شــــــــــرعتُ نوافذ أمـــــــــــل .... اختزلتُ مشـــــاعر ألم ... ونبض مشــــــاعـــــــــــــــر نزفت ....
كل التعــــــــــــابير تصمد ...
حملت قلبي بيـــــــــــدي و مضيت ... لعل بوحـــــــــــــي ينطق .... دخلت هنــــاك.....
فسقطت دمعة أفسدت كل لقـــــــــــــــاء ....
هنــــاك رقدت تحاصرها المهدئات ... ترافقها المغذيـــــــــــــات ....اختفت ملامح كل جسد و لم يبق سوى عظام
رغم كل وجع تبتسم ...
رباه لا أقوى على الاقتراب ... شلت قدماي .. ضاقت بي الدنيــــــــــــــــــــــــــا
تهمس بوهن حرتوش اقتربي ... <<< لقبي الذي تطلقه علي عندما كنا نتمازح
وقع القلب و احتبست الصرخات ...
نظرت إلى عينيها الذابلتين ... احتضنتها و نبض قلبي يخفق ألما
شردتُ إلى تفاصيل حيـــــــــــــــــــاة حلوة كنا نعيشها ..
نتقاسمها ... نتبادلها .... في بيت جدي هنـــــاك رسمت خرائط الماضي ...
في يوم مضى الجميع رحل .. و بقي جدي و جدتي و حيدين فذهبت رغم صغري للعيش معهم و قضيت سنوات برفقتهم ..
كان يؤثرني على أبنائه وبناته ... اعتليت عرش حبه و ملكت قلبه .. كانت خالتي الكبرى عندما تأتي تكاد تجن ....
بدأت مشاعر الغيرة تحاصرها... شل تفكيرها و بدأت تنصب لي المكائد كي أقع في فخ اللوم و التوبيخ ..
وقعت في مصائد عديدة ..... و نلت من العقاب أشكالا و ألوانا ....
ما أروع تلك الأيــــــــــــــــــــام ! و مــــــــــــــا أنظف تلك القلوب رغم قساوتها أحيانا !
مرت كغيرها و ولت محملة بذكريات عدة ... انتقلت إلى بيتنا و كبرت و أصبح بيت جدي مولد مهد ماض ...
لم تتغير خالتي رغم كبرها و إنجابها الأطفال تحب مشاكستي و تغار من حب جدي لي ...
كثيــرا ما كنا نتضارب و قليلا ما نبتعد عن بعضنا ..
تزوجتُ و ابتعدت إلى أراض بعيدة ، عشت هناك وحيدة ، أشتاق لها و لتعليقاتها يوما بعد يوم ، قل الارتباط ،
و كثرت المسؤوليات و كلٌ ذهب في طريق حياته ...
مضت سنوات من العمر وغربتي في ازدياد ... و بعد شهور جاء اليوم الذي اعتقت فيه الرقاب و بدأنا في تجهيزات العودة
جاءني اتصال من خالتي كان مفاجئا لي قالت : متى العودة قلت : بعد أسبوعين
قالت : استعجلي يا بنت .
قلت لِـمَ ؟
قالت أريد وداعك !!!
لم أعيرُ تلك الكلمة اهتماما كبيرا فخالتي تحب المزاح .....
عدت إلى أرض الوطن ، الجميع حولي ... سألت أمي : أين أختك ؟
قالت : إنها هنــــاك ، لم أنتبه إليها فقد كانت ترتدي غطاء فوق رأسها ظننتها إحدى الخادمات ...
أتيت لها مسرعة و قلت لها : ما هذه التسريحات ؟؟؟
نظرت إلي و ابتسمت و قالت : الحمدلله أنني رأيتك ِ
و أن الله أمدني بالعمر كي أعانقكِ
انفجرت ضاحكة قلت يا عيني أصبحتِ رومانسية !
نظرت إلي فدمعت عينها و قالت : نعم تغيرت فالدنيا غيرتني
لم ترد أن تخبرني سبب تغيرها و بمرضها بوجعها بألمهــــا ففرحتها بقدومي تمنعها الكلام
بعد مدة قصيرة عرفت من أمي أنها مصابة بالسرطان في رأسها و أنها تعالجه منذ 6 شهور ...
صعقت !
لم يخبرني أحد و لم أكن أتوقع أبدا ... تذكرت كلماتها فأوجعني قلبي و مت حسرة ...
و الآن هاهي ترقد في سرير المرض بين الحياة و الموت و من تدهور إلى أخــــــــــــــــر
اللهم اشفها شفاء لا يغادر سقما اللهم متعها بالصحة و العافية و ردها إلينا ردا جميلا
اللهم اصبغ عليها الصبر و الأجـــــــــــــــــر ...
اللهم لا شفاء إلا شفـــــــــــــاؤك فاشفها أنت الشــــــــــــــافي ....
اللهم احفظ خالتي و صبرنا على افتقادهــــــــــــــــــا و لا تحرمنا وجودها في حياتنا ...
اللهم آميــــــــــــــــــــن ....
قد لا يكون للكلمــــات معنى و لكن يبقى للآهات عنوان ....
مـــــــــــا أقســــــــــــــــــــــى الانتظـــــــــــــار
حياه نشعر فيها بأن أحزاننا تعادل الملايين ، نشعر فيها بأن طموحاتنا قد انتهت لتعلن بداية ألم مميت ..
لو تقطعت كل السبـــــــــــــل و نفذت كل الآمـــــــــــــــــال ...
فالأمل بالله أقوى وتيـــــــــن و نعم بالله وحده ,,,
--------------------
The yearning painful