بتـــــاريخ : 2/13/2009 1:56:26 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1536 0


    وأشرقت شمس الأمـــــــل

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أميرة الورد | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة اشرقت شمس الأمل

    خربشات قــلــــم يترنح فوق السطور،،
    نبض قلب يعانق الحرف ليرسما البوح معا...
    أحاسيس متناثرة..
    !!
    !!!
    !!!!
    أسموها كيفما شئتم...
    حسبي أنها من القلب نابـــــــــــــــعة,,

    &&&&&


    رنة بدء:
    شكرا لذلك الألم الذي طوقني ولازمني فتعلمت منه ومعه الكثير..
    شكرا لمساحة شاسعه حفرت في جوانحي مزيدا من قواانين الحياة
    ومنحتني فرصة لأتقرب من خالقي وأسجد ذليلة بين يديه،،اناجيه بالدمع وأسأله الشفاء رأفة بقلب والدتي الحبيبه
    وبعيون ماملت تذرف الدمع هلعا وخوفا....
    شكرا ياذلك الألم،،كنت لي خير معلم رافقتني حتى مللت منك لكنك حين غادرت غادرتني وقد غدوت بفضل الله أكثر قربا منه وأكثر قوة وصلابه،،
    تفاصيل حكايتي:
    مرت بي الأيام بطيئه ثقيله،،وتعبي يزداد يوما بعد يوم رحلتي مع الاطباء بدأت حين عجزت عن تحمل الألم واطلقت صرخه قوية كتمتها اياما واياما حتى فرت مني رغما عن اراداتي فاهتز لها وجدان حبيبتي الصابره واهتزت اركان بيتنا الكبير وأفقت لأجدني على ذلك السرير الكريه ووجوه الممرضات تحملق والأجهزة تصدر رنينها البغيض الى مسمعي...
    اسبوع بأكمله بين الاشعات والتحاليل واراء الاطباء المختلفه والعلاجات المتكرره بدون نتيجه ،،خرجت بعده الى المنزل والمي مازال يرفض ان يتخلى عن جسدي المنهك...
    وفي كل مرة كنت ازور فيها طبيبي كنت ادرك سعة رحمة الله بي حين تصافح عيوني ملامح المرضى التي يكسوها الألم فاردد بيني وبين نفسي الحمدلله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه...........
    أكملت شهري السابع وانا تائهة بين الأطباء وأملي معلق بالسماء هناك حيث رب رحيم لا يرد من دعاه،،ومابين حيرة وقلق ودمعة وألم سافرت الى وطني الحبيب وانا كلي ثقه بأن الشفاء اولا بيد الله وحده وأن كل الاطباء ماهم الا اسباب يسخرها الله عزو وجل لشفاء عبده ان توكل عليه بصدق وعلم أن كل قضاء قضاه الله له فهو خير له....
    أقسى ماكان على قلبي اني سافرت بعيدا عن امي الحبيبة التي كان طيفها يلازمني كل صباح وصوتها لم يفارق مسمعي وهي تلهج لي بالدعاء ،،قدر الله أن أسافر وتبقى والدتي بعيدة عني وهي اقرب للقلب من نبضه،،وفي كل مرة كنت اسقط غائبة عن الوعي كنت افيق وأنا أقول لهم اطلبو من امي الحل والدعاء ورضاها....
    كم كانت مؤلمة كل لحظاتي بعيدة عنها والألم يزداد والحيرة تتوسع والأمل بالله والثقة به راسخين ولله الفضل والمنة....

