والدتي تصلي العشاء مع الوتر، ثم تنام وتصلي صلاة قبل صلاة الفجر، وكثير من الناس يقولون لها: لا يجوز أن تصلي الوتر ما دام لك صلاة قبل صلاة الفجر؟
الأفضل أن لا تؤخر الوتر إلى آخر الليل ما دامت تقوم آخر الليل فالأفضل أن وترها يكون آخر الليل بعد ما تصلي الصلاة التي يكتب الله لها؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا). هذا هو الأفضل أن الصلاة تكون في آخر الليل وتختم بالوتر إذا تيسر ذلك، أما إن كانت تخشى أن لا تقوم في آخر الليل وتريد أن تعمل بالاحتياط فتوتر في أول الليل فلا بأس ، النبي - صلى الله عليه وسلم- أوصى أبا هريرة وأوصى أبا الدر داء بالإيتار أول الليل ، قال بعض أهل العلم لأنهما كانا يدرسان الحديث ويخشيان أن لا يقوما في آخر الليل فلهذا أوصاهما بالوتر في أول الليل. وصح عنه - عليه الصلاة والسلام- أنه قال : (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل). أخرجه مسلم في الصحيح. فهذا هو التفصيل: إن كانت المرأة تستطيع أن تقوم آخر الليل فالأفضل أن يكون وترها آخر الليل بعد ما تصلي ما كتب الله لها ، ثم توتر قبل الفجر ، هذا هو الأفضل ، لكن إن كانت تخشى أن لا تقوم ، وأن لا تفق ، فالأفضل لها أن تصلي الوتر في أول الليل وإذا قامت آخر الليل ويسر الله لها القيام تصلي ما تيسر ، ركعتين أو أربع ركعات أو ست ركعات من دون وتر ، الوتر الأول يكفي ، ولا تعيد الوتر ؛ لأن النبي - عليه الصلاة والسلام- قال : (لا وتران في ليلة). فإذا الإنسان أوتر في أول الليل ثم يسر الله له القيام في آخر الليل فإنه لا يعيد الوتر، بل يكفيه الوتر الأول ويصلي من آخر الليل ما تيسر ركعتين أو أربع ركعات أو أكثر من ذلك بدون وتر.