بتـــــاريخ : 2/12/2009 5:33:18 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1183 0


    ~ مشهد حرك مشاعري ~

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : قلب الأمة | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :
    ادب قصة مشهد حرك مشاعري

    ::

    كثيرا ما نمضي في حياتنا و عباداتنا تتحول إلى عادات !


    أحيانا ً كثيرة لا نشعر بعمق أوامر شرعنا و معانيها العظيمة !


    نصلي ، نصوم ، نتحجب ، نذكر الله


    بقلب أو بدون قلب !


    كل تلك العبادات و غيرها لو استحضرنا قلوبنا فيها لباتت قلوبنا مروية غضة مرتفعة !


    لكن هو الإنسان ، و هي الغفلة ، و هي سنن الكون الربانية


    حتى يأتي من يذكرنا و يشير لنا ببعض المعاني المنسية !


    أحيانا يصفعنا مشهد

    و أحيانا يوقظنا ماء بارد يُصَب فوق رؤوسنا الشامخة لنطأطئ الرأس و ننظر ماذا حدث !




    لعلي أطلت عليكن المقدمة

    لأني جئت للصفحة كي أسكب لكن مشـــــــــاعر

    و أنتن تعرفن أن المشاعر الإنسانية من أصعب الأشياء وصفًا و إيصالاً للعقل البشري !!



    المشهد جعلني أنظر لحجابي !

    جعلني أخجل مما أراه في الشارع و الطرقات من بنات جيلي و غيرهن !



    لن أطيل أكثر ،،

    إليكن المشهد ................








    بالأمس

    ذهبت و والدتي لنــــزور ( جدتي / من الرضاعة ) في المستشفى _ شفاها الله و عافاها _


    امرأة كبيرة في السن ، و هي كتلة من الحنان و نموذج للصبر و الرضا


    الحمد لله كانت تعرفنا جيدًا و رحبت بنا كذلك .



    كانت ما بين النوم و اليقظة تتوسد السرير ، منهكة ، متعبة عافاها ربي .

    حجابها يحيط برأسها و يظهرها كالقمر يوم أن يكون شاحبًا !

    فجدتي ذات وجه أبيض مشرق لولا المرض الذي أخفى بريقها !


    فجــــــــــــــــــــأة و نحن نتحدث نادت ابنتها :


    فــــــــــــلانة ،، أين غطاء رأسي ؟

    قالت :

    هاهو على رأسك !!

    قالت جدتي :

    أصلحيه و أحكميه على رأسي !!





    كلمتان ، و حركة بسيطة أثــــــــــــارت في قلبي الكثير !



    لله درها ،

    مريضة

    كبيرة في السن

    شاحبة


    و همها حجابها و حشمتها و ألا يسقط من فوق رأسها !!



    ليتكِ يا جدتي خرجتِ للشارع و رأيتِ بناتنا ماذا يلبسن ؟

    و ليتك تعلمين ما يحدث في الصيف هنا و هناك و في تلك الديار التي يسافرن لها و كأنهن بتجاوز حدود البلاد تجاوزن حدود الحساب !



    كم علمتني يا جدتي درسًا دون أن تنطقي !


    و الله يا أحبة ، أني جلست أنظر لابنتها و هي تصلح حجابها و تشده على رأسها و بقيت أنظر إلى حجابي

    و ماذا لو كنت أنا التي على السرير ؟!

    هل سيهمني حجابي مثلها !

    أم أني مريضة و لا حرج !!


    اللهم أصلح قلوبنا


    و ارفع قدر ديننا في الدنيا

    و أعز الاسلام و المسلمين .


    و الله يا جدتي هي العزة و الرفعة

    هي الثبات ثبتكِ الله و ألبسكِ من أثواب الصحة و العافية الفضفاضة .



    لن أنسى :


    أن جدتي بعد إحكام غطائها انفرجت أساريرها و تبسمت و نامت بهناء

    كلمات مفتاحية  :
    ادب قصة مشهد حرك مشاعري

    تعليقات الزوار ()