    بدأ الألم يزداد وتماسكي ينهار حتى سقطت!!
    وأخشى ماكنت اخشى عليه هو قلب حبيبتي البعيدة وخوفي من أن يقبض الله روحي وانا كثيرة ذنب لم أتزود بعد لآخرتي..
    دموعي كانت تتابع كسيل من مطر وكل من حولي يقرا تراتيل الصبر على مسمعي وانا غائبة عن كل مايقال..
    اهذي كالمجنون وأصرخ بهم،،
    وأغيب صامته ثم أفيق لأصرخ من جديد....
    لحظات ثقيلة قاتله مرت كسنين ،،
    نقلوني بعدها الى المستشفى من جديد وهناك قرر الطبيب ضرورة بقائي تحت الملاحظة لخطورة ماوصلت اليه الحالة...
    يـــــــــــــــــااااارب!!
    أطلقتها بوهن وأنا ادافع عبراتي لم اكن اريد الدخول للمستشفى لأني وبكل بساطه بت اكره المستشفيات والاطباء وكل ماله صله بهم..
    _لا أريد........
    خرجت من بين دموعي فأثارت شفقة اهلي وخرجو بعيدا عني ليطلبو من الطبيب اذن الخروج للمنزل رغم ماكنت اعانيه من الم لكن البيت أرحم واهون بكثير من جدران المستشفيات الصماء...
    _لا يمكن ابدا الحالة وصلت لمرحلة الخطر وإن اردتم اخراجها فلكم ماشئتم ولكن عليكم توقيع اقرار بتحمل المسؤوليه كاملة وأن ادارة المستشفى والاطباء اخبروكم بخطورة الحالة واخترتم اخراجها...
    !!
    !!!
    !!!!!
    لم يكن هناك خيار آخر...
    دموعي وأنات الألم..
    ودعوات اقاربي الذين ازدحمت بهم أرجاء المستشفى.........
    دخلت الى غرفتي وبدات المحاليل والأجهزة تتناوب على جسدي المنهك وانا صامته ،،تغلبني صرخة الألم حينا وحينا اغلبها بالصبر...
    الوقت يمر ببطء،،
    بألم يتغلل في عروقي كنصل السكين....
    يمر ثقيلا خانقا،،
    مضت ست ساعات كامله مابين دخول طبيب وخروج أخر ،،مابين دمعي واستكانتي،،
    ست ساعات على جسد أكمل شهره الثامن برفقة التعب
    يالله!!حقا لاندرك قيمة النعمه الا بوقت زوالها...ويالله ماأضعفك ياابن آدم!!

