لن أنسى أبدا لن أنسى ..
لن انسى ذلك المشهد
لن انسى ظلم الرجل وجبروته
في ذلك المكان الطاهر ..
مهوى الأفئدة والقلوب المؤمنه
لم يشعر بعظمة المكان الذي هو فيه
رجل لكنه ربما يحمل بين جوانبه قلبا من حجر
رأيته مقبل إلى امرأة أمامي كانت تصلي بخشوع
ونحن في صحن الحرم المكي الشريف
ربما تشكو هما ..تشكو ظلما . تشكو قهرا أصابها
وقف أمامها وهي ساجدة منغمسة في دعاء أو تسبيح لا أعلم
لكن منظرها يوحي بالهيبة .. بالعظمة .. بأن هناك شيئا ما تبثه لخالقها
كم تفكرت في أمرها . كبيرة في السن نوعا ما وكذلك زوجها أو الرجل الذي معها ربما أخاها لا أعلم .
وقف الرجل أمامها ينهرها ..هيا نذهب .. هيا لقد تأخرنا .. وهي في حال السجود
أظنه لا يعي ولا يدرك كيف يكون المسلم عندما يتجه إلى الله بكليته ..
لم يمهلها .. يريدها أن تقطع ابتهالها ودعاءها من أجل أنه أمرها فركلها برجله ركلة قوية
وكررها وبقيت هي ساجدة فترة قصيرة ثم رفعت رأسها ويديها إلى خالقها وبصوت مسموع قالت :
حسبي الله ونعم الوكيل ..حسبي الله ونعم الوكيل ..
كررتها مرارا فاضطرب الرجل وولى أمامها
ثم تبعته وخلفها بعض الصبيه ..ربما أبناؤها ..قد كساهم الحزن والألم ..
أقشعر بدني .. وارتجف جسمي مما قالت ..
أحسب أنها ولا شك مظلومة من قبل هذا الرجل ..
منظرهما يوحي بان هناك ظالما ومظلوما ..
مع الرجل كانت امرأة أخرى يبدوا انها من غير جنسيته
ذهب فكري بأنها ربما تكون زوجته الثانية وأحب أن يظهر لها احتقاره للأولى ,,الله أعلم
عجيب أمره ..ما أقســـاه ..
يسيء اليها في بيت الله الحرام وأمام الكعبة المشرفة
وأمام الناس بلا تقدير لكبر سنها
ولا لعظمة المكان وهيبته ولا لو ضعها فقد كانت ساجدة تبتهل إلى الله منقطعة اليها ..
ولا لأبنائها الذين يرونه وهو يقوم بهذا الفعل المشين لوالدتهم
مرت سنوات كثيرة ومرارة هذا الموقف لا يمكن أن تذهب من نفسي
لن انسى أبدا مشهدا كهذا لن أنسى
ولا أظن إلا أن الرجل قد أخذ جزاؤه من رب العباد لأنه ولا شك ظالم بعمله هذا
والبيوت اسرار وربما كان ما خفي أعظم ..