::
قبل عدة أيام هاتفت صديقة الدراسة الوفيـــة ،،
كنا تلك الأيام الجميلة نسميها (( ابتسامة الشلة ))
حيث كانت تحمل من مسماها النصيب الأوفر ( ابتسام ) ،،
كانت نبرة صوتها تفضح ما لم تحكيه لي منذ زمن ،،
ظروف حياتها جعلت ابتسامتها باهتة ، رمادية !
رغم أنها لازالت تحتفظ بكثير من قوتها و رونق روحها الجميلة ،،
صديقتي لديها طفلان جميلان و طفلة ثالثة لها توفاها ربي قبل عام و كان عمرها آنذاك 4 سنوات ،،
ليس هذا المهم الآن ،،
ما أردت قوله يا أخوات ،،
تلك الكلمة التي قالتها لي صديقتي و لازال صداها حتى اللحظة يتردد في ذهني ،،
قالت :
أتعلمين يا ( قلب ) : أشعر هذه الأيام أن الحـــــزن و المصائب أكثر من الفرح !!
كان ردي تلقائيا عليها ( رغم شعوري بشعورها ) قلت :
يا حبيبة .. أما قد فرحنـــا في حياتنا كثيرا ؟
فلنترك للحزن في حياتنا مكانا !
صدقيني لولا الحزن ما شعرنا بلذة تلك الأيام ،،
قالت :
( قلب ) لست ُ أعترض فالحمد لله على كل حال (( و صديقتي بفضل الله دائمة الحمد ))
لكني أخبرك بما يجول في الفكر يا قلب .
قلت :
نعم يا بسمتنا ، هذه مسيرة الكون الربانية ،،
أيام فرح تعقبها الحزن
و بضدها تتبين الأشيــاء ،،
و الحمد لله يا ابتسام أن الله ما جعل الحزن في حياتنا سدى لمجرد الهم و الغم و الدموع و البؤس
إنما لنحصد الأجور بالصبر الجميل
و الصبر الجميل الذي لا شكوى معه و لا سخط ،،
هنا
انفرجت أسارير صديقتي الحبيبة
ثم قالت :
هيا أخبريني بكل خبر يفرحني
و بدأت أحكي لها كل جميل في الكون ،،
و بدأت تضحك كعادتها ،،
::
أحبتي ،،
ما ألذ الصبر الجميل !
ما أحلى طعم الحمد و الشكر للرب الخبير الحكيم ،، !
و لكن
كلمة صديقتي (( أشعر هذه الأيام أن الحـــــزن و المصائب أكثر من الفرح !! ))
بقي صداها و فكرت فيها كثيرا
و رأيت أن نعم الله التي لم نفقهها حتى الآن أكثر بكثيـــــر من الأحــزان ،
فلنشغل القلب بالثناء الحسن على الرب
بدل إشغاله بذكر الحزن و ما النهاية !