بتـــــاريخ : 2/13/2009 12:05:05 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 908 0


    اطفال يتجرعون الأسى والبؤس

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : الورد الابيض | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة اطفال يتجرعون الأسي

    بالقرب من منزلنا تسكن هذه المسكينه .. انها مطلقه ولها طفلان .. تزوجت من جارنا والذي تبدوا عليه القسوة والصرامه وكانت له الزوجه الثانيه لان زوجته الاولى لا تنجب .. فاشترطت ان يكون طفلاها معها فلم يجد بد من الموافقه .. وبعد حملها بدأ يتضايق من الصغار وينزعج من وجودهم ويخشى على الأم منهم فلا يريدها ان تحتضنهم او تحملهم ولو قليلا خوفا على جنينها ولا يريدهم ان يتعبوها بكثرة الحركه فهو يرى انه لا يجب ان يقبل بوجودهم عندها خصوصا بعد ان تيقن بأنها حامل .. فبدأ يساومها بأن تدع الاطفال يذهبون للعيش مع والدهم ..فرفضت بشده وذكرته بالشرط فاستخف بها وقال تريدين مني ان انتظر حتى يقتل اولادك ولدي الذي في بطنك بدلالك الزائد لهم ان لم تقبلي بذلك فأنا لي تصرف آخر ... فبدا يقسوا على الأطفال ويمنعهم من ان يقتربوا من امهم خوفا على جنينها ..وكان يهددها بأن تستعد لمغادرتهم في اي لحظه ويبدوا انه قد حدث ابيهم فحضر لأخذهم وكانت في ضيافتي بصحبة اطفالها والذي لم يتجاوز الكبير منهم الخامسه من العمر وبينما هي تشتكي من سوء معاملة زوجها وقسوته على ابنائها بسبب الجنين الذي في بطنها والذي كرهته قبل ان يولد ولم تشعر بفرحة حملها لما سببه لها هذا الزوج من متاعب وتهديد بأن يحرمها من ابنائها من اجله.. وبينما هي تتحدث واذا بالباب يطرق وزوجها ينادي فأيقنت انه قد حان الفراق وانها لن ترى ابناءها بعد اليوم فطمأنتها وقلت لها لن يأخذهم اليوم منك وانت في منزلي فخرجنا لساحة المنزل ننظر ماذا يريد وإذا بالفعل زوجها يحرض طليقها وينعته بقلة المروءه ان لم يأخذ ابناءه معه ويتولى تربيتهم ولا يرميهم لغيره مما أثار حفيظة طليقها وبدأ يطالب بإحضار الابناء وما ان سمع الابناء بذلك حتى فروا هاربين الى داخل منزلي فقام الزوج القاسي لاحضارهم ولحسن الحظ ان زوجي لم يكن موجودا فطلب مني الابناء من وراء الباب فقلت لا استطيع احضارهم ولن اشارك في هذه الجريمه .. ترضى بالشرط ثم تخالفه وتريد ان تفرق بن الام وابنائها ان كان ولا بد فليس من منزلي يكون هذا .. نظرت الى الام فإذا بها منهاره ورجلاها لاتقوى على حملها ... طمأنتها ثم دخلنا للمنزل لنطمئن على الاطفال واذا بهم مختبئن خلف الباب من شدة الخوف يحسبون ان لا احد يراهم في هذا المكان
    لم يكن الصغير ليدرك فهو في الثالثه من العمر لكن رأى الخوف والذعر على وجه اخته فخاف معها واختبأ سويا متعانقين خلف الباب .. فلما رأتهم والدتهم في هذا المنظر احتضنهم و انهارت باكيه امامهم .. منظرهما يبعث على الحزن والاسى ... يفتت القلب القاسي .. يذيب الصخر .. ماذنب الاطفال يعيشون طفولتهم في رعب كهذ .. ما ذنبهم ان يهددوا بالبعد عن مصدر الحب والحنان والامن الامان بالنسبه لهم .. ماهذه الطفوله البائسه المعذبه.. كل هذا بسبب ماذا .. لحظة غضب وقع فيها الطلاق .. وكبرياء خادع يخفي خلفه ضعف قاتل .. عزة وأنفه من ان يتنازل احد الزوجين للآخر.. ان كان ولابد من الطلاق فلابد من التفكير والتأني واستنفاد جميع الحلول ثم لابد من ايجاد بيئة صالحه لتربية الاطفال واستقرارهم النفسي والعاطفي .. عجيب ان يعاقب الازواج زوجاتهم او العكس بالمخاطره بمستقبل وحياة ابنائهم النفسية .. ضاعت معاني الابوة الصادقه في هذا الزمن العجيب !!

    نسيت ان اخبركم ان والد الاطفال بعد يومين او اكثر حضر واخذ ابناءه معه وهم يبكون ويصرخون ولا مغيث فالحق معه فهو والدهم وبمباركه زوج الام القاسي .. وعاشت الام كالمذهوله لا تفكر الا في ابنائها وفي قلبها حقد دفين على هذا الزوج القاسي وما ان وضعت مولودها حتى رمت به اليه وابت ان ترضعه او تهتم به وهو يحاول معها ويرغبها ويهددها وهي لا تستجيب ابدا وكان هذا الطفل الجديد ضحيه لطلاق جديد ومصدر لعقاب الزوج الذي تسبب ببعد الاطفال عن والدتهم وكان بمثابة الهديه لزوجته الاولى التي رحبت بتربيته ... مآسي تتكرر في مجتمعاتنا بسبب التهور بنطق الطلاق عند اتفه الاسباب ...

    كلمات مفتاحية  :
    قصة اطفال يتجرعون الأسي

    تعليقات الزوار ()