غالياتي :
ذكرت هذه العبارة في موضوعي "هاهي البشرى أسطرها هاهنا" والعبارة هي : (كانت لقبولي قصة فيها نوع من الإبتلاء ليختبر الله مدى صبري ولعلي أجد الفرصة لسرد القصة إن شاء الله تعالى )
سأحاول الوفاء بالوعد وإعطائكن تلخيصا للحادثة وسأحاول الإبتعاد عن التفصيل والإسهاب قدر المستطاع وإن حدث فسيكون لتوضيح الأمر ..
أخواتي :
بداية أخبركن بشكل موجز بلقطات من حلم حلمته قبل شهرين أو أكثر وفيه أنني تلقيت اتصالا هاتفيا من جهة معينة في العاصمة يخبروني بأنه قد تم ترشيحي من بين بنات السلطنة لخوض مسابقة دولية وقد كنت الوحيدة التي رشحت لهذا الأمر وكنت في الحلم مندهشة من الموضوع لعدم حملي أي خلفية عن الموضوع ومتفاجئة كيف أنهم رشحوني رغم أني لم أسجل للمشاركة بمسابقات فقالت لي صاحبة المحادثة لاعليك فالمسابقة بغاية السهولة وهي أسئلة من عهد الصحابي فلان لعهد الصحابي فلان ( لم تكن أسماء صحابة وإنما أشخاص مشهود لهم بالصلاح) فتهلل وجهي وقلت لابأس فالموضوع حقا سهل ومع ذلك ظل التردد يراودني إلى أن انتهى الحلم "
ذكرت الحلم لأنني أعتقد بأن تأويله هو ماحصل معي من أحداث في الآونة الأخيرة ..
الآن خلف كواليس القبول تعالين معي لتعشن اللحظات:
جلست في اليوم الموعود أترقب الأسماء التي ستنزل لتشغل وظيفة معلم للعام الجديد وأثناء الانتظار وجدت في المنتدى التربوي أحد الأعضاء يقول من يريد معرفة ما إذا كان مقبولا فليتصل بالجريدة الفلانية لأن الأسماء باتت لديهم .. أخذت الرقم واتصلت وسألت عن اسمي فقال لي الشخص المعني " متأسف فاسمك غير وارد"
قلت " الحمد لله " وأغلقت الهاتف .
بعد ها اكتشفت أن هناك من تم قبولهن ممن هن أقل مني معدلا..
وكنا قد تلقينا بيانا من المسؤولين أنه سيتم القبول على أساس المعدل يعني من المستحيل أن يقبل أحد ومن أكثر منه معدلا لايقبل ..
عموما تريثت قليلا وقلت لابد وأن اسمي سقط سهوا من الجريدة ولابد أن ينزل بالمنتدى التربوي وانتظرت حتى نزلت الأسماء ورأيت بعيني غياب اسمي بين الأسماء بالمقابل وردت أسماء لمجموعة شتان بين معدلها وبين معدلي أي معدلي أكثر منها بكثير .. لم أدر ما أفعل ؟؟ فلن ينفع البكاء والصراخ ولا أي شي ,, وأحمد الله أن وفقني لقول " لاحول ولاقوة إلابالله" ونمت ذلك اليوم على قول " اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها"
ممن توظفوا احدى قريباتي – رغم أنها أقل مني - فكان الناس يباركون لها ثم يغيرون اللهجة معي بل والملامح ويواسونني ..
لا أنكر بأن الضيق حل بنفسي وحاول الشيطان توقيعي بالوسوسة " لماذا أنا بالذات " " أنا غير محظوظة" وبحمد الله حاولت قهره بالتحرك السريع لطلب الحق وعدم التواكل.
في صبيحة اليوم التالي ذهب أخي وأخذ معه شهادة درجاتي ليتابع الموضوع مع المديرية التابعة للوزارة والتي بدورها اتصلت لتستفسر عن الموضوع فقالوا لهم أن اسمي سينزل بعد إنهاء الإجراءات مع دفعات قادمة .. نوعا ما اقتنع أهلي بالموضوع وهدأت نفوسهم أكثر وأنا مثلهم إلا أنني لم لم أقف عند هذا الحد بل توجهت للمنتدى التربوى ووجهت رسالة للمسؤولين بالوزارة نفسها بالعاصمة وهم بدورهم راسلونا على الخاص واستفسرورا عن بياناتي ومن ثم وصل الأمر إلى أن اتصلوا بي هاتفيا للتأكد وتوالت الإتصالات حتى كان آخر حديث لي مع المسؤول قال لي فيه مختتما كلامه اطمئني حقك سيرجع ولكن يحتاج الأمر لأيام وربما أكثر لإنهاء الأمر وحاول أن يقول بما أن الأمر صار برعايتهم فلاداعي للقلق وبدوري شكرته على بذل الجهد .
أغلقت الهاتف وقلت " اللهم لاسهل إلا ماسهلته وأنت تجعل الحزن إن شئت سهلا "
فقد أخذت الأسباب والتوفيق من الرب .. ودعيت ربي أن يصبرني لحين نزول اسمي فحتما ستمر الأيام وكأنها دهورا من شدة الترقب وتحمل نظرات الشفقة من الناس وكثرة الأسئلة التي ستصادفني ,, ففعلا أحتاج لمعونة ربي تأزرني في المحنة
قمت وصليت الظهر ودعديت الله التسهيل ..
فرغت من الصلاة ومن الدعاء وقمت من مجلسي لأسمع صوت أخي عاليا"مبروووووووووووك " موضوعك انتهى .
كما قال الشاعر:
سيفتح باب إذا سد باب **** نعم وتهون الأمون الصعاب
فقد اتصلت المديرية التي بمنطقتنا بأخي لتخبره أن الوزارة سارعت بإرسال أوراقي ورجع الحق لأهله
امتلأ البيت بالبهجة وانثجلت الصدور وارتميت بصدر أمي لتبللني بدمعها وأرتوي من لهج دعائها وشكرها الرب على الفور لامست جباهنا الأرض بسجدة شكر على سرعة استجابة الرحمن للدعاء وتسارع اخوتي لإمدادي بقبل التهاني
فلله الحمد أولا وأخيرا
" إن مع العسر يسرا"
فالمحن تحمل في طياتها منح
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لاتفرج
أخواتي فقد ظن كثير من الناس أن لدي واسطة تدخلت بالموضوع لأنه ظنوا بأن اسمي لم يدرج لقلة معدلي
فقد كان للأمر نتائج سلبية بحقي ولكن الحمد لله على كل حال فلا أملك أن أوضح لكل الناس السبب فصديقاتي يعرفن معدلي ولكن البقية يظنون توظيفي بالواسطة
أراد ربي أن تكون أموري بهذه الطريقة فلله الحمد والفضل والمنة ..