    كنت اكتم أنات الوجع رأفة بقلوب يؤلمها ألمي،،كنت أجاهد لأبتسم فأمنحهم شعورا بأني متماسكة
    بينما كان كل شيء بداخلي ينهار سوى أملي بالله وثقتي به،،كنت اسمع وأرى لكني في عوالم أخرى ملأى بالألــــم..
    فجأة انهار تماسكي وبكيت وتحول دمعي الى صرخات هزت كيان غيري قبل ان تخترق كياني..\
    كنت عاجزة عن تحمل الألم،،وبدأت كل جوارحي تأن ...
    يدخل طبيب ويخرج آخر
    وحولي كثيرون لكني وحدي مع الألم،،اسمع حديثهم ولا أفهمه كل ماكنت أدركه حينها ان الصحة تاج على رأوس الاصحاء ولايراه الا أمثالي..
    من عمق المي بدأت أشعر أن هناك شيئا ما غريبا حولي ،،
    الاشعات والتحاليل
    الكرسي الذي نقلوني عليه أكثر من مرة..
    صرخاتي التي سمعتها جدران المستشفى..
    حديث اقاربي ..
    قلقهم..
    شحوب لوني وازدياد الألم...كلها كانت تنبؤني بشيء ما لم أدرك كنهه حينها،،
    دخل الطبيب الاستشاري الذي كان من المقرر أن يتابع الحالة،،
    رجل رزين هادئ أحسبه تقيا صالحا ولا أزكيه على الله،،بدأ بالحديث واعتذر عن تأخره
    أفهم كلمة ويغيب فهمي عن الآخرى،،كنت متألمه أناجي ربي بأن يعجل لي بالفرج وأن يرحم ضعفي وقلة حيلتي...
    سمعته يقول:
    لابد من أجراء جراحة عاجلة...
    لم يكن بمقدوري التعبير عن اي شيء
    لم ارفض ولم اقبل
    لم اتحدث مطلقا...
    أجابتهم صرخات ألمي ودموعي ..
    أصدر الطبيب أمره بتجهيزي لدخول العمليه وبتجهيز غرفة العمليات،،
    خرج وخرجوا أحبتي خلفه:
    _دكتور اليس من حل أخر غير الجراحه؟
    _نتائج التحاليل والاشعات تطابقت ويجب التدخل الجراحي فورا
    _ لنتظر الى الصباح
    _لايمكنني الانتظار ولو لساعه أخرى من الزمن،ولو ضمنتم استقرار الحاله رغم وصولها للخطر فلننتظر
    لاوقت امامنا..
    كانت الساعه حينها العاشره مساءا،،وبسرعة البرق تم تجهيز كل شيء
    نصف ساعة مرت بطول سنة،،تتالت علي خلالها كل مشاعر الرهبة والقلق والألم والشوق ...
    وفي العاشرة والنصف كنت على سريري منقولة الى غرفة العمليات وكان رنين هاتفي يعلو..
    نقلت عيني بينهم بسرعه من اخبر والدتي الخبر؟؟
    اجابو كلهم أن أحدا لم يفعل!!
    استاذنت لمحادثتها وجاهدت لأخفي نبرات الألم
    _بنيتي أنتي بخير؟؟
    _نعم حبيبتي انا بخير
    _انا قلقه
    _اطمأني أمي سأكون بخير..
    فقط الزمي الدعاء أنا أحتاجه..
    دمعي ودمعها وشوق قلبينا معا،،من أخبر ذلك القلب ؟؟
    لاأحد..فقط احساس أم!!
    حولي أحبتي بعضهم دامع العين،،
    بعضهم قوي الجأش،،
    بعضهم يخفي ألمه ويبتسم ليمنحني وميض امل،،
    من بين دموعي أوصيتهم بأمي
    توكلنا على الله كان لساني يردد:
    اللهم إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك أوسع لي..
    حضر طبيبي مرة أخرى مبتسما
    وسالني إن كان لدي اي سؤال اريد اجابته
    هززت راسي نافية..
    _ابتسم وقال:
    ألن تقولي شيئا؟؟
    أجبته باكيه:
    سأقول "ياااارب"
    _قال: هي تكفيك بإذن الله ومن توكل على الله كفاه..
    دخلت غرفة العمليات المرعبة..
    جسدي يتنفض خوفا وألما..
    وجوههم مبتسمه لكني نافره،،متوتره وخااائــــــــفة
    لم أبتسم لم أرد على أسئلتهم
    فقط رجوتهم أن يحرصو على ستري والا ينكشف من جسدي الواهن أكثر مما يجب..
    بدأت الدنيا تغيم في عيني،،
    لم أشعر بعدها بأي شيء!!

