حــدث في مــثل هـذا اليوم ... من الأكيد أن معظمنا قد شاهد أو تابع هذا البرنامج في قنوات تلفزيونية مختلفة
وقد تكون بعض الصحف والجرائد قد خصصت لهذا العمود مكاناً دائما فيها , ولكن هل الكل استفاد
أو أخذ منه العبر؟ إن الذي يشاهد بعض الأحداث الماضية ويعرف عنها يستنتج وبلا شك
أن الدول المتأخرة اليوم هي الدول التي لم تتجاوز الماضي ولم تتغاضى عن التناحر القديم
بينها , في حـين أن الدول المتقدمة اليوم اقتصادياً وتكنولوجيا - وإن تخلفت دينيا وعقائدياً - هي الدول التي
تجاوزت الماضي وفضلت المصلحة على الانجرار خلف الأحقاد .
لو نظرنا لحال العالم والدول فيه ورأينا التصالح والتفاهم رغم الخلاف القديم والمآسي المزروعة
في عمق الذاكرة وفي وجدان شعوبها وسياسييها , الاختلاف في اللغة والمذهب , الكره المستتر بينها
ورغم ذلك وإن لم تتحد فكرياً وعقائدياً فقد اتحدت من اجل المصلحة ورفعت من شأنها وشأن شعوبها
غلبت العقل على العاطفة , اتحدت حتى في الشر وبدلاً من أن تتقاذفه بينها قذفته نحو الآخرين الذين
لا يسيرون في نفس الركب .
المؤسف والمؤلم أننا نحن المسلمون نعتبر قسماً أسياسياً من أولئك الآخرين الذين شغلهم تناحرهم
وظلمهم بعضهم لبعض عن اللحاق بركب التطور وبناء قوة ذاتية نصد بها شر الآخرين ومكرهم الذي
يتفننون في تسويقه لنا ودائما نقع في فخاخهم .
ترى .. هل سيأتي اليوم الذي نصحوا فيه من غفلتنا ؟ أما آن الأوان لكي نصنع حدثاً نفخر به ذات يوم
بدلاً من أحداثنا المخجلة المؤلمة اليوم؟ وظلمنا بعضنا لبعض أما آن له أن ينتهي؟
سلسلة تساؤلات أثقلت كاهل آمال كثيرة ,
فإن وجدت الجواب السليم ستنطلق وتتحقق تلك الآمال لا شك .
فليتنا لا نسمح سوى لأحداث الأمس المشرقة في تاريخ امة الإسلام لنتأثر بها فقط بدلاً من الانجراف
في دوامة الخلاف ,
--------------------
;;;;;;;;;;;;;
;;;;;;;;;;
;;;;;;