بتـــــاريخ : 2/9/2009 11:22:34 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1141 0


    في رحـــاب بيت الله تتبدد الهمـــــــوم وتنجلي ...!

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : الورد الابيض | المصدر : www.manqol.com

    كلمات مفتاحية  :
    احيانا يشعر الانسان انه في حاجه الى شئ ما.. لا يدركه ويحاول ان يبحث في زويا نفسه الخفيه ياترى ماذا يفتقد !! من يريد ؟؟ في ماذا يرغب ؟؟ شعور قد يحصل للجميع في اوقات مختلفه .. لكن عندما تكون في مكه ومجاور لبيت الله الحرام فإنك لن تعدم وسيله في ملئ هذا الفراغ النفسي فكل ما عليك هو ان تحسن الوضوء ثم تيمم وجهك شطر المسجد الحرام فهناك تتفتح لك ابواب الأجور فدعاء وصلاة وتسيبح واستغفار وتأمل في خلق الله وصلاة على الميت ومسح لرؤوس الاطفال وادخال السرور عليهم بإعطائهم بعض الحلوى والتعرف على اخوات في الله من بلاد شتى وامرهم بالمعروف ودلالتهم على الخير وتعليم جاهل بأمور قد خالفها في الصلاة او احضار كأس من الماء لمن هم بجوارك او اعطاءهم مما معك من مشروبات ساخنه وخصوصا في يومي الاثنين والخميس حيث يكثر الصائمين وبتمرات بسيطه يكسب فيها المسلم اجر تفطير الصائمين وطواف حول الكعبه وتقبيل للحجر الاسود وتضلع من ماء زمزم المبارك واشراك غيرك معك في الجلوس على سجادة احضرتها ومساعدة من يحتاج بمكالمة من هاتفك النقال ودلالة ضال عن مكان يحتاجه كدورات المياه او بئر زمزم او بدايه الطواف والصدقه على فقراء الحرم وقراءه القرآن الكريم او تعليم احدى الاخوات الاتي بجوارك ولو سورة قصيره كل هذه الامور يمكن ان تحصلي اجرها في ساعة واحدة تقضينها في بيت الله الحرام وغيرها كثير..
    ذات يوم ذهبنا انا وصديقتي ووالدتها الكبيره في السن والعقل ايضا وكانت ممن يسعد بالعطاء اكثر من سعادته بالأخذ ومن عادتنا ان نحمل شئ من القهوة او الشاي ونحضر بعض الحلويات او نشتري من هناك وكانت
    وكان من عادة هذه الخاله ( ام صديقتي ) ان توزع كل مالديها على من حولها وكلما ذهبنا للحرم وهي معنا نرى ان الله يسوق لها من تعطيها مما معها ولو فنجالا من القهوة .. ذات يوم وبينما نحن في ساحة الحرم اقبلت الينا احدى الاخوات من سوريا وكانت امرأه كبيرة في السن... مرت من امامنا وهي تنظر الينا فدعتها والدة صديقتي لشرب كأسا من الشاي ففرحت واخذت الشاي وجلست معنا وشكرتنا ومن خلال كلامها ونظرتها عرفنا انها لاتقصد ان تشرب معنا شيئا ثم تذهب بل هي تحمل هما ثقيلا يكاد ان يخنقها ولم تجد من تتكلم معه .. سألناها عن بلدها وكيف جاءت ومع من وبعد كلام كثير عرفنا انها ارملة فقيره لكن عفيفة النفس قد مكثت ثلاث سنوات لتوفر ثمن الرحلة الى الحج بعملها في المزارع حتى اكرمها الله بالحضور للحج هذه السنه وكانت من سنوات تدعوا الله ان ييسر لها الحج ثم لتمت فلا يهمها شئ بعد ذلك فقد نالت ماتريد من الدنيا ... ومن خلال كلامها احسسنا بها تعاني من امر ما فهي تكرر انها تتمنى ان تكمل حجها ثم اذا ماتت بعد ذلك فلن تأسف فقلنا لها بل ستكملين حجتك وسيتقبلها الله منك ان شاء الله وستعودين الى بلدك وابناءك سالمة غانمه قد غفر الله لك وعدت كما ولدت خاليه من الذنوب فإذا بها تنخرط في البكاء .. واذا بها فعلا كما توقعنا قد اهمها امر حتى ضاقت عليها نفسها ولم تجد من يواسيها فهي من فقرها لم تستطع تحمل مصاريف الحملة فقط احضروها الى الحرم ثم بقيت فيه اياما قبل الحج تأكل وتنام ليس لها مأوى .. لم تكن تشكو من فقرها ابدا فقد كانت عفيفة النفس جدا لكن اقلقها الوسواس حيث ان تفكرفقط كيف لو ماتت لا احد يعرفها هنا من يغسلها من يكفنها من سيدفنها كيف تخبر اولادها الذين يبدوا من تنهدها عند الكلام عنهم انهم غير بارين مع انها لم تذكرهم بسوء لكنها والدتهم وستظل تحبهم وتتمنى ان تموت بينهم وتودعهم .. فقلنا لها ان شعورك هذا المسيطر عليك انما هو من الشيطان ليحرمك من هذه العباده العظيمه التي قد حرمها كثير من الناس من بلاد شتى وحال الموت او الفقر دون تحقيقها ..ونصحناها بأن تستمتع بهذه العبادة العظيمة وبقربها من بيت الله الحرام وترمي هذه الوساوس وراء ظهرها وتستعيذ من الشيطان الرجيم وان تفكر بأنها ان شاء الله ستعود الى بلادها وستسعد برؤية ابنائها واحفادها وستحمل لهم الهدايا البسيطه .. لكنها قالت انا دعوت الله ان احج ثم اموت وها انا قد يسر الله لي القدوم الى مكه للحج ولابد وان الموت معه لانها دعوة واحده فقلنا لها احسني الظن بالله فربما اراد الله لك افضل مما اردت لنفسك واستجاب لك في قدومك للحج ولم يستجب لك في الموت بعده وانت لا تعلمين الغيب والاجل مكتوب لا يتقدم ولا يتاخر فعلام تضايقين نفسك وانت مؤمنه وقد اصبحت في ضيافة رب العالمين ولك ان تدعيه بكل ماترغبين من امور الدنيا والاخره وانظري للجموع حولك ومقدار فرحتهم بالحج فلا تهدمين سعادتك بهذه الوساوس وكوني قويه لأن الله معك ولا تجلسي وحيده فكل من في هذا المكان اخوتك في الله فكما وجدتنا اليوم سعيدين بالحديث معك فستجدين غيرنا .. تكلمنا معها كثيرا فانفرجت اساريرها واستبشرت ودعت لنا ووالله اني اتمنى ان اعلم عنها وعن اخبارها لعلها رجعت ان شاء الله سالمه غانمه الى اهلها ( ارجوكم ادعوا لها ) ..
    مواقف كثيره في الحرم قد تفتح لك اجور عظيمه وانت لاتعلمين



    --------------------



    لك اللــــــــــــه يا غـــــزة العــــزة والإبـــــــــــــاء


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()