واشنطن : قد يستفاد قريبا من الكائنات الدقيقة التي تعيش في قاع البحر كأحد المصادر غير المحدودة لتوليد الكهرباء الضرورية لتشغيل المعدات الكبيرة كأجهزة الإحساس والإرشاد في المنارات، وأجهزة السونار التي تستخدم للكشف عن الأشياء أو مواقعها تحت الماء، بواسطة موجات صوتية خاصة. ويتمثل مشروع هذا البحث في تطوير خلية وقود ضخمة تساعد في التوصل إلى مكونات الفولتية الكهربائية الطبيعية في قاع المحيط. وأوضح الباحثون أن الكائنات الدقيقة التي تعيش في مياه البحار أو في الطبقات العليا من رواسب قيعانها، تستخدم الأكسجين لتحطيم المواد العضوية وإطلاق الطاقة، أما الكائنات التي تعيش في الطبقات الأعمق التي ينقصها الأكسجين، فتعتمد على كيماويات أخرى مثل مركبات النترات والكبريتات، لتحطيم تلك المواد العضوية، وبالتالي فإن هذه التفاعلات المختلفة تخلق فرقا كهربائيا كامنا يشبه إلى حد ما الفولتية الناتجة بين قطبي البطارية المتعاكسين. وقد كرر الباحثون في جامعة ولاية اوريجون الأمريكية، استخدام هذه الفكرة في تطوير خلية وقود ضخمة للحصول على مصدر لا متناه من الطاقة الكهربائية، حسب ما أوردته مجلة "نيوساينتست" العلمية، حيث قاموا بتطوير النموذج المخبري الأول باستخدام قطب سلبي الشحنة تم غمره في 10 سنتيمترات من الرسوبيات البحرية، وقطب آخر إيجابي الشحنة وضع فوق السطح، وعندما تم توصيل الأقطاب تولدت طاقة تكفي لتشغيل صمام ثنائي صغير باعث للضوء. ومن المتوقع أن يتم وضع خلايا وقود مشابهة في رسوبيات المحيط الحقيقية بعد تطوير خلايا الطاقة وزيادة قوتها وفعاليتها وثباتها.