرباط !

    دخلت ..

    و الجسد مسجى !

    ياااااااارب ...

    و لم أنظر لوجهها ...

    رهبة تملكتني ...

    رأيت الأخوات سريعات

    تذكرت والدي ... و كلماته .. فأسرعت

    و أخذت أبادر بكل شيء ..!

    غسلناها بسرعة

    حملناها كأخف حمل ووضعناها على الكفن

    كل من يأتي من الأهل يأتي بالأطياب و المسك ،،

    أخرجوها كما العروس و جهها يتلألأ إشراقا

    وشفتيها تشع عن ابتسامة الراحة و الاطمئنان ...

    الحمد لله يارب

    رأينا منها بشرى الخير ..

    ::

    :

    ~ 4 ~

    وبدأ العزاء ..

    و لا تسلن عن أحبابها ..

    ولا تسلن عن مناقبها ..

    رفع الله قدرها عنده .. و أسكنها فردوسه الأعلى ..

    لا أحسب إلا و الطائي يغترف من فيض عطائها غرفة !

    بعد وفاتها ظهرت لنا مناقب ما علمناها في حياتها !!

    فكم بنت من المساجد في شرق آسيا و أفريقيا ..

    وكم ساهمت في اطعام أهل البلاد ..

    و الذي أدهشني

    علمي أنها من جهزت مكتبة جامع جدي رحمه الله بأمهات الكتب
    و لا تسلن عن تلك المكتبة و خيراتها و الشباب الذي تخرج منها !


    رحمك الله يا غالية

    يا حبيبة البعيد قبل القريب
    و حبيبة الصغير قبل الكبير

    في كل بيت من بيوتنا لها ذكرى

    صندوق مجوهراتي الغالي علي أجمل إهداء منها

    ::

    ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ..

    و كل الثلاث قد أعدتها ........)


    ولا نزكيها على الله ..
    فهو بها أعلم
    و بها أرحم
    و منا اكرم ..

    أخيرا ,,


    سمعتهم في العزاء يقولون :


    ليتنا نكون يوما ً في بعض حياتنا كـ فلانة

    رحمك الله و أسكنك الفردوس
    و جبر قلوبنا بفقدك يا درتنا ..

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()