أنا أوتر قبل النوم خوفاً من أن أنام ولا أوتر, اقتداءً بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أوتروا يا أهل القرآن) وإذا حصل ونهضت قبل الفجر فإني أصلي أربع أو ست أو ما يتيسر لي من الركعات, ولكني لا أوتر؛ لأنني أوترت قبل النوم، فهل عملي هذا صحيح؟
نعم، هذا العمل صحيح، الإنسان إذا خاف أن لا يقوم من الليل يوتر أول الليل، وإن يسر الله له القيام في آخر الليل يصلي ما تيسر، ثنتين أو أربع أو ست أو أكثر، يسلم بين كل ثنتين، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل)، وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا هريرة وأبا الدرداء بالإيتار قبل النوم، فالإيتار قبل النوم من باب الحزم، إذا كان يخشى أن لا يقوم من آخر الليل، أما من كانت عنده الثقة أو يغلب على ظنه أنه يقوم آخر الليل، فالوتر في آخر الليل أفضل، وإذا أوتر في أول الليل ثم يسر الله له القيام في آخر الليل صلى ما تيسر ثنتين ثنتين، ولا يعيد الوتر، الوتر الأول كافي.