    فتحت عيناي بوهن،،
    ياالله كم من الوقت مر؟؟؟
    وجدتني مقيده بأجزة متصله بجسدي الضعيف ويخرج من أنفي أنبوب للتغذية،،
    ويداي مكبلتان بابر المحاليل كنت اشعر اني واهنة لااستطيع الحراك مثقلة بالألم لايتحرك مني غير عيناي
    اقلبهما فلا ارى غير سقف الغرفة الأصم!!
    رددت دون صوت:
    يـــــــــارب
    اغمضت عيناي على دمعه،،أكره أن يرى أحدا ضعفي غير خالقي،،
    داعبت مخيلتي صورة امي وهي بجانبي تمسح عن راسي وتشد على يداي،،تذكرت سيدي الحبيب
    رحمه الله حين كان يرافقني ويؤلمه مايؤلم صغيرته لك الله ياابي !!
    كم من المسافات بيننا الان؟؟
    صغيرتك على سرير المرض مقيده لاتقوى الفكاك أشعر بدفء أنفاسك تقول :
    أي بنيتي أنا هنا بالقرب منك
    أشعر بصوت أمي الدافئ حين ينساب مذكرا اياي بالصبر...
    _حمدا لله على سلامتك!!
    صوت غريب افقت عليه يكلمني،،كانت ممرضة باسمة الوجه بدأت تمسح على يداي برفق
    سألتها عن اهلي!!
    أخبرتني أني احتجت لنقلي بعد الجراحه الى غرفةالعناية المركزة وأن الزيارة بعد ساعات..
    أغمضت عيناي مرة أخرى واخذني النوم..
    افقت على اصوات احبتي ينادون باسمي،،تنبهت على وجوه تزينها دموع الفرح...
    احاسيس لاتوصف بالكلمات،،شوقي لأمي..
    المي الذي يثقلني واعجز معه عن الحركة ...
    الحب الذي المحه في عيون تحدثني دون كلام...
    رائحة الوطن الذي استقيت علقم غربتي بعيدة عنه
    وقدر الله أن اعود اليه فتزكم رائحة نيله أنفاسي رغم التعب..
    كلها أكبر بكثير من ان تصفها الحروف أو الكلمات...
    احساسي حين حملوني حملا من فوق سريري
    ثم وضعوني على كرسي متحرك،،ونقلو معي الاجهزة المتصله بجسدي
    ليساعدو الجسم على الحركة،،ومن ثم أعادوني
    بكيت حينها ليس من الألم ولكن لضعف ابن ادم ،،تذكرت حين يحمل ولكن على الأكتاف
    حيث بعدها يتوقف النفس!!

    بقيت في العناية المركزة ثلاثة ايام مرت ببطء كنت ارى اقاربي فيها لفتره لاتجاوز الخمس دقائق ،،
    وشوقي لأمي كاد يقتلني .>>
    بدأ الطبيب في أزالة الأجهزة حتى ازالها تماما في اليوم الثالث ولله الحمد وامر باخراجي لغرفة عادية..
    خرجت من العناية الى غرفتي..
    وجدتهم ينتظرون
    ابتساماتهم مبللة بالدموع ،،
    وأنا أِعر اني اتنفس هواءا لأول مرة في حياتي رغم اني لم اكن قادره على الحركه وكان الخرطوم المتصل بمكان العملية لاخراج بقايا الدم مازال موصولا بجسدي بقي معي سبع ايام كامله حتى يوم خروجي من المستشفى،،كنت أحمله معي كل مارادت القيام او الجلوس وتذكرت كم من نعم نغفل عن شكرها؟؟
    وأشــرقت بعدها شمس الأمـــــــــــــــــل
    وأشرقت ضحكتي التي فقدتها من شهور ،،
    أصبحت اشعر اني ولدت من جديد وقد ودعت الما كاد يقضي علي ونجاني الله منه بعفوه،،عاجزه عن وصف كل تلك المشاعر الوردية التي وجدتها في منحة المرض،،تعلمت الكثير والكثير
    حادثت امي في الهاتف وضحكنا وانتصرنا على دمع قد طال ماانتصر علينا
    أخبرتها أنهم يقولون عن ابنتها "المريضه الهادئة" وأن الممرضات يقولون لي لم نرى مريضة في حياتنا تكتم صرختها لئلا تزعجنا
    ضحكت حبيبتي الغالية،،ضحكت معها من قلبي..
    سجدت شكرا لخالقي،،كنت لم ازل على كرسيي الذي تحملني كثيرا ..
    أطلت سجدتي وبكيـــــــــــــــت
    فرحا وشكرا،،
    عرفت نعمة خالقي فدعوته أن ألزم الشكر........
    **وصيتي لكل مريض:
    لاتيأس!!
    لا تتوقف ولو لحظة عن شكر خالقك فوالله ماخفي من نعمه أعظم مما ظهر عليك ...
    اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ،،وشكر بعبير الورد لكل من رافقت خطاه خطاي رغم التعب...

    كلمات مفتاحية  :
    قصة اشرقت شمس الأمل

    تعليقات الزوار ()